الصديق الخيالي عند الطفل يظهر من عمر السنتين إلى عمر الثمانية سنوات، وقد أشارت بعض الدراسات إلى أن وجوده قد يستمر إلى فترات المراهقة. لكن ليس بالشكل الذي يتخذه عندما كان طفلا. فقد يبدأ المراهق بتكوين شخصيات وهمية في خياله والتحكم بها كما لو أنها مسلسل يقوم بإخراجه.
مقالات ذات صلة:
يتخذ بعض الأطفال صديقا خياليا يلعب معه ويتكلم معه، بينما يقوم أطفال آخرون باتخاذ ألعابهم المفضلة من دباديب محشوة أو عرائس كصديق مفضل . ويعد هذا أمرا طبيعيا للغاية، حيث أشارت الدراسات إلى أن أكثر من ثلثي الأطفال يكون لديهم صديق خيالي.
قد يعتقد البعض أن الطفل الذي يكون صديقا خياليا يعاني من مشاكل في التواصل الاجتماعيّ. لكن على العكس فقد أظهرت الدراسات أن الأطفال الذين يكون لديهم صديق خيالي يظهرون تفهما أكثر لمشاعر الاخرين. هذا، وتميل الفتيات لتكوين صديق خيالي ذكر وقد يمثل دور الأب أحيانا بينما يقوم الطفل الذكر دائما بتكوين صديق خيالي ذكر مثله.
إن وجود صديق خيالي لطفلك لا يشكل مشكلة، بل على العكس قد يكون حلا لوجود بعض المشاعر المكبوتة عند طفلك. حيث يفرغ الطفل الطاقة السلبية والمشاعر السلبية. والتي قد تنشأ من الظروف المحيطة للطفل. فمثلا، إذا كان الطفل يمر في ظرف عائلي كتجربة طلاق الوالدين، فإن الطفل ذو الصديق الخيالي سيقوم بتفريغ المشاعر السلبية مع صديقه الخيالي. وبهذا سيتأقلم الطفل بشكل أفضل مع هذه التجربة. وأحيانا يقوم الطفل الذي يخاف من الظلام مثلا بخلق صديق ليقوم بتهدأت روع الطفل من الظلام.
إنه من الضروري جدا احترام الطفل وأفكاره وألعابه وأصدقائه الخياليين. إنه من المؤكد أن جعل طفلنا مادة للتندر سيضعف من شخصيته ويساهم في انغلاقه على نفسه. وسيؤدي ذلك لضعف الثقة المتبادلة بين الطفل والأهل.
لم تثبت الدراسات أن الأطفال اللذين يكونون أصدقاء خياليين أكثر ذكاء من غيرهم، لكن لوحظ أن مخيلة هؤلاء الأطفال وقدرتهم على الخلق والإبداع تكون أفضل من غيرهم. حيث يمكن أن يعملوا مستقبلا في كتابة القصص الخيالية والسيناريوهات التمثيلية. كما لوحظ أن الأطفال ذوي الأصدقاء الخياليين يكونون أقل خجلا وأكثر ضحكا وسعادة من غيرهم. كما يكونون أنجح في المهام التي تتطلب منهم الإبداع. الأطفال اللذين يكون معدل مشاهدتهم للتلفاز أقل من غيرهم والأطفال اللذين يتركون لساعات أطول وحدهم هم الأكثر قدرة على خلق الصديق الخيالي.
قد يكون تفسير هذه الظاهرة عند الأطفال هي محاولة الطفل لتفسير الأحداث المحيطة أو التخفيف من حدتها ومحاولة فهمها أو محاولة تسلية نفسه أو أحيانا طريقة لتبرير التصرفات التي يعلم الطفل تماما أنها خاطئة ومع ذلك يصر على فعلها لأنها مسلية من وجهة نظره.
يقر جميع الأطفال تقريبا أن أصدقائهم الخيالين هم من صنع أنفسهم، فقد قامت الباحثة تايلور بعمل بحث على 86 طفل، أجاب 77% منهم بنعم على السؤال هل لديك صديق خيالي مُختلق؟ بينما أجاب 40% منهم بشكل تلقائي أنهم هم من اختلقوا أصدقائهم الخياليين خلال حديث ودي لذلك لم يتم طرح السؤال عليهم. وفقط طفل واحد أصر على أن صديقه الخيالي هو حقيقي وليس من صنع خياله.
-
كيف أتعامل مع الطفل الذي يمتلك الصديق الخيالي:
استمتعي بالأمر! نعم بتلك البساطة ! حاولي الاستمتاع بالأمر بل ويمكنكِ عمل دفتر خاص وقومي بسؤال طفلكِ عن تفاصيل صديقه الخيالي ودوني الإجابة في الدفتر واحتفظي بها كذكرى لطفلكِ. بهذه الطريقة ستعرفين أكثر عن طفلكِ وعن شخصيته. ستتعرفين على ما يحب وما يكره، على أحلامه وعلى توجهاته. بل وقد تتعرفي على ما إذا كان من يتعدى عليه أو يضايقه.
إذا ما قام طفلكِ بعمل فوضى واتهم صديقه الخيالي قولي له لا يهمني من قام بعمل الفوضى فأنت من سترتب هذه الفوضى. إذا كان طفلك يحب أن يفرد لصديقه مقعد خاص في السيارة. فليكن له ذلك إذا لم يكن الأمر يسبب لكِ مشكلة. فإذا كان أحد إضافي سيرافقك في السيارة. فقولي لطفلكِ أن الشخص الجديد سيرافقنا بالسيارة وأنه سيتوجب على صديقك الخيالي أن يتخذ طريقة أخرى هذه المرة في هذا المشوار.
يعني بالنتيجة استمتعي بالأمر لكن ليكن الأمر دائما تحت سيطرتك.
إذا بدأ الأمر يخرج عن السيطرة وبدأ الطفل بعمل أفعال عنيفة وخارجة عن السيطرة بدعوى الصديق الخيالي. فهنا لا بد من مراجعة أخصائي نفسي لتحديد سبب الأفعال العنيفة والمساعدة في السيطرة عليها. نتمنى لك قضاء وقت سعيد مع طفلك وصديقه.