التواصل مع الأبناء من الأمور المهم أن يتقنها الوالدين بطريقة صحيحة، وهناك الكثير من الأخطاء التي قد نرتكبها والتي غالِباً ما تؤدي إلى النزاع وتدهور العلاقات مع الأبناء. والخبر السار هنا هو أنه بمجرد أن ندرك تلك العادات الغير مرغوب بها، وبالعزيمة والإرادة يمكننا تغيير الطريقة التي نتواصل بها مما يؤدي إلى تحسين العلاقات.
مقالات ذات صلة:
اضطراب التواصل الاجتماعي عند الأطفال!
وهنا سنذكر أكثر الأخطاء شيوعا عند التواصل غير الفعال مع الأبناء :
استخدام لغة تسودها كلمة ( أنت) وتتسم بإطلاق التوجيهات المستمرة.
يتميز التواصل غير الفعال غالباً باستخادم أنواع معينة من اللغة تسودها كلمة ( أنت ). وترافقها العبارات التوجيهية التي تأتي إما لِإطلاق حكم سلبي أو لتوجيه أمر إلى شخص آخر. على سبيل المِثال: “أنت لست جيداً بما فيه الكفاية”. أو (( يجب عليك أن لا تنتبه لِـ …) أو ( عليك فعل ذلك الأمر الآن..).
في التواصل مع الأبناء لا يحبذ معظم الأشخاص إطلاق الأحكام عليهم أو إملاء ما يتوجب عليهم فعله، فماذا لو كان هؤلاء الأشخاص أطفال. وعادة ما يتسم الأطفال بعدم قدرتهم بالتعبير عن شعورهم عند سماع الجمل التوجيهية الموجهة إليهم. ولا توجد لديهم الإمكانية لإظهار استيائهم عند تكرار الأوامر وإطلاق الأحكام عليهم. فصيبح من السهولة إثارة مشاعرهم السلبية مما يستدعي لإجابتهم ب ” لا” رفضاً لتحقيق المطلوب، مما ينجم عنه الخلافات والنزاعات.
وفي التواصل مع الأبناء وهناك فارق كبير عند استخدام ( أنت) في جملة تحفيزية تبدأ بأنت وتتبعها تعليق ايجابي لطيف بدلاً من استخدامها فقط لفرض الأوامر. كمِثال: ( أنت قمت بعمل جيد اليوم، انظر إلى نفسك كم أنت مهذب.
العبارات المُعممة:
العبارات المعممة هي تعابير تعمم شخصية الطفل أو سلوكه بطريقة سلبية، وتتضمن العبارات المعممة الأكثر شيوعاً استخداماً لكلمات مثل: ( دائماً)، ( أبداً) ،( مرة أخرى)، ( في كل مرة). كمِثال: “أنت دائماً تترك مقعد المرحاض بهذه الطريقة” أو “لم أرى أنك كنت مُحسناً يوماً لي”. أو ” أنت شخص كسول للغاية”.
وتشير العبارات المعممة إلى ما هو خطأ عوضاً عن البحث عن الحل للمشكلة، فبدلاً أن يقول المربي على سبيل المثال: “لم أرى يا بني أنك كنت محسناً لي يوماً ما) بأن يقول: ( أراك في أغلب الأحيان مهذب وخلوق”. ماذا دهاك اليوم، هل تحتاج لمساعدة، هل هناك ما تريد أن تقوله. فبهذه الطريقة يكون المربي قد أعطى فرصة لطفله بأن يبوح بما في داخله، وأعطى فرصة لتحديد المشكلة حتى يتم إيجاد الحل.
الصرامة مع الشخص والتساهل مع المشكلة:
يوجد في كل حالة تواصل مع شخص ما عنصران، الشخص الذي يتعلق به الموقف، والمسالة أو السلوك الذي يتناوله ذلك الموقف.
في التواصل مع الأبناء الالمربي الواعي يعلم كيف يفصل بين المشكلة أو السلوك والشخص نفسه، وبناءا على ذلك يتصرف المربي بِرفقٍ مع الشخص وبصرامة مع المشكلة. أما أولئك الذين يتواصلون بشكل غير فعال ويفعلون عكس ذلك، فإنهم حرفياً يأخذون الأمر على منحى شخصي من خلال صرامتهم مع الشخص، في حين يقللون أو يتجاهلون المسألة أو السلوك المطروح.
إنكار المشاعر:
وهو إهمال مشاعر الطفل أو الشخص المُتألم أو الذي يمر بموقف معين أو إنكارها. أو التقليل منها. كمثال:”لا تبكي كثيراً، الموقف لا يحتاج لكل ما تفعله .أو ( لا تبالغ في ردة فعلك ) ..
فعندما يتم إنكار مشاعر طفلك في التواصل الفعال فأنت بهذه الطريقة تكون قد سببت له الإستياء الفوري والغضب. وفي بعض الحالات قد ينغلق الطفل على نفسه عاطفياً كي لا تتأذى مشاعره مرة أخرى. فبدلاً من إنكار المشاعر وتجاهلها، أو المبالغة في التركيز على المشاعر، يُحبذ للمربي الأخذ بالوسط بين الأمرين فيتعرف على مشاعر الحزن أو الخوف فرضاً أو القلق عند طفله. فيحاول أن يساعده بعد بوح الطفل في المشاعر المكتنفة لديه.