السلس البولي عند الحوامل عدم القدرة على التحكم في إخراج البول بسبب ضعف عضلات قاع الحوض وذلك عند المواقف التي يزيد فيها ضغط الهواء في التجويف البطني مثل الضحك أو العطس وحمل الأشياء الثقيلة. إحدى أكثر المشاكل شيوعا خصوصا في الأشهر الأخيرة من الحمل،
مقالات ذات صلة:
قص العجان أنواعه وما هي مبررات اللجوء إليه؟
إنّ التأثير السلبي لهذه الحالة يصل الى الاكتئاب والعزلة وتجنّب الخروج من المنزل حيث تشعر الحامل بالإحراج وعدم القدرة على التحكم في نفسها خلال هذه المواقف. والأكثر صعوبة هو في حال استمرت أو تزايدت هذه المشكلة بعد الولادة وذلك بسبب مشاكل قص العجان والتهابات هذه المنطقة مما يؤدي الى تفاقم هذه الأعراض وتزايد تأثيرها السلبي على حياة الأم. هنالك العديد من الدراسات التي وضعت هذا الجانب محط الإهتمام والتجربة للعديد من الوسائل والتدخلات الطبية. لكن أكثرها نجاحا وتأثيرا حسب أحدث الدراسات العالمية هي تمارين تقوية عضلات الحوض “pelvic floor training”.
تمارين تقوية عضلات الحوض “pelvic floor training”:
وهي مجموعة من التمارين المخصصة لزيادة مقدار الإنقباض في عضلات هذه المنطقة بالتزامن مع الطريقة الصحيحة للتنفس. وكذلك يتم هذا التدريب تحت إشراف الفريق المختص وهم أخصائيي العلاج الطبيعي.
إحدى هذه الدراسات تمت في تايلند عام 2016 حيث أخد الباحثون والعلماء عينة تتكون من 70 سيدة حامل لأول مرة في الأسبوع 20 الى 30 من الحمل تتراوح أعمارهنّ بين 18 و 38 عاما وتم تقسيمهنّ عشوائيا الى مجموعتين: المجموعه الأولى و عددها 35 سيدة أتمت برنامجا مكونا من 6 أسابيع من التدريب على تقوية عضلات قاع الحوض بواقع 3 جلسات أسبوعيا كل جلسة مدتها 45 دقيقة، والمجموعة الأخرى وعددها أيضا 35 من السيدات الحوامل كانت مجموعة مقارنة بمعنى لم يمارسن أي تمارين خلال هذه الفترة.
عند قياس قوة العضلات وتسجيل نتائج استبيان يسأل عن مدى تأثير هذه المشكلة على جودة حياة المريضات وعلاقاتهن الإجتماعية قبل وبعد إنتهاء الدراسة البحثية. وجد الباحثون فرقا كبيرا في النتائج والأرقام والمعطيات بين المجموعتين، حيث أظهرت المجموعة الأولى تحسنا واضحا في القدرة على التحكم في إخراج البول وانعكاس ذلك إيجابا على ممارسة أنشطة الحياة اليومية.
انتشرت العديد من الدراسات والأبحاث في الآونة الأخيرة. وفي هذا المجال وأصبحت فئة السيدات الحوامل تأخذ حيزا أكبر من اهتمام الباحثين والعلماء لأنها وبالفعل فئة تحتاج كل الدعم والتعليم والتدخل لجعل تجربة الحمل تجربة صحية خالية من المشاكل. وكان التركيز على أهمية ودور العلاج الطبيعي بما يتضمنه من تمارين تقوية للعضلات، زيادة المدى الحركي للمفاصل، تعليم طريقة التنفس الصحيحة خلال الولادة ووضعيات النوم والجلوس والرضاعة الصحيحة وتأثير ذلك على مشاكل عديدة ترافق الحمل.
للأسف الشديد، إنّ الدراسات حول هذه المواضيع في الوطن العربي قليلة جدا بل تكاد تكون معدومة، لذلك هنالك حاجة متزايدة للبحث والنشر حول مشاكل فترة الحمل والتدخلات الطبية غير الجراحية مثل العلاج الطبيعيّ في جميع الدول العربية وذلك لتغيير الثقافة السائدة والمعتقدات حول وجوب عدم الحركة للحامل وزيادة الوعي حول أهمية الممارسات الحركية الصحية خلال فترة الحمل.