الغدة الدرقية وتأخر الكلام عند الأطفال بينهما علاقة حيث أنّ نقص نشاط الغدة الدرقية أو نقص إنتاج هرمون الغدة الدرقية عند الأطفال حديثي الولادة هو من الحالات النادرة. ويكون خلقي منذ الولادة، مع أنه شائع عند الكبار.
مقالات ذات صلة:
الغدة الدرقية، ماذا تعرف عنها ؟
قد يكون ناتج عن غدة درقية غير موجودة أو غير متطورة ومن الممكن أن يكون السبب خلل في غذاء الأم أثناء الحمل بحيث يكون غذاؤها فيه نقص يود. أو ربما من الممكن أن جسم الأم أثناء الحمل قام بصنع أجسام مضادة منعت الغدة الدرقية من الإكتمال أو من القيام بوظيفتها.
ومن عوامل الخطورة والتي تكون سبب في قصور الغدة الدرقية لدى الطفل أن أمهاتهم كانت تعاني خلال الحمل من سرطان الغدة. وربما قد تناولت يود مشّع لعلاجها فأحدث ذلك خللا لدى الطفل. لأن ذلك يدمر الغدة الدرقية لدى الجنين أو أن الأمهات المصابات تناولن أدوية لعلاج الخلل لديهن. مع الأخذ بعين الإعتبار أن الإناث يتأثرن مرتين أكثر من الذكور.
عادة لا تظهر أعراض قوية لدى الأطفال الرضع أو قد تكون غير ملحوظة لدى الأهل والسبب أن هرمون الغدة الدرقية ومستواه يكون منخفضا قليلا عند الولادة. لكن اللذين يعانون من قصور شديد هم في الغالب من تظهر عليهم الأعراض، وقد تظهر بعض العلامات عند الأطفال اللذين لديهم قصور بعد 3-4 أسابيع من الولادة.
-
أعراض قصور الغدة الدرقية عند الرضع:
- تورم في اللسان ( لسان ضخم أو بارز أو سميك).
- تورم حول العينين.
- جلد بارد وشاحب ( عدم تحمل البرد).
- تقشر في الجلد.
- بكاء مبحوح(صوت).
- بطن كبير.
-
كذلك هناك أعراض أخرى مثل:
- فتق في السرة.
- خمول ونعاس ونوم مستمر.
- وجه سمين وزيادة في الوزن وانخفاض في الشهية، وامساك شديد.
- بشرة صفراء وبياض العين أصفر، يد واسعة وأصابع قصيرة.
- عظام الجمجمة مفصولة على نطاق واسع.
- قصر في القامة أو حجم صغير، بطء في النمو ( تأخر نمائي شامل).
- تباطؤ في النشاط الحركي والفكري، مرونة الطفل ( مرونة العضلات) الناتجة عن قوة عضلية منخفضة.
- اضطراب في الجهاز التنفسي.
في حال ظهور بعض الأعراض يفضل التشخيص المبكر لتجنب المشاكل التي قد يتعرض لها الطفل. التشخيص يتم بفحص دم من كعب القدم للمولود وفي حال ظهور قصور في الغدة الدرقية يتم القيام بفحص الموجات الفوق صوتية والأشعة السينية للعظام.
في أغلب دول العالم يتم القيام بفحص الغدة الدرقية للمواليد الجدد في الأسبوع الأول ليتم اكتشافه مبكرا ولتقديم العلاج المناسب. وكذلك حتى يتم تجنب المضاعفات التي من الممكن أن تؤثر على تطور الطفل. من أكثر الآثار الجانبية التي يؤثر التشخيص المتأخر أو العلاج المتأخر والغير مناسب هو حدوث تأخر أو إعاقة عقلية وقصر في القامة. وأيضا ضعف في نمو الأعصاب ومشاكل في السمع وتأخر في اللغة (الإستقبالية والإنتاجية) ومشاكل في القراءة في سن المدرسة.
تشير الدراسات إلى أن التدخل المبكر بالتشخيص والعلاج يحمي الطفل من تطور حالته والوصول إلى قدرات إدراكية جيدة وعدم تدهور إدراك الطفل والوصول إلى تطور لغوي جيد غير متأخر.
في حال لم يتم التشخيص والعلاج المبكر سيؤدي ذلك إلى تأخر عقلي ونمائي ولغوي لدى الطفل لأن نقص افراز هرمون الغدة الدرقية يؤثر على نمو الجهاز العصبي المركزي وعمليات الأيض بشكل متوسط أو شديد.
من الضروري تقديم العلاج المبكر والمناسب بأخذ جرعات مناسبة من الثيروكسين للطفل يحددها طبيب مختص في الغدد الصماء. بالإضافة إلى ذلك على الأهل تقديم التدخل المبكر في السنوات الأولى من عمر الطفل ( من سنة إلى ثلاث سنوات). وفي حال كانت فجوة بينه وبين المستوى الطبيعي من ناحية التطور اللغوي يتم مراجعة أخصائي نطق لتقديم الإرشادات اللازمة للأهل. أو تعليمهم المهارات القبلية للغة حتى يتسنى لهم معرفتها وتعليمها لطفلهم لتجاوز أي تأخير في مراحل اكتساب اللغة وغيرها من المهارات.