نصائح تربوية أقدمها بعد قضائي سنوات وأعوام عديدة كمعلمة للأطفال في المرحلة الإبتدائية والمتوسطة والروضة. وبعد قطع مراحل كبيرة في التربية والتوجيه والإرشاد.
وبعد خوض تجارب عديدة مختلفة في رحلتي كمعلمة وأم، واستنتجت أن هناك بعض النصائح تربوية ذهبية التي لا تعلمها الكتب التربوية بل من التجربة والخبرة، والتي لا أستطيع أن أتخلى عنها كمربية وأم. أهدي هذه النصائح لك عزيزي القارىء على شكل نصائح مختصرة لعلها تفيدك يوما ما.
من النصائح التربوية الذهبية التي لا تعلمنا إياها الكتب
- النصيحة الأولى تبدأ رحلة التربية وتتمحور حولة ” الإستماع والإنصات ” فإذا لم تستمع وتصغي لما تحدثه بك نفسك أولا، ثم لم تستمع لمن حولك ثانيا، فأنت تلقي بنفسك إلى الهاوية لأن النفس الإنسانية مجبولة على حب الخير لذاتها ثم لمن حولها. فإذا أهملت هذا النداء الفطري الذي في داخلك فأنت تؤثر في قلبك سلبا وأنت لا تدري، ثم أنك تتعلم كل يوم آلاف الأشياء إن كنت مستمعا جيدا. فلا تبخل على نفسك بالمعرفة، طفلا صغيرا تصغي إليه لدقائق قد يرشدك إلى أسلوب أو معرفة جديدة أنت كنت تجهلها.
- النصيحة الثانية لا تبحث عن السرير المناسب لنوم طفلك والطعام الذي سيتناوله. أو الدواء الذي سيأخذه إن مرض فقط، بل انظر إلى الأمور التي هي أعمق من ذلك. ابحث في نفسك عن جروح وعثرات حملتها معك منذ صغرك ولم تعالجها، ولم تتوقف عندها، هذه المشاكل النفسية التي عاشت معك ستنقل إلى أطفالك وتظهر في تصرفاتك وأنت لا تعلم. فاحرص على أن لا تحمل نفسك أكثر من طاقتها، وابحث عن من يساعدك لتخطي عثرات الماضي لكي تستيقظ من جديد ولا تنقلها لمن حولك.
- النصيحة الثالثة يأتي كل طفل على الحياة كروح جديدة على الأرض، ليس من واجبك قمع أو تهميش أو تجريج أو هدم هذه الروح، كل ما عليك فعله هو أن ترعى هذه الروح بحب وتنتظر أن تثمر بصبر وتروٍ، وتذكر أن مالك الملك الذي لا يغيب عنه مثقال ذرة، رب السموات والأرض، الله سبحانه وتعالى عندما وصف رعايته وعنايته الإلهية لسيدنا موسى عليه السلام، وصفها في قوله في سورة الطور: ( وَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ فَإِنَّكَ بِأَعْيُنِنَا وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ حِينَ تَقُومُ ). دلالة على أنه سبحانه ذا عناية حساسة ورعاية دقيقة لمن يحب.
- النصيحة الرابعة لا يمكن لطفلك أن يستشعر الحب من الهواء، أو يبحث في نفسه عن فعل قمت به كأب أو كأم ليبرهن لنفسه أنه محبوب من قبل والديه، أو يقوم بتحليل مواقفك ليستنتج بأنك تحبه.
هناك ما يسمى بلغة الحب.عليك أن تعبر لأطفالك حتى وإن كثر عددهم بأنك تحبهم، عبر عن حبك لفظيا، وجسديا، استخدم كلمات حب تروق لطفلك. - النصيحة الخامسةكن ذكيا في تعاملك مع أطفالك، اعلم بأن أطفالك مختلفون عن أطفال غيرك، وأن طفلك الأول غير الثاني، وأن الثالث غير الرابع. كل طفل له شخصيته المميزة، وأفكاره الفريدة، وصفات تميزه عن غيره.
- النصيحة السادسة اقرأ ما تشاء من كتب التربية واستشرمن تشاء، لكن اعلم هذه الحقيقة، “أنه لا أحد أعلم بطفلك منك”.
- النصيحة السابعة ليس كل ما قام بِتجربته والديك في السابِق صحيح، فلربما اعتمدوا في تربيتهم أساليب لا تتماشى مع أولادك. فلا تقلد كل ما تسمعه. خذ النصيحة وتخيل تطبيقها قبل أن تفعل. واجعل الثقة أساس علاقتك مع أطفالك.
- النصيحة الثامنة تحدث عن الإيجابية متى شئت. واسرد قواعد التربية من دون توقف، لكن اعلم أن ما تملي على أطفالك من قواعد لن تطبق إذا كانت مجرد كلام. من أهم النصائح التربوية عليك بالفعل، فإنهم سينظروا إلى أفعالك وتصرفاتك، وأسلوبك في التعامل مع الناس، وليس إلى كلامك.
- النصيحة التاسعة عليك بأخلاقهم أولا. لا تضيع وقتك وأنت ترّكز على أن توفر لهم كل ما يريدون. أو أن توفر لهم أمورا حرمت أنت منها في صغرك. لن يبقى معهم إلا أخلاقهم حين يكبرون.
اجعل نيتك في تربية أبنائك خالصة لوجه الله تعالى. وهذا يعني أن تبتغي الأجر والرضا من الله فقط. ولا تنتظر رضا الناس عنك، أو تعبيرهم بإعجاب أو نقد. وجدّد هذه النية كلما شعرت بالتعب أو الجهد في التربية.
أهم أسس التربية الصحيحة
التربية الصحيحة تعتمد على مجموعة من الأسس والمبادئ التي تساهم في تطوير الأطفال والشباب بشكل شامل وصحيح. إليك بعض أهم أسس التربية الصحيحة:
- الحب والدعم: توفير بيئة حب ودعم للأطفال يعزز من تطورهم العاطفي والاجتماعي. يجب على الوالدين ومربي الأطفال أن يظهروا حبهم واهتمامهم بشكل دائم ويقدموا الدعم العاطفي عند الحاجة.
- التوجيه والتوجيه: يجب على الوالدين والمربين توجيه الأطفال وتوجيههم في القيم والمبادئ الصحيحة. يمكنهم تقديم نماذج إيجابية للسلوك والقيم الأخلاقية. اقرأ أيضا أنواع الآباء والأمهات في التربية: أيها أنت؟
- التفهم والاحترام: يجب على الوالدين والمربين أن يظهروا فهمًا واحترامًا لأفكار ومشاعر الأطفال، حتى إذا كانوا غير متفقين معهم. هذا يساعد الأطفال على بناء الثقة بأنفسهم وتعزيز تطويرهم.
- الانضباط الإيجابي: استخدام الانضباط بشكل إيجابي يساعد في توجيه السلوك الصحيح للأطفال دون اللجوء إلى العقوبات الجسدية أو العقوبات النفسية. يمكن استخدام الإشادة وتقديم المكافآت لتعزيز السلوك الجيد.
- الاعتماد على المبادئ الصحيحة: يجب على الوالدين والمربين أن يعلموا الأطفال المبادئ والقيم الصحيحة مثل الصداقة، والصدق، والعمل الجاد، والمساهمة في المجتمع.
- تقديم فرص للتعلم والاكتشاف: يجب تشجيع الأطفال على استكشاف العالم من حولهم وتوفير فرص للتعلم والتجربة. هذا يساعد في تطوير مهاراتهم وقدراتهم.
- التعامل مع الصعوبات بشكل بناء: عند مواجهة الصعوبات، يجب على الوالدين والمربين تعزيز تطوير مهارات الحلول الإيجابية لدى الأطفال بدلاً من التفريغ أو التجاهل.
- توفير مجال للتعبير الإبداعي: يمكن للفنون والأنشطة الإبداعية أن تساعد الأطفال على التعبير عن أنفسهم بطرق مختلفة وتعزيز تنمية مهاراتهم.
- المراقبة والتوجيه: يجب مراقبة نمو الأطفال ومراقبة سلوكهم بعناية، وتقديم التوجيه والتصحيح عند الضرورة.
- المرونة والتكيف: تعليم الأطفال كيفية التكيف مع التغييرات والتحديات في الحياة وكيفية التعامل مع الضغوط بشكل صحيح.
تذكر أن التربية الصحيحة هي عملية طويلة الأمد تتطلب الصبر والتفاني. تعزز هذه الأسس من نمو وتطور الأطفال وتمهد الطريق لهم لتحقيق نجاحات في الحياة.