تربية الأبناء على الصفات الرجولية من صدق وشجاعة وأمانة، دفاع عن الدين، أمانة، مبادرة للخير، صبر وغيرها من الصفات الحميدة التي تساهم بتنشئة أبناءك تنشئة فطرية سليمة.
مقالات ذات صلة:
تأديب الأطفال حسب العمر بطرق صحية!
وعندما يرزق أحد منا بمولود ذكر يجب أن يفكر جيداً ويتأنى في تربيته لهذا المولود، حتى يعود بالنفع الكبير على المجتمع ولا يكون عبئاً عليه.
متى نغرس قيم الرجولة في أبنائنا؟
يستغرب البعض عندما نقول أن الرجولة تغرس في نفس الطفل منذ ولادته. حيث أن الحب والحنان الذي يتدفق من الوالدين في السنوات الأولى من عمر الطفل هي الغراس الأول لإنبات طفل يحمل صفات رجولية.
حيث يشعر الطفل بالحنان والحب المتدفق من كلا الوالدين فيغمر بالحب، ويتغذى جسده باللمس والحضن فيترعرع بين أبوين محبان رحيمان به. فيكبر وينمو وهو شاعر في حبهما وبالأخص حب الأم، فهو يعد الأكثر تأثيراً، وعندما ينمو هذا الطفل وهو مشبع عاطفيا يتمكن من تكوين شخصية ذات صفات قيادية. شجاعة مقدامة وهي من بعض الصفات التي تميز الرجل.
وتعد سنوات الرعاية الأولى إلى عمر الست سنوات من عمر الطفل. سنوات أساسية حساسة تؤثر في تطور الطفل وتكوين شخصيته وهي سنوات امتصاص الحب والحنان الصادق من كلا الوالدين.
فعلى كلا الوالدين وبالأخص الأم أن ترعى طفلها بعناية وتقدم له كل الحب حتى لو كان رضيعاً. حيث يعتقد البعض بأن الأطفال في عمر الرضاعة لا يفقهون ولا يشعرون بالحب. وعلى العكس تماماً، يشعر الطفل بالحب والحنان والعطف المقدم من والديه وينعكس ذلك الحب على تصرفاته وسلوكه في مرحلة الطفولة المبكرة.
تربية الأبناء على الصفات الرجولية تنقسم إلى قسمين:
القسم الأول وهو البناء الداخلي:
وهي التربية التي تتعلق في الأخلاق الحميدة والتنشئة السليمة ويكون ذلك مِن خلال:
- إشباع الطفل عاطفياً في مراحل طفولته المُبكرة.
- غرس حب الطفل بِنفسه من خلال ربط هذا الحب بالخالق سبحانه. وجعل الطفل يحمد الله على اختياره له كإنسان مكرم عن باقي المخلوقات.
- وجود القدوة الذكرية في حياة الطفل بعد عمر الست سنوات هو عامل مهم جداً في حياة الطفل حيث تتميز هذه المرحلة العمرية بالتقيلد فيبحث الطفل عن الشخصية الذكورية ليقلدها. فياحبذا أن تكون هذه القدوة هي الأب، فإن لم يكن تحت أي ظرف كالوفاة أو الطلاق أو السفر أحياناً. لابد من وجود البديل الذي يكون بِمثابة القدوة للطفل كالعم أو الخال أو الجد أو معلم قدير أو مُرشد تربوي.
- أن نغرس في نفس الطفل روح المُبادرة. وتعد المبادرة من أولى الصفات الرجولية، فالطفل المُبادر تتشكل فيه الصفات الرجولية أكثر من الطفل الغير مبادر والمبادرة ومساعدة الآخرين من غير أن يطلبوا.
- أن نغرس الصدق في نفس الطفل ونعلمه أن الرجل لا يكذب، وأن سمة الكذب لا تتوافق والرجال كما جاء في ذكر الله سبحانه وتعالى: مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ.
- أن نغرس في الطفل حب الله سبحانه وتعالى وحب عبادته من صلاة وزكاة وعبادات أخرى. وأن نغرس في نفس الطفل بأنه مهما تقدم الفرد وتطور في حياته العملية أو العلمية يجب أن يكون رجلاً محافظاً على صلاته وملتزم بسائر العبادات الأخرى وذلك استناداً لما جاء في قوله تعالى :رِجَالٌ لَّا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَن ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلَاةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ ۙ يَخَافُونَ يَوْمًا تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالْأَبْصَارُ.
القسم الثاني البناء الخارجي :
وهنا يأتي دور الأهل في استثمار الوقت في تربية الأولاد وذلك من خلال اكتشاف شغفهم ومواهبهم وتغذية هذا الشغف. وتكون تربية الأولاد على الرجولة من خلال اشراكهم في أنواع الرياضات المختلفة والفنون القتالية على سبيل المِثال الملاكمة، التايكواندو والمبارزة وغيرها.
وتساعد مثل هذه الأنواع من الأنشطة على تطوير المهارات الجسدية للطفل فضلاً عما تكسبه للطفل من جرأة وشجاعة وقوة.
في الخلاصة نقول أن النية الصادقة في تربية الأولاد الذكور على الرجولة هي من أكبر العوامل المؤثرة. اخلص النية كمربي ومن ثم ابتغي واطلب الأجر من الله وحده. واسعى أن يكون طفلك الرجل القدوة المثال الذي يحتذى به. وانظر إلى قدوتنا الأولى ومعلمنا الأول الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم الذي علّم الرجال في زمنه وصنع أجيالأ متوارثة.