حشوة الاسنان الفضية أو ما تسمى بالحشوة السوداء هي علاج متعارف عليه لتسوس الأسنان منذ حوالي 150 سنة. تتكون هذه الحشوة من الفضة والنحاس والقصدير. حيث يكونوا ممزوجين مع الزئبق لتعطي حشوة صلبة تتحمل الضغط وقوة المضغ وتدوم لفترة طويلة.
يستخدم الزئبق في تكوين الحشو الفضي، فتقريباً نصف وزنها من الزئبق على شكل سائل، والنصف الآخر هو من سبائك النحاس والفضة والقصدير وغيرها التي تكون على شكل مسحوق.
وتكمن أهمية الزئبق في كونه سائل عند درجة حرارة الغرفة، وبالتالي يساعد على مزج جزيئات السبائك بشكل جيد وقوي. وذلك ليعطينا حشوة سهلة التشكيل أثناء وضعها وقوية تتحمل قوة المضغ بعد أن تتصلب.
لهذا يطلب الطبيب من المريض بعد وضعه الحشوات الفضية أن لا يتناول الطعام لمدة ساعتين، ليعطي المجال للزئبق بالتصلب وإعطاء القوة المطلوبة للحشوة.
مقالات ذات صلة: البقع البيضاء على الأسنان وطرق علاجها!
هل حشوة الاسنان الفضية مضرة؟
هناك ملايين الأشخاص حول العالم لديهم حشوات فضية في فمهم، ولذلك فإن هذه الحشوات وسميتها تحدث قلقاً وتساؤلاً دائماً لدى الجميع.
وبحسب آخر الأبحاث التي نشرت من قبل الإتحاد العالمي لطب الأسنان فإنه يحدث تسرب ضئيل جداً من الزئبق الموجود في الحشوة، وهذا التسرب يقاس بالنانوجرام أي ما يعادل واحد من أصل بليون جرام.
إذ يتعرض المريض بصورة مركزة للزئبق في مرحلتين: أثناء وضع الحشوة، وأثناء إزالتها. في كلتا الحالتين فإن مقدار الزئبق لا يؤدي إلى ضرر في الجسم أوتسمم.
أما بعد وضعها في السن وتصلبها ينخفض معدل تحرر الزئبق بدرجة كبيرة جداً تكون أقل بكثير من مستوى الخطر على صحة المريض. ويعود السبب في ذلك إلى أن الزئبق الذي يتحرر من الحشوة على هيئة بخار يمتصه الجسم عبر الجلد أو القناة الهضمية يعتبر ضئيلاً جدًا ويمكن إهماله.
ولذلك فإن جمعية طب الأسنان الأمريكية تشير الى أنه لا يوجد أي رابط بين الحشوة الفضية وسرطان الفم أو أمراض الكلى أو الأمراض المناعية، أو حتى على الجنين في حال كان لدى الأم حشوات فضية.
متى يجب إزالة حشوات الأسنان السوداء؟
جميعنا نتعرض للزئبق بشكل متكرر إما من الطعام أو الماء أو الهواء الناتج عن تلوث المصانع، حيث أن أجسامنا تحتاج يومياً من 10 -20 مايكروجرام من الزئبق. إذن المتحكم بسميته هو مقدار ما يتعرض له الجسم من الزئبق.
العديد من الدراسات التي أجرتها الجمعية الأمريكية لطب الأسنان أظهرت أن كمية الزئبق الذي يتعرض له الجسم من حشوات الفضة أقل بكثير مما يتعرض له الجسم من الطبيعة أو الطعام. إذن لا حاجة لإزالة الحشوات الفضية طالما أنها سليمة ولا يوجد بها كسر أو تسوس.
وبحسب هذه الدراسات أيضاً فإن عدد قليل جداً من الحالات لوحظ لديها حساسية من الحشوات الفضية وليس لديها سرطان أو أي أمراض أخرى.
إذ أن هذه الحساسية تنتهي بمجرد إزالة الحشوة دون أي قلق على صحة المريض. وعادةً ما تكون حساسية المعدن صفة شائعة لدى عائلة المريض حيث تتشابه أعراضها مع أعراض حساسية الجلد من احمرار و ضيق نفس وغيرها .
لكن إذا احتجت لعلاج أحد أسنانك بالحشوة الفضية كما أكد الاتحاد العالمي لطب الأسنان فعليك أن تتأكد أولاً أنه لا حساسية لديك من الزئبق أو أي مكون آخر من مكونات الحشوة. وفي حال كان لديك أي حساسية من مكونات الحشوة سيقترح عليك الطبيب بدائل أخرى بما يناسب حالتك.
أما عن تغيير الحشوة الفضية واستبدالها فلا حاجة لذلك طالما أنها سليمة، لأن إزالة الحشوة سيضعف من بنية السن ويعرض الجسم للمزيد من الزئبق الذي لا حاجة له.
3 تعليقات
بالتوفيق دكتورة اريج 😊
مفيد جدا ..والى الامام دائما 🌺
مقال رائع وموفق دكتورة..بتمنالك كل التوفيق❤️
ما شاء الله عليكي دكتورة كفيتي ووفيتي الله يوفقك يا رب وبنستنى مقالات تانية من حضرتك