التعامل مع فايروس الكورونا من ناحية نفسية في الأسابيع القليلة الماضية مع تفشي انتشار فايروس الكورونا الذي أعلنته منظمة الصحة العالمية على أنه وباء عالمي، نعيش حالة من الشكوك، وفيما يتعلق بالأشخاص الذين يعانون القلق من امكانية إصابتهم بالفايروس أو إصابة المقربين منهم، قد يقوم عقلك ببناء سيناريوهات عديدة حول ما يمكن أن يحدث لك؟ هل ستستطيع مواجهة الفايروس؟ ما إمكانية إصابة أحد أفراد أسرتك؟
مقالات ذات صلة:
تقوية جهاز المناعة في ظل اجتياح الكورونا
في الحقيقة الكثير يعانون من القلق وهذا يعني قضاء الوقت في التفكير في الإحتمالات المخيفة أو القراءة عن أعراض حدوث الفايروس كثيراً.
الشك وهو من أصعب التجارب الإنسانية، بالإضافة إلى الشعور بعدم السيطرة والتهديد (إمكانية الأصابة)، قد يولد لدينا شعور بالتوتر أكثر وبالتالي أمراض جسدية مختلفة، كون أنّ القلق يضعف من عمل جهاز المناعة فيكون الشخص أكثر عرضة للأمراض الجسدية.
فالإجراءات الوقائية التي تقوم بها، والبحث في الإنترنت عن إجابات، ووضع سيناريوهات ماذا لو، والقلق مراراً وتكراراً بشأن ما يمكن أن يحدث مستقبلاً جميعها محاولات من عقلك لإكتساب الإحساس بالسيطرة والقوة، وشعورنا بالسيطرة أمر حيوي جداً ومهم لصحتنا ورفاهيتنا.
لذا من المهم الإشارة إلى التركيز حقاً على ما يقع تحت سيطرتك ووضع خطة لها، على سبيل المثال من المفيد وضع خطة مرنة تتماشى مع إرشادات منظمة الصحة العالمية لما يجب القيام به لحماية نفسك والآخرين وكيفية تقليل من خطر الإصابة،
وضرورة إتخاذ القرار فيما يتعلق بالإجازات المرضية والمناسبات الإجتماعية الكبيرة. منها:
- عدم قضاء الوقت على وسائل التواصل الإجتماعيّ ووسائل الإعلام التي تتناول احصائيات ومستجدات عن الفايروس، محاولتك للحصول على معلومات جديدة على مدار الساعة يزيد من احتمالية إثارة القلق لديك.
في حال حدوث انزعاج واضح لديك يمكنك تخصيص وقت لقطع الإتصال بالوسائل الإعلامية حتى لا تشعر بالإرهاق من العناوين الرئيسية في كل مرة تقرأها فيها. ليس من المفيد محاولة معرفة معلومات الإحصائيات الرسمية إذا ما كانت دقيقة، وإلى متى يتوقع انحسار الفايروس واحتمالات وتوقعات لا تفيدك بشيء، والتقليل من مصادر تلقي المعلومات حول الفايروس إلى مصادر عالمية مثل منظمة الصحة العالمية، والقراءة فقط عن أساليب حماية نفسك.
فعندما تشعر بالقلق، يتم تنشيط مركز الخوف في الدماغ” اللوزة”، في الوقت نفسه تصبح أجزاء قشرة الفص الجبهي المسؤولة عن اتخاذ القرار وحل المشكلات أقل نشاطًا.
إذا كنت قلقًا من أن الآخرين قد يعتقدون أنك جبان بسبب الإحتياطات التي تتخذها، فعليك التخلص من هذا الخوف أيضًا، أنت المسؤول الوحيد عن الطريقة التي تختار بها الإستجابة لهذه الأزمة، ذكر نفسك بأنك تقوم بدورك كما يجب لتجنب الإصابة به ونقله إلى من هم أقل مناعة من المقربين مثل كبار السن، في حال حدوثه.
أيضا:
- انتبه إلى افتراضاتك عن الآخرين، الشخص الذي يعاني من السعال أو الحمى ليس بالضرورة مصاب بفايروس الكورونا، الوعي مهم في عدم وصم الآخرين في مجتمعنا.
- ابقى بصحة جيدة، اتباع عادات صحية مثل غسل يديك بالصابون والماء أو معقم اليدين بشكل متكرر، وبالتأكيد بعد العطس أو قبل/ بعد لمس وجهك أو شخص مريض.
- غطي فمك وأنفك بمنديل أو كُم ملابسك (وليس يديك) عند السعال أو العطس. تجنب لمس العينين والأنف والفم، و تجنب الاتصال بالآخرين.
- وهذه فرصة لكل شخص لقضاء الوقت مع نفسه،وهذه فرصة لك لتقضية المزيد من الوقت مع الأهل في المنزل فكر بالأنشطة التي لم تكن تجد لها وقتاً بالسابق للقيام بها، سواء قراءة كتب في مجال مهتم به، متابعة فيديوهات لتطور من معلوماتك، مشاهدة الأفلام التي تحب، تنظيم وترتيب ركن الملابس في غرفتك، تحضير العرض التقديمي الذي ستقوم به الشهر القادم.
- الحياة عبارة عن سلسلة من حل المشكلات، الفكرة هي ليست بحدوث الأشياء السيئة لك أو عدم حدوثها بل يتعلق بكيفية الإستجابة للتحديات التي تواجهك، إن تفشي فايروس الكورونا هو واحد من سلسلة من المشاكل التي ستواجهها، للأسف لا يوجد أي ضمانات في الحياة لعدم حدوث شيء سيء لنا أو لأحبائنا ولكن نقوم بما هو ضروري للوقاية من الإصابة ومواجهة القلق بالطرق التي نجدها مفيدة لنا.
بعض النصائح التي عليك اتباعها مع طفلك فيما يتعلق بفايروس الكورونا:
إذا كان لديك أطفال، عليك الإجابة على أسئلتهم بصدق وطمئنتهم أنه بينما يوجد مرضى في العالم، هناك أيضًا رعاية صحية جيدة للتعامل مع المرضى لتحقيق التحسن والعلاج من الفايروس.
- قم بسؤالهم عما سمعوا وعما يعرفون عن الفايروس.
يسمح لك بالاستجابة بشكل مطمئن لأي مخاوف يقلقها طفلك وتصحيح الشائعات غير الصحيحة.” “لا ، ليس صحيحًا أن كل من يصاب بالفيروس يموت؛ في الواقع يصاب معظم الأشخاص بإنفلونزا خفيفة ويتعافون بسرعة، ابدأ دائمًا بالاستماع والتعرف على مخاوف طفلك.
- طمأنة وإعطاء معلومات مناسبة للعمر.
- التأكيد على أهمية غسل اليدين ومحاولة عدم لمس الوجه واستخدام معقم اليدين.
- الفايروس فرصة لمناقشة الامتنان والحمد حول صحتهم، وللعيش في بلد تتوفر فيه المساعدة الطبية، لاختراع دواء يمكنه التحكم في الأعراض وتحسينها، والدعاء للأشخاص المصابون بالفايروس بالشفاء.
بالنسبة للأطفال صغار السن، يجب أن تكون رسالتك الرئيسية: “أنت بأمان” وأخبرهم أن كل ما يمكننا فعله الآن هو بذل جهد لعدم نقل الجراثيم ونشر الفيروس دون قصد.