الطلاق حدثًا شائعًا في حياة الكثير من الناس فمثلا تشير الأبحاث أنه خلال النصف الأخير من القرن العشرين ولأول مرة في التاريخ حل الطلاق مكان الموت كمسبب لإنهاء الزواج.
مقالات ذات صلة:
كيف يمكنني التعامل مع زوجي العصبي؟
يؤثر الطلاق على الصحة العقلية والنفسية للأفراد، على الرغم من أن الطلاق ينهي بشكل عام علاقة زوجيّة مختلة وغير صحيّة. غالباً ما يكون الطلاق مصحوبًا بأمور عديدة منها العجز، والحزن، والشعور بالذنب، والشعور بالوحدة.
ما يجعل الإجهاد النفسي للطلاق أكثر سوءًا هو وصمة العار الإجتماعية التي تواجهها معظم النساء فعلى سبيل المثال في بعض الدول العربية، اعتبرت النساء أن الطلاق هو “أسوء صدمة” يمكن للمرأة تحملها. كما وتصف النساء العربيات وصمة العار الإجتماعية المتمثلة في الطلاق على أنه شعور بالجُرم، وعزلة عن المجتمع، وإلقاء اللوم عليهن، وعدم المساواة في الحقوق. بالإضافة إلى ذلك، غالبًا ما ينظر إلى النساء المطلقات على أنهن أكثر سوءًا في التربية والشخصية مقارنة بالرجال.
تميل النساء التي مرت بتجربة طلاق إلى الشعور بأنهن فارغات عاطفيًا أكثر، ويعانين من مشكلات احترام الذات. وقد يصبحن معرضات للاكتئاب بصورة كبيرة. كما وأوضحت الدراسات أنه كلما شعر الفرد بوصمة العار من المجتمع، زادت صعوبة التكيّف مع الحياة بعد الطلاق.
يمر الشريكان في خمسة مراحل عاطفيّة ما قبل الطلاق وهي مراحل مهمة جدا كي تكون تجربة إنهاء الزواج تجربة أكثر صحية نفسيّا.
المرحلة الأولى :
تتواجد مشاعر اللوم وفقدان الأمل من الطرف الثاني، وإلقاء اللوم على بعضهما البعض في مشاكل الماضي والحاضر وحتى المستقبل في حياتهم.
يطوّر البادئ في طلب الطلاق:
- صورة ذاتية سلبية.
- مشاعر من عدم الرضا.
- غضب وحزن، قلق، مزاج مكتئب.
- إحساس بالضيق.
- شعور بالذنب وطاقة جسديّة ونفسيّة منخفضة.
في حين أن متلقي طلب الطلاق يمر:
- بمشاعر النكران.
- عدم السيطرة.
- مشاعر الصدمة المجهولة.
المرحلة الثانية:
المتمثلة بشعور الخسارة أنها مرحلة من الشعور العميق المؤلم بالحزن واليأس وعذاب الحياة بلا معنى، والحساسية المفرطة لأيّة تعليقات، والإنشغال الشديد، وصعوبة التركيز على المهام وفقدان دور الأبوة والأمومة.
المرحلة الثالثة:
تكون مرحلة مشاعر الغضب، الغضب من “جميع النساء” أو “جميع الرجال” وما وراء مشاعر الغضب هناك العديد من المخاوف وعدم اليقين بشأن المستقبل.
في المرحلة الرابعة:
بعض من الأزواج ينظرون للطلاق كأنها مرحلة التحرر من القيود الزوجيّة، واستعدادية لتجربة علاقة جديدة، وتجربة جديدة من الإستقلالية، واتخاذ القرارات الخاصة، وزيادة الثقة بالنفس، وتتحسن النظرة الذاتية للنفس، والعودة لدور الأبوة والأمومة.
في المرحلة الخامسة:
إنها مرحلة من الإنفصال الجسدي والعاطفي، والإستقرار الذاتي، وتقبل نهاية الزواج باتفاقيّة عادلة.
فهم الأسباب الكامنة وراء الطلاق له دور فعال لتدخل أكثر نجاعة وفعاليّة، أحد أقدم أسباب الطلاق في العالم العربي والدول الأخرى هو سن الزواج المبكر، الزواج في جيل مبكر هو عامل رئيسي لانهاء الزواج. قد لا يتوفر النضج العقلي بدرجة كافية في هذا النوع من الزواج، قد لا يتمتعون بصنع قرار كامل، وأقل استقرارًا من الناحية المالية.
يذكر أن 50٪ من النساء في الدول العربية تزوجن لأول مرة قبل سن العشرين. كان هذا هو الحال في العديد من الدول العربية، بما في ذلك مصر والسودان والأردن ولبنان.
تم ذكر مستوى التعليم الأكاديمي كعامل يؤثر على الإستقرار الزوجي، عادة كلما ارتفع مستوى التعليم الأكاديمي، كان الزواج أكثر استقرارًا نتيجة لاختياراتهم الأكثر حكمة وتروي عند اختيار الزوج. ويكونون أفضل في التواصل وإدارة الصراعات، وكذلك لديهم سيطرة أكبر على منع أو موازنة التدخل الخارجي خاصة من العائلة.
على الرغم من أن التحصيل العلمي العالي يرتبط غالبًا بزواج أكثر ثباتًا، إلا أنه في الدول العربية المختلفة.نتيجة التعليم العالي وزيادة فرص العمل للنساء وتغيير دورهن في المجتمع أصبحت قرارات الطلاق أكثر سهولة للنساء. فمثلا تستطيع المرأة بعد الطلاق تربية أطفالها دون الحاجة إلى العودة إلى منزل الوالدين بسبب الإحتياجات المالية.
بالإضافة إلى ذلك، غالباً ما يشار إلى التدخل العائلي كعامل يهدد استقرار الزواج، غالبًا ما يكون للعائلة رأي في اختيار الزوج. كذلك التدخل في شؤون شريكي الزواج اليومية وهذا التصرف يسهم بشكل كبير في فسخ الزواج.
من بين العوامل التي تؤثر على ارتفاع معدلات الطلاق في الشرق الأوسط هو التغيير الناتج عن العولمة، وقد أدى هذا التحول إلى تغيير في توقعات الزواج وتغيير القيم الأسرية التقليدية وأدوار الشريكين. فمثلا اليوم، عدم التوافق بين الشريكين هو سبب كافٍ للطلاق. ولم يكن هذا هو الحال في الماضي. حيث كان يُنظر إلى الطلاق على أنه فشل، وعدم مسؤولية، وانحراف عن الأعراف المجتمعية الثقافية. ومن التغييرات الإضافية هي تحول في توقعات دور المرأة والرجل فيما يتعلق بنوع الجنس. بما في ذلك التقدم المرأة العلمي والأكاديمي.
يتوجه العديد من الشركاء لأخصائي نفسي في العلاقات الزوجية، لكن من المهم جدا كي تكون لهذه اللقاءات فعاليّة. يجب أن يكون كلا الشريكين مستعدين لتحمل المسؤولية عن دورهما في تسبب المشاكل، وقبول أخطاء بعضهما البعض، وأن يكون لديهما دافع لإصلاح العلاقة. ومن المهم للأزواج أن يكون لديهم توقعات واقعية لأن الأمر يتطلب أكثر من بضع جلسات لإلقاء الضوء على تاريخ المشاكل وأسبابها وبدء عملية التغيير.