أهمية الرضاعة الطبيعية لا حصر لها حيث يعّد حليب الأم من المصادر الغذائية المناسبة للرُّضّع. والذي يحتوي على كميات كبيرة من المُغذّيات المُتنوعة والتي تُعتبر سهلة الهضم ومتواجدة بشكلٍ طبيعي في حليب الأم.
مقالات ذات صلة:
الرضاعة الطبيعية وعلاقتها بجينات الطفل
كيف أزيد من إنتاج حليب الثدي خلال فترة الرضاعة الطبيعية؟
وقد تنتشر الرضاعة الطبيعية بين معظم نساء المجتمع، ومن ناحية أخرى قد لا تستطيع بعض النساء إتمام عملية الرضاعة أو البدء بها. ووضَّحت العديد من الدراسات فوائد الرضاعة الطبيعية لكل من الأم والطفل والتي تنعكس إيجابياً على صحة كلٍ منهما.
أهمية الرضاعة الطبيعية للطفل الرضيع:
يحتوي حليب الأم على جميع الاحتياجات اللازمة للطفل خصوصًا خلال أول 6 أشهر من عمره. والجدير بالذكر أن معظم المصادر والدراسات وحتى الدين الإسلامي بالمقام الأول تشجّع على الرضاعة الطبيعية. خلال الأيام الأولى بعد الولادة، ينتج الثدي سائلًا سميكًا ويميل لونه للأصفر ويسمى” اللبأ ” والذي يعتبر مصدر غني بالبروتين. ويحتوي على نسبة منخفضة من السكر وبالمقابل يعد محمّل بمركبات مفيدة. ويعد اللبأ الحليب المثالي في أول أيام الطفل والذي يساعد على تعزيز صحة الجهاز الهضمي للرضيع. وبعد الأيام القليلة الأولى يبدأ الثدي بإنتاج كميات أكبر من الحليب والتي تتناسب مع حجم معدة الطفل.
يوفر اللبأ كميات كبيرة من الجلوبيولين المناعي “أ”، والعديد من الأجسام المضادة الأخرى، بحيث عند تعرض الأم لمسببات الأمراض المختلفة من بكتيريا أو فيروسات يبدأ جسمها بإنتاج المضادات الحيوية والتي يتم إفرازها لحليب الأم ثم تنتقل للطفل من خلال الرضاعة الطبيعية وهذا بدوره يعزز من مناعة الطفل بشكل مباشر.
وتساعد الرضاعة الطبيعية خصوصًا المطلقة على تقليل فرصة تعرض الطفل لمختلف الأمراض بما في ذلك إلتهابات الأذن الوسطى، إلتهابات الجهاز التنفسي، نزلات البرد غيرها من الأمراض. إضافةً إلى أن الآثار الوقائية للرضاعة الطبيعية لا تقتصر فقط على مرحلة الطفولة بل وتستمر حتى مراحل عمرية مختلفة .
وتساعد الرضاعة الطبيعية في السيطرة على تقلبات الوزن في مراحل عمرية مختلفة، بحيث وضحت العديد من الدراسات أن الأطفال الذين يعتمدون على الرضاعة الطبيعية لديهم معدلات سمنة أقل من الأطفال الذين يتناولون الحليب الصناعي.
أهمية الرضاعة الطبيعية للأم :
تساعد الرضاعة الطبيعية على إفراز هرمونات متعددة مثل البرولاكتين، والأوكسيتوسين. بحيث يساهم كلاهما في تعزيز صحة الأم وتقوية العلاقة بينها وبين الطفل. وتساعد الرضاعة الطبيعية على التعافي من المشاكل المتنوعة بعد عملية الولادة، بحيث يساعد هرمون الأوكسيتوسين على إعادة الرحم إلى حجمه الطبيعي بسرعة أكبر ويساعد في التقليل من نزيف ما بعد الولادة. كذلك أثبتت العديد من الدراسات أن الرضاعة الطبيعية تساهم في تقليل خطر الإصابة بالسكري من النوع الثاني والتهاب المفاصل الروماتويدي وأمراض القلب والأوعية الدموية بما في ذلك إرتفاع ضغط الدم وإرتفاع كوليسترول الدم. وكذلك تعد الرضاعة الطبيعية من الوسائل التي تساعد في المباعدة بين الأحمال وذلك من خلال تأخير عودة فترة الحيض. وتساهم في تقليل فرصة التعرض للسرطانات المتنوعة بما في ذلك سرطان الرحم والثدي.