التطوع قديماً كان كمفهوم يقتصر على جمع المال وإعطاءه للمحتاج دون الإلتفات لأهميته في تطوير الشخصية واكتساب خبرات جديدة في الحياة. حيث بدأت بالأعمال المقتصرة على الحي الصغير ثم المناطق المجاورة حتى أصبح ما يعرف اليوم بالفرق التطوعية بمجالاتها المُختلفة الثقافية، الاجتماعية والدينية، الخ.
مقالات ذات صلة:
ما هي أهم النقاط التي يجب أن تركزي عليها في كتابة سيرتكِ الذاتيّة؟
لكن غالباً ما تبرز شخصية أحدهم بقيادته الحكيمة وسلوكياته الملفتة لغيره حتى أطلق عليه لقب “القدوة”. فكيف بدأت حكاية القيادي القدوة؟
يعتبر التطوع من أبرز أسباب بناء المهارات القيادية وأبرزها:
- القدرة على إدارة الذات.
- اتخاذ القرار.
- بناء العلاقات والتواصل الفعال.
- القدرة على التخطيط والتغلب على التحديات .
التطوع وسيلة للتعلم وفتح فرص جديدة مثل:
التعلم اللامحدود:
في كل تجربة جديدة يتعلم الشخص معلومات كان يجهلها فيكتشف العالم وماهيته بشكل أكبر ويخوض تجارب تجعل منه مغامراً وثائراً قادراً على التحدي ومواجهة الواقع.
الخروج من منطقة الراحة:
الأشخاص الذين يفضلون الذهاب للأماكن التي يعرفونها. وكذلك عدم الاختلاط بأناس جدد للتقليل من حدة النقاش أو اختلاف الآراء سيواجهون مشاكل كبيرة عند أول حالة نقاش اضطراري سواء مع زميل الدراسة أو العمل أو حتى عند ممارسة الأنشطة اليومية.
لا بد للشخص التوسع في دائرة المعارف ليواجه المزيد من الموقف فيتعلم طريقة التفكير الممنهج بحل المشكلات وكيفية إيجاد حل مشترك بين الأفراد ومبادئ الحوار.
باب من أبواب التوظيف:
بعض الأحيان قد يكون الانتقال في المسار الوظيفي حاجة ملحة. فيكون التطوع مدخلاً لوظيفة جديدة بطرق عدة:
- التطوع لاكتساب مهارات وخبرات في المجال فتكون بمثابة نقطة إيجابية في سيرتك الذاتية.
- كذلك التطوع للتعرف على أشخاص من شأنهم أن يكونوا داعمين لك (برسالة توصية مثلاً).
- التطوع في المكان الذي ترغب في العمل به ريثما تثبت جدارتك وكفاءتك.
قد يرفض البعض فكرة التطوع لاعتقاده بأنها طريقة فيها خسارة للمال؛ كالمبلغ المقطوع للمواصلات أو الزي المعتمد وغيرها من الأسباب. ولكن الحقيقة أن هنالك فرصاً عدة تحت مسمى “التطوع بأجر” أو وجود بدل مواصلات وطعام.
ونظراً لأهمية التطوع فقد أدخلت الشركات الريادية برامج تطوعية لموظفيها، منها الإلزامي ومنها الاختياري وذلك لتعليمهم المهارات القيادية بأقل كلفة ممكنة وبطريقة فعالة بعيداً عن أجواء التدريب الاعتيادي.
قد يكون البدء بالتطوع خطوة يفعلها الكثيرون ولكن الاستمرار به يكون للقليلين منهم، فمن يستمر به فقد اجتاز الاختبار الأول من مهارات القيادة ” الإلتزام والصبر على التعلم” ومن لم يلتزم فليثابر مجدداً ليصل.