صعوبة التذّكر يعاني منها الكثير من الناس خصوصا مع بدء عودة الحياة لطبيعتها بعد أزمة فيروس كورونا واقتراب الإمتحانات فإننا نحتاج لطرق فعالة لنتذكر ما سندرسه ونذاكره. وإذا كنتم ممن يعانون من تذكر المعلومات ومن صعوبة استرجاعها فأهلا بك معنا. أنت لست وحدك فمعظم الناس يعانون من ذلك.
مقالات ذات صلة:
هل يخلق عقلك ذكريات وهمية كاذبة وغير حقيقية؟
تتباين مشاكل الذاكرة عند الإنسان فمن نسيان الأحداث الصغيرة مثل أين تركت تقريرك إلى أنواع متعددة من العته والزهايمر، ومن الجدير بالذكر أن الإنسان أولى أهمية كبرى لدراسة الذاكرة وقد أصبحت من أهم عناوين علم النفس الإدراكي. ومع ذلك كله ما زالت طريقة تكوين الذكريات وطريقة عمل الذاكرة ليست واضحة تماما ولا تزال الدراسات قائمة لحل لغزها.
لفهم آلية عملها تقسم الذاكرة إلى ثلاث أنواع:
الذاكرة الحسية:
يرتبط هذا النوع من الذاكرة بالحواس، حيث تأتي المعلومات الحسية من العين مثلا وتتخزن فيها لمدة لا تزيد عن نصف ثانية. أما المعلومات السمعية فتتخزن لمدة ثانيتين إلى ثلاث. تمر المعلومات بعدها إلى الذاكرة قصيرة المدى.
الذاكرة قصيرة المدى:
وهي الذاكرة الواعية، حيث نكون على وعي كامل بالمعلومات ونستطيع استرجاعها بسهولة لكنها لن تدوم طويلا إلا في حال تخزينها في الذاكرة طويلة المدى. تستطيع هذه الذاكرة الإحتفاظ بالذكريات لمدة لا تزيد عن 20-30 ثانية.
الذاكرة طويلة المدى:
إذا نجحنا بتمرير المعلومات إلى هذا القسم من الذاكرة فهذا يعني أننا نجحنا بتخزين المعلومات لوقت طويل والإستفادة منها على المدى البعيد. وتختلف طريقة استرجاع المعلومات من هذا القسم فأحيانا يكون الاسترجاع سريعا وأحيانا أخرى قد يحتاج بعض الوقت أو نوعا من المحفزات.
بعض الإستراتيجيات التي ستساعدنا على تحسين الذاكرة بشكل أفضل :
السر في الاهتمام. هل لاحظت بأنك لم تنسى اسم أو وجه الشخص الذي قابلته أول مرة في حياتك لكنه أثار اهتمامك بطريقة ما؟ ترتبط الذاكرة ارتباطا وثيقا بالمشاعر، فالمعلومة التي جذبت انتباهك واهتمامك ستتخزن بالتأكيد في ذاكرتك الدائمة.
لذلك عندما تريد أن تتذكر موضوعا ما عليك جعل هذا الموضوع مثيرا لاهتمامك. حاول مثلا أن تسأل أسئلة عن الموضوع المراد حفظه وذلك لإثارة دماغك وتحفيزه وبذلك ستتذكر الإجابات بشكل أفضل.
استخدم ذاكرتك البصرية. خذ قليلا من الزمن عندما تضع مفاتيحك أو أقلامك وتأمل المكان الذي تركته فيها. بهذه الطريقة سيكون التذّكر واسترجاع مكان ترك أشياءك أسهل. حاول ربط المعلومات بصور بصرية من بيئتك.
فمثلا لحفظ طبقات الأرض اربطها بصريا بالبيضة ( القشرة الأرضية هي قشرة البيضة، الستار هو القح أو بياض البيض، النواة هي المح أو صفار البيضة) بهذه الطريقة لن تنسى دروسك ومعلوماتك بسهولة.
استخدم طريقة الشجرة المعرفة لحفظ كمية كبيرة من المعلومات ذات الصلة والتذكر بشكل أسرع:
لنفترض أنك في الفصل الدراسي الذي يتحدث عن التغيرات المناخية على الأرض، يمكن لهذا العنوان أن يكون جذع الشجرة، وكل فرع من الأفرع الكبيرة يمكن أن يكون نوع من أنواع التغيرات المناخية ( ارتفاع درجات الحرارة، ذوبان الجليد…). الأفرع الأصغر يمكن أن تكون التأثيرات على الأرض وما إلى ذلك. كما ويمكننا إضافة الأسباب إلى الجذور. بهذه الطريقة سنحصل على المعرفة الخاصة بنا مما سيسهل عملية الحفظ.
- اعمل على ربط المعلومات ببعضها واصنع سلسلة التعلم. إذا قمت بربط أهمية جهاز الدوران ومدى أهمية تروية الدم للدماغ وبعدها قمت بدراسة الجهاز العصبي فإنك ستتذكر المعلومات التي درستها عن جهاز الدوران وعن الجهاز العصبي معا. أليس هذا ممتعا!
- اكتب واكتب واكتب، كرر كتابة المعلومات المراد حفظها، لا تكتفي بنسخها مرة واحدة، بل اكتبها مرارا وتكرارا.
يستخدم مدرسو الصفوف الإبتدائية تلك الطريقة والتي أثبتت فعلا نجاحها وفعاليتها لحل مشاكل التذّكر.
- لخص ما تقرأ، عند قراءتك من أجل الدراسة قم بتلخيص كل فقرة قرأتها على جانب الصفحة وقبل الإنتقال إلى الصفحة الجديدة اقرأ ما لخصت مجددا.
- من بين أوقات اليوم كلها اختر المساء للمذاكرة والحفظ. فقد ثبت أن الطلاب اللذين يدرسون في المساء آلية التذّكر لما درسوا بشكل أفضل من أقرانهم اللذين درسوا في الصباح أو خلال النهار.
نم جيدا، ليس فقط في الأيام العادية بل وفي ليلة الإمتحان أيضا. إن عدم أخذ قسط وافر من النوم سيعرض دماغك لنوبة القلق والتوتر التي سيؤثر سلبا على ذاكرتك.