التهاب المسالك البولية للحامل من أكثر الحالات الشائعة خلال هذه الفترة والتي يجب الإنتباه لها جيداً ومعالجتها على الفور. فإذا لم يتم العلاج. فقد يكون هناك العديد من المخاطر التي تهدد حملك وتعرضك للإجهاض أو الولادة المبكرة وغيرها من المشاكل.
تخضع المسالك البولية أثناء الحمل للتغيرات الفسيولوجية والتشريحية والتي تسهل تطوّر الالتهابات لدى النساء الحوامل. إذ يرتبط الحمل بزيادة في مستوى هرمون البروجستيرون الذي يعمل على ارتخاء العضلات في الحالبين والكلية مما يقلل سرعة تدفق البول من الكليتين إلى المثانة. كما يسبب الرحم المتنامي الضغط على المثانة.
مما يجعل من الصعب إخراج كل البول الموجود فيها ويعّد البول المتبقي مصدراً للعدوى ونتيجةً لذلك يصبح للبكتيريا فرصة مثالية للتكاثر قبل أن يتخلص منها الجسم عن طريق التبول. ويمكن أن تتطور هذه العدوى وتحدث في الكلى وبالتالي تسبب العديد من المشاكل مثل الولادة المبكرة أو انخفاض وزن المواليد أثناء الولادة.
كما أظهرت الدراسات أنّ علاج الالتهابات أثناء الحمل يقلل من حدوث هذه المضاعفات. إذ تكون النساء الأكثر عرضة للإصابة بعدوى الالتهابات البولية في فترة من الأسبوع السادس إلى الأسبوع الثاني عشر.
مقالات ذات صلة:
أمراض الكلى والمشاكل البولية في فترة الحمل
التهاب المسالك البولية، وأطعمة يمكن تناولها!
أعراض التهاب المسالك البولية للحامل
- ألم أو حرقان أثناء التبول.
- الحاجة إلى التبول أكثر من المعتاد.
- الدم أو المخاط في البول.
- تشجنات وألم أسفل البطن.
- الم اثناء الجماع.
- قشعريرة، حمّى، تعرّق، تسريب البول (سلس البول ).
- الاستيقاظ من النوم للتبول.
- تغير في كمية البول إما أكثر أو أقل.
- البول الذي يبدو غامقا ومصاحب لرائحة كريهة.
- عندما تنتشر البكتيريا في الكليتين تشعر بالم في الظهر أو قشعريرة وحمى وقيء وغثيان.
تشخيص الإصابة بعدوى المسالك البولية لدى المرأة الحامل
عندما يشك الطبيب بوجود التهاب فإنه يطلب عينة بول للتحليل والزراعة وذلك للتأكد من عدم وجود خلايا دم حمراء أو قيح أو بكتيريا “جراثيم” في البول. وذلك لأن البول الطبيعيّ يجب أن يكون خاليا من البكتيريا أو خلايا الدم الحمراء ولتجنّب تلوث العينة، فإنه يجب أن يتم أخذها من منتصف دفق البول.
الفحص المخبري يتم باضافة بعض إختبارات الزراعة لمعرفة نوع البكتيريا المسببة لهذا الالتهاب والذي يبنى عليها إعطاء نوع المضاد الحيوي مناسب. كما أظهرت دراسات الكلية الأمريكية لأمراض النساء والتوليد بضرورة الحصول على عينة البول لفحصها وزراعتها بشكل متكرر في الثلث الثالث من الحمل قبل الولادة.
أسباب الالتهابات البولية عند الحامل
تتعرض النساء الحوامل لخطر متزايد للإصابة بالتهابات المسالك البولية (UTIs) أكثر من النساء غير الحوامل. ووفقًا لما جاء في كتاب StatPearls لـ Patricia J. Habak و Robert P. Griggs, Jr، فإن مسببات التهاب المسالك البولية للحامل تتضمن:
1. التغيرات في المسالك البولية:
- توسع الحالب: يزداد حجم الرحم أثناء الحمل، مما يضغط على الحالب ويسبب توسعه. هذا يؤدي إلى ركود البول، مما يوفر بيئة مناسبة لنمو البكتيريا.
- تأثيرات هرمونية: يسبب هرمون البروجستيرون استرخاء العضلات الملساء في المسالك البولية، مما يؤدي إلى اتساعها وركود البول.
- ارتجاع المثاني الحالبي: يزداد خطر ارتجاع البول من المثانة إلى الحالبين أثناء الحمل، مما يسمح للبكتيريا بالوصول إلى الكلى.
2. مسببات الأمراض البولية:
- البروتينات على سطح الخلية: تحتوي مسببات الأمراض البولية على بروتينات على سطح الخلية تُعزز التصاقها بجدار المثانة، مما يزيد من خطر الإصابة بالعدوى.
- القسطرة البولية: قد تُستخدم القسطرة البولية أثناء المخاض، مما قد يُدخل البكتيريا إلى المسالك البولية ويسبب العدوى.
3. ضعف المناعة: الحمل هو حالة من ضعف المناعة النسبي، يُسبب هذا الضعف المناعي زيادة خطر الإصابة بالتهابات المسالك البولية.
4. تغيرات ما بعد الولادة:
- تغيرات في حساسية المثانة: قد تُعاني بعض النساء من تغيرات في حساسية المثانة بعد الولادة، مما قد يُسبب سلس البول أو احتباس البول، وكلاهما يُمكن أن يُزيد من خطر الإصابة بالتهابات المسالك البولية.
- فرط تمدد المثانة: قد تُعاني بعض النساء من فرط تمدد المثانة بعد الولادة، مما قد يُسبب ركود البول ويُزيد من خطر الإصابة بالتهابات المسالك البولية.
5. أسباب أخرى: النشاط الجنسي المتكرر، أو مرض الحصوات، أو مرض السكري.
مضاعفات عدوى المسالك البولية أثناء الحمل
في حين يمكن علاج معظم عدوى المسالك البولية بسهولة أثناء الحمل، إلا أن مضاعفات خطيرة يمكن أن تحدث إذا تركت دون علاج، خاصة إذا وصلت إلى الكلى (التهاب الحوض الكلوي).
إليك بعض المضاعفات المحتملة لالتهاب الحوض الكلوي أثناء الحمل:
- الولادة المبكرة وانخفاض وزن الطفل: يزيد التهاب الحوض الكلوي غير المعالج من خطر الولادة المبكرة والانخفاض في وزن الطفل عند الولادة.
- تعفن الدم (sepsis): إذا تفاقمت عدوى الكلى دون علاج، يمكن أن تدخل البكتيريا إلى مجرى الدم وتسبب تسمم الدم، وهي حالة تهدد الحياة تتطلب دخول العناية المركزة.
- الأنيميا (فقر الدم): يمكن أن يتسبب إطلاق السموم الناتجة عن البكتيريا في انخفاض مستويات خلايا الدم الحمراء، ما يؤدي إلى فقر الدم الذي يقلل قدرة الدم على حمل الأكسجين.
- مشاكل في التنفس: قد يعاني ما يصل إلى 10% من الحوامل المصابات بعدوى الكلى من تلف في الرئة بسبب العدوى، مما يؤدي إلى صعوبة في التنفس وقد يستدعي التنفس الصناعي.
- استمرار العدوى: في حالات نادرة، قد لا تستجيب العدوى للمضادات الحيوية، مما يتطلب إجراء فحوصات إضافية واستخدام مضادات حيوية مختلفة.
علاج التهابات المجاري البولية للحامل
التهابات المجاري البولية شائعة خلال الحمل، ولكن الخبر السار هو أن علاجها متاح وآمن على صحتك وصحة جنينك. إليك أهم ما يجب أن تعرفيه:
- المضادات الحيوية هي العلاج الأساسي: يختار الطبيب المضاد الحيوي المناسب بناءً على نوع البكتيريا المسببة للالتهاب، وذلك بعد إجراء تحليل بول. لا تقلقي، لن يصف لك الطبيب جرعة قصيرة لمدة يوم واحد كما هو الحال خارج الحمل، بل سيستمر العلاج عادة 3 أيام على الأقل.
- خيارات متنوعة من المضادات الحيوية: تشمل الخيارات الشائعة أموكسيسيلين، أمبيسلين، السيفالوسبورينات، النيتروفورانتوين، والتريميثوبريم-السلفاميثوكسازول. تجنبي الفلوروكينولونات إلا في الحالات الخاصة بسبب نتائج متضاربة حول أمانها على الجنين.
- حذارِ من بعض المضادات الحيوية في الثلث الأول: تجنبي السلفا والنيتروفورانتوين خلال الأشهر الثلاثة الأولى من الحمل قدر الإمكان، فهناك أدلة محدودة تشير إلى ارتباط محتمل مع تشوهات خلقية. لكن لا تقلقي، سيختار الطبيب بدائل آمنة لك ولجنينك.
- انتبهي لبعض الحالات الخاصة: إذا كنت تعانين من نقص G6PD، ينصح مركز PubMed بتجنب السلفوناميدات والنيتروفورانتوين لمنع حدوث انحلال الدم خاصة في الثلث الأول للحمل، الا في حالة عدم توفر مضادات حيوية بديلة مناسبة أخرى. كذلك، تجنبي التريميثوبريم-السلفاميثوكسازول في أواخر الثلث الثالث من الحمل لتجنب خطر حدوث “الصفار” عند الرضيع.
- بكتريا العقديات القرمزية (GBS): إذا وجدت هذه البكتيريا في البول، ستحتاجين إلى مضادات حيوية وريدية عند الولادة اضافة الى علاجات أخرى للوقاية من عدوى المكورات العقدية المبكرة عند الرضيع.
- التهاب الحوض والكلية (الالتهاب الكلوي الحاد): هذه حالة خطيرة تستدعي دخول المستشفى وتلقي العلاج بالمضادات الحيوية والسوائل الوريدية.
تذكري: استشارة الطبيب ومتابعة الإرشادات مهمة للغاية عند إصابتك بالتهاب مجاري بولية خلال الحمل. لا تتناولي أي أدوية دون وصفة طبية، فصحة جنينك على المحك.
كيف يمكن للحامل الوقاية من إلتهاب المسالك البولية؟
- شرب 6-8 اكواب يوميا.
- تجنب الجماع أثناء فترة العلاج.
- المسح من الأمام إلى الخلف بعد الإخراج (التبرز) لكي لا تنتقل الجراثيم.
- تغيير الملابس الداخليه كل يوم.
- عدم حبس البول، تبولي عند إحساسك بالحاجة.
- الإمتناع عن إستخدام الصابون والدش المهبلي والكريمات المطهرة والبودرة والبخاخ المعطر للمنطقة التناسلية.
يجب عليك عزيزتي الحامل إجراء فحص بعد الإنتهاء من كورس المضاد الحيوي عن طريق أخذ عينة بول للتأكد من عدم وجود البكتيريا ونجاح العلاج الحالي. في حال تواجد البكتيريا فسيقوم الطبيب بإعطائك العلاج المناسب.
اخلاء مسؤولية: المعلومات الواردة في هذا المقال هي لأغراض تعليمية فقط ولا تُغني عن استشارة الطبيب المختص. يُرجى استشارة الطبيب قبل اتباع أي من النصائح أو العلاجات المذكورة في هذا المقال. لا تتحمل أي جهة مسؤولية عن أي أضرار أو نتائج ناتجة عن اتباع أي من النصائح أو العلاجات المذكورة في هذا المقال.