التظاهر بالموت هو أمرٌ شائع كنوع من اللعب عند الأطفال دون سن الخامسة. قام الدكتور برنت موسون، من كلية التربية بجامعة أوكلاند، بدراسة العوامل التي تلهم وتحافظ على اللعب التعاوني بين الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 3 و 4 سنوات.
مقالات ذات صلة:
تطور اللعب عند الأطفال في المراحل المختلفة!
وقد استغرقت الدراسة عاماً في مركز أوكلاند للطفولة المبكرة الخاص، حيث درس الباحثون الأطفال وهم يلعبون جماعياً دون تدخل الكبار. ما يعتبر جزءًا أساسيًا من التعلم لمرحلة ما قبل المدرسة.
خلص الدكتور موسون إلى أن الموت كان موضوعًا شائعًا، حيث ظهر في 24٪ من حلقات اللعب. ويضيف برنت إنه مجرد محرك مفيد لاستكشاف المفاهيم والحفاظ على اللعب. ويطلق على هذه الاستراتيجية اسم “المنهج الخفي”، لأن الموت لا يشكل جزءًا من تعلم الأطفال رسميًا. لكن يبدو أنهم يبدأون ألعابًا تعتمد على الموضوع على أية حال.
يقول موسون: “عادةً ما ينظر إلى لعب الأدوار التي تنطوي على الموت على أنها غير مناسبة للأطفال. وقد ركز المعلمون في مرحلة الطفولة المبكرة على منهج جسدي وعاطفي خالٍ من المخاطر. لكن الموت نفسه في اللعب كان غير منطقي – لقد كان مجرد آلية لإدخال سيناريوهات أو أدوار جديدة في اللعب. لا يبدو أن هناك أي اهتمام حقيقي بمفهوم الموت من قبل أي من الأطفال. كان الجميع يعلمون أن الطفل الذي يدّعي الموت سوف يستيقظ، وأن الوحش سوف يطارَد، وأن شخصًا آخر سوف يموت مجددًا غدًا “.
لاحظ الدكتور موسون قواعد واضحة حول كيفية استخدام الموت في اللعب. ففي كل مناسبة تقريبًا، أوضح الأطفال أنها كانت مجرد وفاة متظاهرَة، وكان الشخص الميت أو الحيوان يُعاد دائمًا إلى الحياة، عادةً من خلال التدخل الطبي. ونادرا ما يقتل الأطفال بعضهم البعض في سيناريو اللعب. ويكون القتل مقبولاً فقط إذا تم التوصل إلى اتفاق مع الشخص الآخر أولاً.
كذلك، تم إضافة عنصر الوحش بشكل شائع في الألعاب لشرح كيفية حدوث الوفاة، كما أنه عادة ما كانت تقوم الفتيات بتقديم الموتى. ومثلت الفتيات في كثير من الأحيان دور اللاعب الميت، لكنه لم يكن محور التركيز الرئيسي في اللعب.
وكثيراً ما وفرت فرصة للأطفال الذكور لينضموا إلى لعب البنات، حيث يتولى الأولاد دور الوحش أو الطبيب. كما سمح اللعب المختلط بين الجنسين للأولاد بممارسة أساليب القيادة التي لم تكن متاحة لهم في اللعب للأولاد فقط.
يقول الدكتور موسون إن النتائج التي توصل إليها توضح أنه لا ينبغي على الآباء والمدرسين إحباط الأطفال الذين يستخدمون الموت أثناء اللعب. كما يضيف أن الفهم الأكبر لكيفية ظهور اللعب التعاوني ولماذا يمكن أن يساعد معلمو الطفولة المبكرة على توفير بيئات لتعزيز التعلم من خلال اللعب.
اخيرا اوضحت الدراسة انه من المهم أن يرى الكبار اللعب من خلال عيون الطفل وليس من خلال تصورات البالغين عن الموت”.