الإعاقة الجسدية أي قيود أو إعاقات جسدية تمنع الوظيفة البدنية لطرف واحد أو أكثر من شخص معين. يمكن أن تكون مؤقتة أو دائمة. أسباب هذا النوع من المرض مختلفة. ويقترح النموذج الاجتماعي للإعاقة أن ما يجعل شخصًا معاقًا ليس حالته الصحية، إنما مواقف المجتمع وهيكلته.
مقالات ذات صلة:
اضطراب المعالجة السمعية والتعامل معه!
وبعض الطرق الرئيسية التي تتحمل مسؤوليتها الحكومات والمجتمع وبالتالي تمنع وتحدّ من استقلالية من لديه إعاقة جسدية هي:
- إطلاق الأفكار المسبقة والتقليل من قدرات أصحاب الإعاقة.
- عدم دمجهم في أماكن عمل بشكل خاص وفي المجتمع بشكل عام.
- المبالغة في حمايتهم من قبل العائلة والمجتمع.
- عدم اتاحة المجال لاستقلالهم المادي.
- إنشاء الحياة الحديثة بطريقة لا تمكن الأشخاص ذوي الإعاقة من التفاعل المجتمعي والحياة بصورة طبيعية، بل على العكس تهميشهم واستبعادهم من الحيّز العام.
تم تطوير النموذج الاجتماعي للإعاقة من قبل الأشخاص ذوي الإعاقة في السبعينيات والثمانينيات. حيث جاء كرد فعل على النموذج الطبي للإعاقة الذي تم الاتفاق عليه على نطاق واسع في ذلك الوقت.
وينص النموذج الطبي أن الإعاقة هي “مشكلة” تخص الفرد وحده وناجمة عن الحالة الصحية المُغايرة التي تحدد ما بإمكانه أو عدم امكانه. ومن مسؤوليته أن يحسنها ويحاول الاندماج في المجتمع وتصحيح إعاقته الجسديّة.
وفقا للنموذج الطبي للإعاقة أنه عند تنظيم حدث معين في مكان يصعب وصوله من قبل أصحاب الإعاقة الجسدية، فإن الصعوبات المرتبطة بالإعاقة يجب أن يتحملها الفرد بالكامل. ويتوجب عليه بذل جهد إضافي من وقته أو من ماله للوصول إلى الحدث.
ما هي مساهمة النموذج الإجتماعي للإعاقة؟
النموذج الاجتماعي يساعد على إعادة تأطير مشكلة ذوي الإعاقة في الإندماج المجتمعي واقصاءهم من الحيز العام. مثال توضيحي لكيفية تصميم المساحات العامة بطريقة تساهم في استقلالية ذوي الاعاقة.
على سبيل المثال عند تصميم شوارع ومباني تُمكن من التحرك بواسطة كرسي متحرك. إذا صممت البيئة بهذه الطريقة عندها باستطاعة من لديهم اعاقة حركية معينة أن يكون مستقلين مثل أي شخص آخر.
وإن لم تتواجد هذه التصميمات يكون المجتمع المسؤول عن وضع هذه الحواجز على الناس من خلال عدم إتاحة البيئة لتكون في متناول الجميع.
ما المشترك في وصمة العار المجتمعية لمن يمر في مشاكل نفسية وإعاقة جسدية؟ وكيف يمكن للنموذج الاجتماعي للإعاقة أن يكون طريقة وحلا للتغلب على وصمة العار المجتمعية؟
غالبًا ما يعبر الأشخاص ذوو الإعاقة عن الإحباط عندما يقابلون مواقف شفقة أو شكوك إذا تحدثوا عن أي شيء إيجابي يتعلق بالعيش مع ظروفهم.
بالنسبة للعديد من الأشخاص ذوي الإعاقة، فإن العيب الرئيسي الذي يواجهونه لا ينبع مباشرة من أجسادهم. ولكن ردة فعل المجتمع بشكل غير مرغوب لهم، من حيث كيف تستبعدهم الهياكل المادية والمعايير المؤسسية والمواقف الاجتماعية.
بالإضافة لقضاء جزءًا كبيرًا من كل يوم فيه مع العالم المادي الذي تم تصميمه تاريخيًا لاستبعادهم، والتعامل مع التصورات المسبقة والمفاهيم الخاطئة عنهم من قبل الآخرين.
وبهذا يكون التمييز على أساس الإعاقة الجسدية أو مشكلة نفسية معينة هو من يحتاج العلاج وليس جسد وعقل الأشخاص بشكل رئيسي.
بالاضافة الى أن هذا التمييز والأفكار المسبقة قد تسبب العديد من المشاكل النفسية، مثل اضطرابات الاكتئاب والقلق في كل مرة يحاولون فيها التغلب على حواجز المجتمع.
ما هي وظيفة ومسؤولية المعالج النفسي والطبيب تجاه الإعاقة الجسدية؟
قد يعتقد العديد من الأطباء أن نقاط قوتهم لإثارة التغيير من الأفضل أن تتحقق من خلال العمل مع الأفراد في العيادة، بعيدا عن التأثير المجتمعي والسياسي.
من الطبيعي انه لا زال هناك الكثير من العمل مع الأفراد الذي يتعين القيام به داخل هذه المهن، مثلا أحد المجالات الرئيسية هو الإرشاد: تعليم المتدربين حول منظورات الإعاقة، ولماذا تبنى العديد من المدافعين عن الإعاقة الجسدية وساهموا في استبعاد النموذج الطبي.
نقطة أخرى مهمة للغاية هو في توظيف ودعم الأشخاص ذوي الإعاقة للانضمام والازدهار في المهن العلاجية والسريرية.
يلعب المعالجون النفسيون دورًا مهمًا في التعرف على نقاط القوة الفريدة والكفاءة المتساوية للأشخاص ذوي الإعاقة كمهنيين ومعالجين.
وقد روى العديد من هؤلاء الأفراد المؤهلين أنهم يشعرون بأنهم خارج المكان في الثقافة العلاجية النفسية. لهذا يتوجب إجراء تغييرات أساسية على برامج ومؤسسات التدريب النفسي والطبي التي تتيح أماكن ووظائف للتدريب والممارسة العمليّة.
نهاية، عندما نطبق ونغير من ممارستنا عن طريق اتخاذ النموذج الاجتماعي أساس لتفكيرنا وتصرفاتنا. فإننا نركز على تقليل وإزالة الحواجز النفسية والاجتماعية التي يواجهها أشخاص ذوي إعاقة جسدية. لا يتعلق الأمر بـ “إصلاح” الأشخاص، بل العمل معهم لمساعدتهم على تحقيق أهدافهم وتطلعاتهم وإمكاناتهم الكاملة.