تذكر تواريخ كل المناسبات المهمة بالنسبة لك في حياتك مثل عيد زواجك وعيد ميلاد زوجك بينما زوجك بنفسه لا يكاد يذكر يوم ميلاده. هل تساءلتٍ لماذا يمكنكِ تذكر كلمات أغنية ما بينما لا تستطيعين تذكّر ما قام البروفيسور بشرحه في محاضرة الصباح؟
مقالات ذات صلة:
طرق فعالة لمن يواجهون صعوبة في استرجاع وتذكر المعلومات
سبب تذكرنا لتواريخ معينة ونسيان أخرى يعود:
التكرار يعلم الشطار:
قام علماء بمتابعة أدمغة فئران عند وضعهم داخل متاهة. في المرة الأولى التي يكون فيها الفأر في المتاهة نشط في دماغه نيورون ( خلية عصبية ) واحدة. وبتكرار التجربة كانت في كل مرة تتنشط نيورونات جديدة في دماغ الفأر. واكتشف العلماء أنه كلما تنشطت خلايا عصبية أكثر لتذكر نفس المعلومة كلما كان أثرها أقوى بالذاكرة طويلة المدى.
لتذكر حدث أو معلومة أو تجربة ما علينا تكرارها على فترات زمنية متباعدة، بذلك سيحدث تغير في شكل الذاكرة طويلة المدى وتخزن لمدة طويلة وسيسهل استرجاعها.
كافئني، أتذكر:
وعلى مجموعة أخرى من الفئران ومجموعة أخرى من العلماء وعلى نفس فكرة المتاهة. قام العلماء بوضع حلوى لمجموعة من الفئران (الماء بالسكر) في نهاية المتاهة بينما لم يتم وضع أي مكافئة لمجموعة الضبط ( كنترول). ولوحظ أن المجموعة التي تلقت مكافئة في نهاية المتاهة كانت أكثر تذكرا لتفاصيل المتاهة. الخلاصة، نحن نميل لتذكر الأحداث التي قامت بتنشيط مركز المكافئة في الدماغ.
انتباه..انتباه:
يعزز الانتباه الذاكرة لتخزين الذكريات بشكل أفضل وأطول. فنجد أننا نذكر المحادثات التي كانت بها أحداث وأخبار ساخنة جذبت انتباهنا. بينما نحد أنفسنا لا نذكر تفاصيل الحديث الممل والروتيني الذي نتحدثه مع من هم حولنا.
مشاعر وذاكرة… الخليط الأمثل:
إذا ترافقت الأحداث مع مشاعر قوية ( مثل الفرح الغامر أو الحزن الشديد أو الألم أو الخوف ) فإنها ستحفر مجرياتها حفرا في الذاكرة، بل وستخزن مباشرة في الذاكرة طويلة المدى.
لعلكم تذكرون توتر اليوم الأول من دخولكم الجامعة، أو فرحة تلقي خبر ولادة طفلك، أو الألم الشديد الذي تسببت به سكين كنت تعلمت استخدامها حديثا لتقطيع الخضار. ويعزي العلماء ذلك لارتباط الإحساس بمثل هذه المشاعر بإفراز هرموني الكورتيزول والإبينفرين.
جراحات الطعان لها التئام، ولا يلتئم ما جرح اللسان.
وجد العلماء أن معايشة أحداث سلبية أثارت مشاعر الألم النفسي لدينا تحدث تغيرا في شكل الذاكرة طويلة المدى مما يفسر تفضيل أدمغتنا لتذكر واسترجاع الذكريات السلبية على تذكر الذكريات الإيجابية. ووجدوا أيضا أن إحساس الألم النفسي أقوى في الذاكرة بكثير من الألم الجسدي.
قل لي كيف مزاجك، أقل لك ماذا ستتذكر:
اكتشف العلماء وجود صلة بين الحالة المزاجية التي نعيشها وبين نوعية الذكريات التي نذكرها. فعندما يكون الإنسان في مزاج سعيد فإنه يبدأ باسترجاع ذكريات إيجابية وسعيدة والعكس أيضا صحيح. فإننا نميل لتذكر ذكريات سلبية عندما يكون مزاجنا سيئا.
الشيء بالشيء يذكر:
تسمى هذه العملية بالحث، وهي عبارة عن تعرض الشخص لمؤثر يساعده في تذكر موقف مشابه لهذا المؤثر. فمثلا، عندما نشم رائحة عطر يشبه رائحة عطر شخص عرفناه سابقا، فإن هذا الشخص والذكريات التي عايشناها معه تقفز مباشرة إلى ذاكرتنا.
وعملية التذكر بالحث مهمة جدا في بقائنا على قيد الحياة، فكم مرة تذكرنا حرارة النار عند اقترابنا من مصدر مشتعل أو حتى عند اقترابنا من مادة سريعة الاشتعال وكان رمز النار مرسوما على المكان الذي نحتفظ به
وعلى الرغم من أهمية علمية التذكر بالحث إلا أن البعض استخدموا هذه الطريقة لتعذيب السجناء. فكان يتم تعذيب السجين على أنغام موسيقى معينة وبعد فترة، يبدأ السجان بتشغيل هذه الموسيقى دون أن يمس السجين جسديا، لكن السجين يبدأ بإظهار علامات الضيق والألم كما لو كان يتم تعذيبه بشكل ملموس.
القلق والتوتر عدوا الذاكرة اللدودين:
كنا قد تحدثنا في مقال سابق عن أثر التوتر والقلق السلبي على الذاكرة. وجد العلماء أن التوتر والقلق يؤثران أيضا على قدرتنا على استرجاع الذكريات في الوقت التي نكون فيه بأمس الحاجة لاسترجاعها بعملية يطلق عليها مجازا إغماء الذاكرة.
تذكر تواريخ معينة ونسيانها يعود إلى الضغط والتوتر الذي كنت تمر به خلال وقت معين.