مدح الأطفال وتشجعيهم من الأساسيات التي تقوم عليها التربية لكن من المهم استخدامها بالطرق المعتدلة حتى لا تؤدي إلى نتائج عكسية في سلوكات أطفالنا.
مدح الأطفال وتشجيعهم له فوائد كثبرة. حيث يعد التشجيع ضروري لبناء ثقة الطفل واحترامه لذاته وتطويره للدافع الذاتي نحو تحقيق ما هو أفضل. فالتشجيع يركز على ما يقوم به الطفل بشكل جيد وليس على ما يعتقده المربي بشأنه.
ما هو الفرق بين المدح وتشجيع الأطفال؟
مدح الأطفال وتشجيعهم عبارتان تشيران إلى أساليب مختلفة للتفاعل مع الأطفال ودعم تطورهم النفسي والاجتماعي. وعلى الرغم من أنهما قد يبدوان مشابهين إلى حد ما، إلا أنهما يتميزان بطبيعتهما وأثرهما على الأطفال. إليك الفرق بينهما:
-
مدح الأطفال (Praise)
المدح هو تعبير عن تقدير واعتراف بالإنجازات والسلوكيات الإيجابية التي يظهرها الطفل. ومن هذه الإيجابيات يمكن أن تكون النجاحات الأكاديمية، والجهود المبذولة، والأخلاق، والمهارات الاجتماعية، وغيرها. ومن أمثلة عبارات المدح: “أنت ذكي جداً!”، “عملت عملاً رائعاً!”، “أنت تفهم بسرعة!”.
مدح الأطفال بشكل مفرط وبدون تحفيز واقعي يمكن أن يؤدي إلى بعض التأثيرات السلبية مثل:
- الاعتماد على الإعجاب الخارجي: يمكن للأطفال أن يصبحوا يعتمدون على تقدير الآخرين وآرائهم لتقييم ذاتهم، مما يؤثر على ثقتهم الذاتية.
- تجنب التحديات: يمكن أن يتجنب الأطفال تحديات جديدة أو صعبة خوفًا من عدم التميز وعدم الحصول على مدح.
-
تشجيع الأطفال (Encouragement)
التشجيع يركز على تعزيز الجهود والمحاولات بدلاً من التركيز على النتائج فقط. إنها طريقة لتحفيز الأطفال للمضي قدمًا وتحقيق تقدم، بغض النظر عن النجاح أو الفشل النهائي. ومن أمثلة عبارات التشجيع: “أنا فخور بك على محاولتك!”، “استمر في المحاولة وستتحسن!”.
تشجيع الأطفال يساعدهم على:
- تطوير إرادة التحدي والاستمرارية: يشجعهم على مواجهة التحديات والصعوبات بدلاً من الاستسلام.
- تطوير المهارات الشخصية: يساعدهم على تطوير مهاراتهم وتعزيز تنمية القدرات الخاصة بهم.
- تعلم التعامل مع الفشل: يساعدهم على فهم أن الفشل جزء من عملية التعلم والنمو.
باختصار، المدح يركز على تقدير النتائج، في حين أن التشجيع يركز على تعزيز الجهود والمحاولات. النهج المتوازن بين المدح والتشجيع يساعد في بناء ثقة الطفل بنفسه وتحفيزه لتحقيق إمكاناته الكاملة.
أهم النقاط التي تميز لغة التشجيع
- تركز لغة التشجيع على الجهد والمثابرة.
- تعد لغة التشجيع محددة ولا مبالغة فيها.
- تدفع لغة التشجيع الأطفال للتفكير داخلياً حول إنجازاتهم وتقدمهم وأهدافهم.
- لا يحتاج الأطفال إلى لغة التشجيع ليشعروا بالنجاح لكنهم يشعرون بالدعم .
- تعزز لغة التشجيع إحترام الطفل لذاته وتعزز ثقته بنفسه.
أما المديح فإن من أهم ما يميزه:
- يركز المديح على النتيجة النهائية أو الإنجاز .
- المديح غير محدد ويميل للمبالغة بشكل واضح.
- يمكن أن يكون المديح سبب في عدم معرفة الأطفال لما يريدون تحقيقه.
- مع المديح يبدأ الأطفال في الشعور بأنهم بحاجة إلى مدح الآخرين حتى يكونوا ناجحين.
فكيف يمكن أن نحول عبارات المديح إلى عبارات تشجيع
- لغة المديح : أنا فخورة بك لأنك حققت هدفاً.
- أما لغة التشجيع : يبدو أن كل هذا العمل الشاق قد آتى أُكله لا بد أنك شعرت بالفخر عند تحقيقك للهدف.
- لغة المديح : يا له من رسم جميل !
- أما لغة التشجيع : الطريقة التي مزجت بها الأخضر والأزرق فريدة جداً ما أكثر شيء يعجبك في هذا الرسم؟
- لغة المديح : أنت ذكي جداً.
- أما لغة التشجيع : لقد رأيتك تتدرب على مفردات اللغة الاسبانية كثيراً خلال الأسابيع القليلة الماضية هل تعتقد أن هذا ساعدك على الأداء الجيد في الاختبار؟
- لغة المديح : عمل جيد أنا فخورة بك.
- أما لغة التشجيع : لقد إكتشفت كل ذلك بنفسك يجب أن تكون فخوراً بنفسك.
ولكن عندما يتم تشجيع الطفل بدلا من مدحه فإنه يطور دافعاً داخلياً لتحقيق هدف خالٍ من أي حوافز. حيث تخدم هذه العقلية الأطفال جيداً لأنهم لا يحتاجون إلى أي شيء من الآخرين لإيجاد الدافع.
كيف أمدح أطفالي دون المبالغة في ذلك؟
- كن صريحًا ومحددًا: عندما تمدح الطفل، كن صريحًا وواضحًا حول ماذا تريد أن تمدحه. بدلاً من قول “أنت عبقري!”، يمكنك قول “لقد لاحظت كيف حللت هذه المسألة بذكاء”.
- ركز على الجهد والمحاولة: بدلاً من التركيز على النتائج، قوم بتمييز الجهد والمحاولة. على سبيل المثال، “أنا معجب بالطريقة التي عملت بها على هذا المشروع”.
- استخدم إشادة متوازنة: لا تقتصر المدح على المجالات الأكاديمية فقط. حاول أن تشمل مجموعة متنوعة من الجوانب مثل السلوك الإيجابي، والمهارات الاجتماعية، والإبداع.
- كن واقعيًا: لا تبالغ في المدح بطريقة تجعلها تبدو غير واقعية. اعترف بأن لديهم مجالات تحسن فيها وأنهم ليسوا مثاليين في كل شيء.
- استخدم تعبيرات متنوعة: استخدم مجموعة متنوعة من الكلمات والعبارات للتعبير عن التقدير، بدلاً من استخدام نفس الكلمات في كل مرة.
- كن ملموسًا: عندما تمدح، قدم أمثلة ملموسة تدعم ما تقوله. مثلاً، “لقد أحببت كيف تعاونت مع صديقك في اللعبة”.
- اهتم بالتواصل الغير لفظي: لا تقتصر المدح على الكلمات فقط، بل يمكنك استخدام التعبيرات الوجهية ولغة الجسد لتعزيز المدح.
- توجيه المدح للجميع: لا تنسَ توجيه المدح لجميع الأطفال إذا كنت تتعامل مع أكثر من طفل، وتأكد من عدم تفضيل أحدهم على حساب الآخرين.
- استمع وتواصل: استمع لتفاعلات الأطفال عندما تمدحهم وكيف يتصرفون، وحاول أن تكون متوازنًا في مستوى المدح حسب استجابتهم واستفادتهم منه.
- تشجيع النمو والتحسن المستمر: بدلاً من الاكتفاء بالمدح، حث الأطفال على الاستمرار في تطوير مهاراتهم والسعي لتحقيق التحسن المستمر.المفتاح هو التوازن والصدق. توجيه المدح بشكل واقعي ومتوازن يساهم في تعزيز تقدير الأطفال لأنفسهم وتحفيزهم على تطوير مهاراتهم بشكل إيجابي.