الحرب من الأسباب الرئيسية التي تسبب الأمراض النفسية في المجتمعات. ومع تواجد الصراعات والنزاعات في كل أنحاء العالم وبشكل متزايد فهذا يستدعي من المتخصصين في العلاج النفسي التركيز على المتضررين نفسيا منها. وكذلك محاولة تقديم العلاج المناسب لهم.
مقالات ذات صلة:
المشكلات النفسية التي يعانيها الأطفال الفلسطينيين في ظل الحرب.
النساء هن الأكثر عرضة للعواقب النفسية للحرب. وهناك دليل على وجود ارتباط كبير بين محنة الأمهات والأطفال في حالة الحروب.
لكن على الرغم من كون المرأة الأكثر عرضة للأمراض النفسية في هذه الحالة إلاّ أنه تم الاعتراف بقدرتها على الصمود تحت الضغط ودورها في إعالة أسرتها في الحروب.
أما بالنسبة للأطفال فيوجد دليل ثابت على ارتفاع معدلات المشاكل النفسية المتعلقة بالصدمات لديهم في مختلف أنحاء البقاع التي تقع فيها الصراعات والاشتباكات والحروب. ولكن المثير للإهتمام أن التقارير التي حازت أعلى مستويات في الآثار النفسية هي الواردة من فلسطين ( الأطفال والمراهقون هم الأكثر تعرضاً للصدمات والمشاكل النفسية في فلسطين ).
إن الارتباط المباشر بين درجة الصدمة ومقدار المشكلات النفسية ثابت عبر عدد من الدراسات. كلما زاد التعرض للصدمة “الجسدية والنفسية” كلما كانت الأعراض أكثر وضوحًا.
طرق لتحسين الحالة النفسية بعد الحرب للمتضررين بشكل عام والأطفال خصوصاً:
العلاج السلوكي المعرفي الذي يركز على الصدمات (TF- CBT):
كما يوحي الإسم فإن العلاج السلوكي المعرفي يساعد في علاج التجربة المؤلمة. فهو علاج مصمم للشباب والأطفال والمراهقين وأسرهم كذلك.
الهدف هو مساعدتهم جميعًا على تجاوز التجارب الصادمة. إنه علاج مبني على معالجة الفكرة التي نتجت عند الطفل أو المريض من الصدمة ومحورها تغيير الفكرة ثم الشعور ثم يتغير بعدها السلوك. وقد ثبت أن هذه الطريقة مفيدة جدًا للأشخاص الذين يعانون من صدمة واحدة أو صدمات عديدة.
يمكن لمقدمي العلاج السلوكي المعرفي مساعدة الأطفال الأصغر سناً في التغلب على صدماتهم قبل أن تتطور إلى شيء أسوأ بكثير.
دمج تقنيات حل النزاعات في المناهج المدرسية:
النظام التعليمي له أهمية كبيرة عند الأطفال لحل النزاعات بنجاح والتعامل مع الماضي. بالإضافة إلى توفير جلسات فردية وعائلية تساعد الأطفال والمراهقين على تجاوز الصدمات التي تلي الحرب.
برنامج الأنشطة النفسية والإجتماعية المنظمة (PSSA):
برنامج يعتمد على جلسات صفية جماعية مصممة لزيادة مرونة الأطفال تدريجياً من خلال أنشطة منظمة تشمل الدراما والحركة والموسيقى والفن (مع مكونات إضافية تتناول دعم الوالدين والمشاركة المجتمعية). أوجدت الدراسات التي تمت لمتابعة هذا البرنامج مساهمته في زيادة الروح الإيجابية عند الأطفال ورفاههم.
إعادة الإعمار لما تم التعدي عليه وهدمه:
تأمين الإعمار المناسب للأماكن التي تم التعدي عليها وهدمها وإعادة الوضع لأفضل مما كان عليه قبل الحرب على هذه الفئة يساعد في التخفيف من الإذى النفسي. ويعيد لهم القليل من الأمان ومنطقة الراحة التي كانوا يعيشون فيها.
نتائج الحرب:
هذه النقطة لها جانبان أو تأثيران فنتائج الحرب تؤثر بشكل إيجابي على المجتمع المنتصر وتساعد في تخفيف بعض أعراض وبقايا الخوف والقلق والرهاب الموجود منها. أما إذا كنت في الجانب المهزوم فهذا سيؤثر سلبا على التعافي النفسي والصحة النفسية للمجتمع وسهولة الخروج من آثار الحرب.
تتفق الدراسات في قيمة وأهمية كل من الدعم الجسدي والدعم النفسي في تقليل آثار الصدمات المرتبطة بالحرب. فضلاً عن دور الوازع الديني الكبير في التخفيف من تبعاتها والممارسات الثقافية كطرق للتعامل مع حالات الصدمة الناتجة عن الحرب.
بالإضافة إلى أن السكان في حالات الحرب والصراع من حقهم أن يتلقوا رعاية صحية نفسية كجزء من عمليات الإغاثة وإعادة التأهيل وإعادة البناء الشاملة. لتعويضهم ولو بجزء بسيط مما فقدوه خلال الحرب.