تطور اللعب عند الأطفال في المراحل المختلفة عن طريق اللعب أمر مهم. حيث أنّ أفضل طريقة لتعلم أي شيء يكون من خلال اللعب. فالأطفال يتعلمون العلوم والرياضيات بسلاسة ومتعة كبيرة من خلال اللعب. والأهم من ذلك يتلقون المهارات الاجتماعية أيضاً، فيمكنهم التعرف على حل المشكلات، ومهارات صنع القرار، والعمل في مجموعات.
سواء أكان الأمر يتعلق بتدحرج الكرة ذهابًا وإيابًا مع شقيق أو بإرتداء زي معين وتخيل أنه رائد فضاء، فهو تطور مهارات اجتماعية مهمة عند الأطفال مثل تعلم التناوب وإنتظار الدور والتخيل ولعب الأدوار.
مع نمو الأطفال، تتطور أيضًا طريقة لعبهم، قام ميلدريد بارتن بعمل رائع في مراقبة الصغار خلال اللعب. وتطور مراحل اللعب الاجتماعي للأطفال، دعونا نلقي نظرة سريعة على كيفية تطور اللعب الاجتماعي وتغيره بمرور الوقت عند الأطفال.
مراحل تطور اللعب عند الأطفال منذ الولادة
-
اللعب غير المشغول/ العشوائي (Unoccupied play)
أعلم أنه من الصعب تصديق ذلك، لكن اللعب يبدأ عند الولادة، هل تعرف تلك الحركات العشوائية التي يقوم بها الرضع دون غرض واضح؟ حركات الذراعين والساقيين واليدين ..إلخ، إنهم يتعلمون ويكتشفون كيف يتحرك جسمهم، هذه في الواقع بداية اللعب.
-
اللعب الانفرادي/ المستقل (Solitary play)
هذه المرحلة التي تظهر بوضوح في عمر 2 و3 سنوات، عندما يبدأ الأطفال في اللعب بمفردهم، فهم لا يزالون يركزون على أنفسهم إلى حد كبير ويفتقرون إلى مهارات التواصل الجيدة مع الاخرين. عندما ينخرط الأطفال في اللعب الانفرادي فهم لا ينتبهون للأطفال حولهم وهم يجلسون أو يلعبون في مكان قريب. اقرأ أيضا اللعب المستقل عند الأطفال: لماذا عليك تنتميته وتطويره لدى طفلك
بفضل أن نعطي المجال لجميع الأعمار لممارسة اللعب الانفرادي لبعض الوقت ولتطور مهارة اللعب، ليس أنه يظهر في مرحلة الطفولة يعني أنه يجب أن يتوقف! هذا النوع من اللعب مهم لأنه يعلم الطفل كيفية الحفاظ على الترفيه، مما يؤدي في النهاية إلى أن يصبح مكتفيًا ذاتيًا.
-
اللعب المتفرج (Onlooker play)
يدخل الطفل في مرحلة اللعب المتفرج في أغلب الأحيان خلال السنة الثانية، ولكن يمكن أن يحدث ذلك في أي عمر. هذه المرحلة يشاهد الطفل الأطفال الآخرين يلعبون ولا يشاركهم اللعب ويستمتع بالمشاهدة فقط.
لا تقلق إذا كان طفلك يتصرف بهذه الطريقة قد يحدث عندما يكون الطفل خجولًا أو غير متأكد من القواعد أو ربما يكون الأصغر ويريد فقط التراجع لفترة من الوقت.
-
اللعب الموازي (Parallel play)
عادة ما يظهر اللعب الموازي مع الأطفال (بداية 3 سنوات)، على الرغم أنه ممكن الحدوث في أي فئة عمرية أخرى. ضع طفلين في الثالثة من العمر في غرفة معًا، وهذا ما ستراه على الأرجح: الطفلان يستمتعان باللعب جنبًا إلى جنب ولكن كل واحد في عالمه الصغير. هذا لا يعني أنهم لا يحبون بعضهم البعض، بل يتشاركون فقط في اللعب الموازي وهي وسيلة لتطور اللعب أيضا. أنت تعتقد أنهم لا يتفاعلون، ولكنهم ينتبهون لبعضهم البعض. هذه بداية الرغبة في أن يكونوا مع أطفال آخرين، فهذه المرحلة هي حجر الأساس لمراحل اللعب الاجتماعية الأكثر تعقيدًا.
-
اللعب النقابي (Associative play)
تبدأ هذه المرحلة بعمر (3-4 سنوات)، فيصبح الأطفال أكثر اهتمامًا بالأطفال الآخرين بدلاً من الألعاب. ويبدأ التفاعل أكثر مع الآخرين الذين يلعبون معهم.
يبدأون بطرح الأسئلة ويتحدثون عن الألعاب وما يصنعونه. هذه هي بداية فهم كيفية التوافق مع الآخرين، يكون لدى الأطفال داخل المجموعة أهداف متشابهة (على سبيل المثال: بناء برج من المكعبات). ومع ذلك، فهم لا يضعون قواعد للعبة.
يختلف اللعب النقابي اختلافًا طفيفًا عن اللعب الموازي، حيث يلعب الأطفال بشكل منفصل عن بعضهم البعض. ولكن في طريقة اللعب هذه فإنهم يتشاركون في الأدوات ( تخيلوا أن الأطفال يبنون مدينة بالمكعبات). ولكن كل طفل يبني مبناه الخاص بشكل فردي، ويتحدثون مع بعضهم البعض ويتفاعلون معاً، وهي بداية تكوين المهارات الاجتماعية عندهم.
-
اللعب الاجتماعي/ التعاوني (Social play)
سيبدأ الأطفال حقًا في الاختلاط من (3-4 سنوات) و مشاركة الأفكار والألعاب، واتباع القواعد والمبادئ، يمثلون دور البائع والمشتري ويكتشفون من سيلعب أي دور، أو ربما لعب لعبة بسيطة معًا.
أهمية هذه المراحل الست وتطورها
- تطوير المهارات الحركية: اللعب يساعد الأطفال على تطوير مهاراتهم الحركية الناعمة والخشنة. على سبيل المثال، عندما يلعب الطفل بألعاب تتضمن التسلق والجري والقفز، يمكن له تطوير القوة والتوازن والمرونة.
- تعزيز التفكير والإبداع: اللعب يشجع الأطفال على التفكير الإبداعي والخيال. يمكن للأطفال استخدام اللعب لتقديم الأدوار والقصص واستكشاف عوالم جديدة، مما يساعدهم في تطوير مهارات التفكير والابتكار.
- تعلم القواعد والتعاون: اللعب الاجتماعي يساعد الأطفال على فهم قواعد الاجتماع وتعلم قواعد التعاون والمشاركة. يتعلمون كيفية التفاعل مع الآخرين وحل النزاعات بشكل بناء.
- تطوير اللغة والاتصال: خلال اللعب، يمكن للأطفال توسيع مفرداتهم وتطوير مهارات اللغة الشفوية والكتابية. يتعلمون كيفية التعبير عن أفكارهم ومشاعرهم والتواصل مع الآخرين.
- تعزيز الثقة بالنفس: اللعب يمكن أن يكون مكانًا آمنًا للأطفال لاكتشاف قدراتهم واختبار حدودهم. يمكن للنجاح في اللعب أن يزيد من ثقتهم بأنفسهم.
- تطوير المهارات الاجتماعية: اللعب يمكن أن يساعد في تطوير مهارات اجتماعية مهمة مثل التعاون، والتفهم، ومشاركة الألعاب والأدوار مع الآخرين.
- تحسين الصحة النفسية: اللعب يمكن أن يكون وسيلة للتحرر من التوتر وتعزيز السعادة والصحة النفسية لدى الأطفال.
- التحضير للمستقبل: اللعب يسهم في تطوير مهارات الاستقلال وحل المشكلات التي تكون مفيدة في المستقبل في مختلف مجالات الحياة.
بالإضافة إلى ذلك، اللعب هو وسيلة ممتعة للأطفال لاكتشاف العالم من حولهم وتعلم الأشياء الجديدة بطرق ممتعة ومحفزة. لذا، يعد تطوير مراحل اللعب عند الأطفال أمرًا حيويًا لنموهم وتطورهم الشامل. حيث يتم تطوير مهارة:
- التواصل الاجتماعي
- وحل المشكلات
- التعاون
- وتطوير اللغة
ومن خلال اللعب يبدأون في تكوين صداقات حقيقية وتطور مهارة اللعب. يبدأ اللعب عندما نكون أطفالًا، لكنه لا يتوقف عند هذا الحد! يعد تضمين اللعب في روتين طفلك اليومي وإعطائه وقتًا للعب مهمًا لنموه في كل عمر.
هذه المراحل هي إرشادات عامة لما يمكن توقعه من مهارات اللعب لدى طفلك، ولكن تذكر أن كل طفل مختلف وإذا كان لديك مخاوف فعليك طرحها على المختصين.