الحكم على الأخرين صفة يشترك بها الناس فنحن جميعاً نقوم بذلك، فنحن نطلق أحكاماً مسبقة على الناس من حولنا. إن هذا التصرف يكاد يكون غريزياً أكثر من كونه خياراً شخصياً.
مقالات ذات صلة:
الشخصية الانطوائية وما هي أسبابها؟
نحن هنا لسنا بصدد مناقشة ما يحمله هذا التصرف من سلبيات. لكننا نود مشاركة رأي أخصائيي جامعة هارفارد وتجاربهم معكم ليتسنى لكم الإستفادة منها وتحسين ثقتكم بأنفسكم أمام الناس خصوصاً عند اللقاء الأول.
أفادت البروفيسور “Amy Cuddy” من جامعة هارفارد وزملائها بأننا عند لقاء أناس جدد فإنه أول ما يتبادر إلى أذهاننا الأسئلة التالية: هل يمكنني الثقة بهذا الشخص ؟ هل يمكنني إحترام هذا الشخص؟
لكن بالنسبة لعلم النفس، فإن طرح هذه الأسئلة على نفسك تمثل طريقة حكمك على الشخص من حيث ملائمته إجتماعياً ومن حيث صدق تعبيرات وجهه ودفئه. فالهدف الرئيسي للشخص الجديد أن تتم إجابة السؤالين السابقين ب نعم.
لكن رجوعاً إلى عالمتنا Cuddy فإن معظم الناس يعتقدون أن ملائمة الشخص الجديد هو العامل الأهم. وتضيف أيضاً أنه من وجهة نظر تطوّرية فإنه من أساسيات لقائنا مع الأخرين أن نستطيع تمييز الأشخاص اللذين يستحقون ثقتنا. لذلك فإننا إن إستطعنا الثقة بمن حولنا فإن ثقتنا هذه ستتحول لنعمة وبذلك يمكننا إكمال مسيرة حياتنا هانئين.
يأتي الحكم المادي تالياً وهو كالحكم على الكتاب من شكل غلافه. معلومة قد تكون صادمة لكن لا شيء من مظهرك المادي له تأثير حقيقي على الناس بحيث يجعلهم يثقون بك أو يحترموك.
لذلك اعتماداً على دراسة أجريت بعام 2017 لعالمة النفس “Leslie Zebrowitsz” من جامعة” Brandeis” فإن الناس يحكمون عليك من خلال أربعة ملامح في الوجه وهي :
- طفولية الوجه.
- الوجه المألوف ( أن يكون وجهك مألوفاً للرائي )
- صحة الوجه ونضارته.
- والتأثيرات العاطفية التي تستطيع تكوينها على وجهك.
ربما تكون بعض هذه الملامح خارجة عن سيطرتنا، لكن يمكننا التحكم بالتأثيرات العاطفية لوجوهنا ويمكننا التدرب على تحسينها. لكن يمكننا تدريب أنفسنا على جعل إبتسامتنا دائمة ومرافقة لنا عند لقائنا أشخاصاً جدد.
لذلك يجب علينا دائما ان نكون لبقين في لقاءاتنا مع الاخرين مع ضرورة عدم اطلاق الاحكام المسبقة التي ستؤدي بنا لخسارة علاقاتنا.