تأثير الحرارة على كورونا ربما سيكون فعالا هذا الصيف، حيث يأمل الكثير من الناس أن يفقد فايروس كورونا نشاطه بحلول فصل الصيف مع ارتفاع درجات الحرارة تماما مثلما تتلاشى موجة الانفلونزا العادية. فهل ستنتهي أزمة فايروس كورونا قريبا ؟
مقالات ذات صلة:
التعامل مع فايروس الكورونا من ناحية نفسية لك ولأطفالك.
في الحقيقة معظم الفيروسات تبقى نشطة لفترة أطول في مواسم البرد، والاستثناء الوحيد هو الفيروسات الاستوائية مثل تلك التي تسبب حمى الضنك أو الأيبولا. هذه الظاهرة معروفة في مرض الإنفلونزا. ففي حال ارتفاع درجات الحرارة بنخفض عدد المصابين حيث تساعد الأشعة الحرارية والأشعة فوق البنفسجية بشكلٍ كبير في في مكافحة انتشار فايروس الإنفلونزا.
أما في حال انخفاض درجات الحرارة فإن درجات الحرارة الباردة والجافة تعمل على نشر أكبر عدد من الفيروسات بالجو بما في ذلك فايروس انفلونزا وفايروس sars cov-2 الجديد المنتشر حاليا.
ما هي العوامل التي تؤثر على انتشار الفيروس ؟
مع ارتفاع درجات الحرارة يقل انتقال الفايروسات وانتشارها بسهولة كما هو الحال بالطقس البارد الرطب متدني الحرارة إذ تصبح القطرات التي تنقل الفيروسات أثقل وتتبعثر بشكلٍ أسرع على الأرض وتصبح المسافة التي تقطعها أقصر وهذا يقلل من خطر العدوى. ومن هذا المنطلق يمكن أن يكون لدرجات الحرارة ميزة خاصة في مكافحة فيروس كورونا (Covid-19). حيث يمكن للحرارة أن تضعف العامل الممرض للفايروس.
يشرح ذلك عالم الفيروسات الألماني ألكسندر كيكوله، مدير معهد علم الأحياء الدقيقة الطبية بجامعة هاله الألمانية بقوله: “عندما يكون الجو دافئًا، عادة ما تصبح هذه الفيروسات التاجية أضعف وتقل الأمراض. وقد يكون الصيف أفضل حليف لنا “.
لدى الخبراء مؤشرات قوية على أن الفايروس الجديد “كورونا” ليس من محبي الشمس والحرارة والرطوبة. فبعد وباء فيروس السارس التاجي في عام 2003، درس العلماء هذه العلاقات بالضبط عبر مقارنة الهواء الداخلي بدرجة حرارة تتراوح ما بين 22 إلى 25 درجة ورطوبة تتراوح من 40 إلى 50 في المائة، مع درجة حرارة 38 وأكثر من 95 في المائة رطوبة.
ونتيجة لهذا الاختبار تبين أن كلما ارتفعت درجة الحرارة ورطوبة الهواء، زادت سرعة الفيروسات بالانحسار. هذا وقد أحصى معهد جونز هوبكنز حالات الفايروس في جميع أنحاء العالم ومن خلال لمحة على الخريطة بدا أنه لا توجد حاليًا تراكمات من هذا المرض في نصف الكرة الجنوبي الصيفي كما هو الحال في الشمالي الشتوي.
وتجدر الإشارة إلى إن الفايروس الجديد حتى الآن بشكل شبه حصري في نصف الكرة الشمالي. ويضيف الدكتور ماتياس”هذا يجعلني واثقًا من أن فايروس Covid-19، سيختفي بسرعة بحلول الصيف.
هل الطقس وحده هو من ينشر فايروس كورونا الجديد ؟
لا، فالسلوك الشتوي يساهم أيضا مما يجعلنا أكثر عرضة للإصابة بالفيروسات فنحن نخرج بشكل أقل في الشتاء ونجلس في أماكن ضيقة مع هواء دافئ جاف حيث تشعر الفيروسات بالراحة وتظل لفترة أطول على الأسطح مثل مقابض الأبواب.
من المعروف أن أجسامنا، وخاصة الأغشية المخاطية، أكثر عرضة للإصابة بالعدوى بجميع أنواعها في الموسم البارد، وهذا أيضًا جانب يلعب دورًا في إشاعة الفايروس.
يعمل الهواء الجاف على تسهيل بقاء الفيروسات في الهواء. بالإضافة إلى ذلك، فإن درجات الحرارة الباردة ستضعف الأغشية المخاطية البشرية، مما يجعل جهاز المناعة أكثر عرضة للخطر.
فبحسب ما أفاد قول الدكتور غريغوري غراي، من قسم الأمراض الصحية المعدية في جامعة ديوك، أن أشهر الصيف قد تؤدي إلى انخفاض طفيف في الإنتقال، ولكن من المحتمل ألا توقف انتشار الفيروس التاجي تمامًا.
أفاد مركز الأمراض والسيطرة عليها “CDC ” أنه من غير المعروف حتى الأن ما إذا كان الطقس ودرجة الحرارة سيؤثران على انتشار الفايروس التاجي.
حيث أنه تنتشر بعض الفيروسات مثل نزلات البرد والإنفلونزا بشكل أكبر خلال أشهر الطقس البارد. لكن هذا لا يعني أنه من المستحيل أن تصاب بهذا الفيروس خلال الأشهر الأخرى ومن غير المعروف ما إذا كان انتشار covid-19 سينخفض عندما يصبح الطقس أكثر دفئا.
تأثير الحرارة على كورونا لا تزال غامضة وتخضع لدراسة الخبراء ومع ذلك هناك أمل ينتظره الخبراء في أن الطقس الحار من الممكن أن يساعد في مكافحة انتشار فيروس كورونا التاجي.
لذا ندعو جميع الأشخاص على أن يكونوا على قدر من الوعي والإلتزام بالإجراءات الإحترازية التي نصتها منظمة الصحة العالمية ومنظمات الصحة التابعة للبلاد التي تقيمون بها.