الفروق الفردية بين الأطفال تلك الصفات والقدرات والمواهب التي يتميز بها كل طفل عن غيره من الأطفال في مختلف الجوانب، بما في ذلك القدرات العقلية والمهارات الاجتماعية والشخصية والاحتياجات والاهتمامات، اضافة الى الفروقات الوراثيّة مثل الطول والوزن.
بعض الآباء والأمهات يتوقعون ويريدون تربية أطفالهم بنفس الطريقة وبنفس الأسلوب دون الأخذ بعين الإعتبار الفروقات الفردية والقدرات المميزة لدى أطفالهم في ذات البيت ومقارنتهم مع أطفال آخرين. على سبيل المثال، قد يقارنون أطفالهم ببعضهم البعض على أساس الدرجات الدراسية أو الإنجازات الرياضية.
وعي الأهل بهذه الاختلافات السلوكية والفكرية والاجتماعية يساعد الأطفال على إختيار توجهات ومواهب تناسب قدراتهم وميولهم.
إذن، ما هي الأمور التي على الأهل معرفتها للتعامل مع الفروق بصورة صحية وبطريقة تضمن الحفاظ على ميول كل طفل وإبداعه وإبرازها بطريقته الخاصة وبدون منافسة بين الأخوة والأخوات وغيرهم من الأطفال.
أنواع الفروق الفردية بين الأطفال وتأثيراتها على نمو وتطور الأطفال
- الفروقات في القدرات العقلية
يتميز بعض الأفراد بقدرات عقلية عالية، مثل: الذكاء، والذاكرة، والتفكير، والحل المشكلات. وتؤثر هذه الفروق على معدل تعلم الطفل وتطوره، حيث يتعلم الأطفال ذوو القدرات العقلية العالية بشكل أسرع من أقرانهم الأقل ذكاءً، ويكونون أكثر قدرة على التفكير النقدي وحل المشكلات المعقدة.
كما قد تؤثر هذه الفروق على اختيار التخصصات الدراسية والمهنية، حيث يميل الأطفال ذوي القدرات العقلية العالية إلى الالتحاق بتخصصات أكاديمية أو مهنية تتطلب مهارات عقلية عالية.
- الفروقات في الصفات الشخصية
تؤثر الفروق في الصفات الشخصية، مثل الانبساط، والتفاؤل، والاستقلالية، على سلوك الطفل وتفاعلاته مع الآخرين، حيث يكون الأطفال ذوو الصفات الشخصية الإيجابية أكثر قدرة على إقامة علاقات اجتماعية قوية وتحقيق النجاح في الحياة.
- الفروقات في التفاعلات الاجتماعية
تؤثر الفروق في المهارات الاجتماعية، مثل القدرة على القيادة، والتفاوض، والتوافق الاجتماعي، على قدرة الطفل على التفاعل مع الآخرين وبناء علاقات اجتماعية ناجحة. حيث يكون الأطفال ذوو المهارات الاجتماعية العالية أكثر قدرة على التواصل مع الآخرين وفهم مشاعرهم.
- الفروقات في الخصائص الجسمية
تؤثر الفروق في الخصائص الجسمية، مثل الطول، والوزن، والشكل، والصحة، على قدرة الطفل على أداء المهام اليومية وممارسة الأنشطة المختلفة. حيث يكون الأطفال ذوو الخصائص الجسمية الجيدة أكثر قدرة على ممارسة الرياضة والأنشطة البدنية الأخرى.
كيفية التعامل مع الفروق الفردية بين الأطفال
1. تجنب المقارنة بين أطفالك أمامهم
يقول الباحث “ألكسندر جنسين” من جامعة بريغام يونغ الخاصة للأبحاث في الولايات المتحدة إنه من الصعب على الآباء ألا يلاحظوا أو يفكروا في الاختلافات بين أطفالهم.
إنه أمر طبيعي ولكن لمساعدة جميع الأطفال على النجاح. يجب على الآباء التركيز على إدراك نقاط القوة لدى كل طفل من أطفالهم والتزامهم بعدم إظهار المقارنات أمامهم.
2. لا تمارس ضغوطات على أطفالك
من حقّ الأهل أن يضعوا حدودا وتوقعات إيجابية مشابهة لأطفالهم، لكن إجبارهم على مواهب محدّدة ومشتركة هو أمر خاطئ ويسبب أثر نفسي سيئ، على سبيل المثال، قد يضغطون على أطفالهم لممارسة أنشطة أو رياضات معينة أو لتحقيق درجات أكاديمية مرتفعة.
لدى البشر بشكل عام حاجات أساسية منها الشعور بأننا نتصرّف وفق رغباتنا وليس من أجل رغبة الأهل والتجاوب لإرادتهم. تظهر دراسة أقيمت في جامعة مونتريال في كندا أن تطور شغف الطفل في مواهب السباحة، الموسيقى متعلقة بتجاوب الأهل وإعطاء الأطفال الحرية لممارسة مواهبهم التي إختاروها. وهذا بدوره يطور من شغفهم ودرجة تقديرهم لذواتهم.
يجدر الإشارة إلى أنّ هذا الشغف ليس مركز حياة الطفل وأن الموهبة جزء مهم من حياته لكنها ليست شيئا أساسيا. فالطفل لديه اهتمامات وواجبات أخرى إلى جانبها عليه القيام بها.
3. فكّر بأثر عدم احترام الفروقات بين أطفالك
يبدأ الموضوع عند تصنيفك لقدرات أطفالك كطريقة للتّعبير عن الفروقات بينهم وتفضيلك إحدى الصّفات والقدرات عن غيرها. على سبيل المثال، إذا كان الطّفل الأوّل يعتبر”باحثا” فقد يشار إلى الطفل الثاني بأنه “الطفل المبدع” أو “الطفل الاجتماعي” أو “الرياضي” والآخر “الطفل الذكي”.
قد تؤدي هذه التصنيفات إلى زيادة القدرة التنافسية داخل الأسرة لأن كل طفل يعتقد بأنّه يجب أن يكون مميزا داخل الأسرة في شيء ما. في النهاية مراعاة الفروق الفردية أمر مهم جدا لتحفيز الأطفال على إبراز مواهبهم والتميز فيها بعيدا عن المقارنات.
مقالات أخرى قد تهمك:
كتب تربية الأطفال مفيدة للوالدين!
تربية الأبناء على الصفات الرجولية لتنشئة سليمة!
الخلاصة
يمكن القول أن مراعاة الفروق الفردية للأطفال أمر مهم للغاية لضمان نموهم وتطورهم بشكل صحي وسليم. فالأطفال ليسوا نسخًا متطابقة، ولكل منهم قدراته واهتماماته الفريدة. لذلك، من المهم أن يفهم كل الآباء هذه الفروق ويتعاملوا معها بطريقة تدعم نمو أطفالهم وتعزز ثقتهم بأنفسهم.