تربية الطفل على حب الاسلام وحب رسول الله في وقت مبكر مهم، فكما انه لا يمكني كأم أو كمُربية أن أفرض حبي على أبنائي بالقوة. كما ولا يمكنهم أن يستجيبوا لي إذا لم تكن هُناك علاقة بيني وبينهم وحتى لو استجابوا فهي استجابة قصيرة المدى ذات مفعول سريع التلاشي. وهنا تأتي أهمية تربية الطفل على الإسلام وحب الرسول في وقت مبكر.
مقالات ذات صلة:
المولد النبوي وكيف نعزز حب الرسول عند الأطفال!
ما يحدث مع الأهل في زمننا الحالي يفرضون الصلاة والصيام فرضاً على أبنائهم، يذكرون الآخرة وعذاب النار. يذكرون العقاب وينسون أنهم مطالبون بتعليم أبنائهم حب الله وحب رسوله صلى الله عليه وسلم منذ الصغر. فإن عرف الطفل جمال أخلاق الرسول واستمع لبعضاً من قصصه وبطولاته فإنه تأكيداً سيحبه وإن أحبه سهلت عليه أمور شتى في حياته. ثم عاش كمحب يتبع سنته من غير إكراه ومن غير تعب.
هنا نقول أنه من باب أولى أن نتعلم السيرة النبوية كاملة حتى نتمكن من نقلها بشفافية لأبنائنا الأحباء. ونتعلم أسماء الله الحسنى وصفاته العُلى حتى نسهل عملية تلقي المهام وتكليف العبادات.
لنذكر الآن أهمية تربية الطفل على الإسلام وحب الرسول في وقت مُبكر.
ترجع أهمية تربية الطفل على الإسلام وحب الرسول في وقت مبكر إلى نوعين من الأسباب والاعتبارات هم:
إعتبارات تتعلق بالنمو العقلي للأطفال:
- أكدت الغالبية العُظمى من الدراسات والبحوث في مجال علم نفس النمو من أن قسماً كبيراً من النمو العقلي واللغوي للطفل ونمو ذكائه يتم خلال الأعوام القليلة الأولى. وهذا يجب استغلاله بشكل إيجابي. وذلك بتعليم الطفل كل ما يستطيع تعلمه عن الدين الإسلامي دون إثقال عليه.
- أكدت العديد من نظريات النمو النفسي للطفل وبشكل خاص نظرية جان بياجيه على ضرورة استشارة حواس الطفل. وجعله يقوم بأكبر قدر ممكن من الأنشطة خلال الأعوام القليلة الأولى من عمره لتحقيق نموه السليم وتنميته في مختلف جوانبه. وأكدت على أن أصل ذكاء الإنسان يكمُن في مثل هذه الخبرات، فكيف لو كانت هذه الخبرات تدور حول تعلم مبادىء الدين الإسلامي. وحول تربيته تربية إسلامية صحيحة.
- كشفت كثير من الدراسات من أن أي إهمال أو حرمان للطفل في المراحل المُبّكرة من عمره وأي تأخر في تربيته تربية إسلامية صحيحة تترتب عليه آثار بعيدة المدى على نموه النفسي والخلقي بكافة جوانبه. ما لم تعد وتطبق عليه البرامج التعويضية الملائمة مبكراً ما أمكن ليكون لها فعالية وكفاءة في تعويض ما يظهر عليه من نقص وتأخر.
على سبيل المثال من الممكن أن يعاني الوالدان لسنوات طويلة وبتعب شديد بإقناع ابنهم الشاب في أن يصلي الصلوات الخمس ويلجأوا إلى العديد من الحلول. بينما كان بإمكانهم تجنب هذه المشكلة منذ الصغر.
إعتبارات تتعلق بنمو وخصائص وظائف المخ البشري والجهاز العصبي للطفل:
دلّت نتائج العديد من الدراسات بشكل عام على أن المخ والخلايا العصبية التي لا تستخدم تضمر شأنها شأن أي خلايا حيّة أخرى ينطبق عليها قانون الاستخدام وعدم الاستخدام. والخلايا العصبية التي تموت لا يمكن تجديدها وبالتالي فالطفل يحتاج إلى من يستثمر هذه الخلايا في طاعة الله ورسوله وفي تعليمه الدين الإسلامي.
ثراء البيئة بالمُثيرات والحوافز وتنوعها وتجددها يؤدي إلى زيادة الروابط العصبية وهي الوصلات والشبكات التي تزيد من فعالية وكفاءة المخ. وهنا يمكن دور الآباء والمعلمين في زيادة المُثيرات التي تؤدي إلى اكتساب العديد من القيم الخلقية. وترك المجال للتفكير والتأمل ومن ثم التعلم واكتساب القيم والأخلاق.
اعتبارت تتعلق ببناء القيم والاتجاهات والعادات والسلوكيات:
كشفت العديد من الدراسات التي أجريت على مرحلة الطفولة المبكرة، سواء في مجال التحليل النفسي والأمراض النفسية أو علم نفس النمو بشكل عام أن:
- الأساس السليم للشخصية الإنسانية يبنى في الأعوام الأولى السبع للطفل.
- العلاقة السوية السليمة القائمة على الحب والإحترام بين الوالدان وأبنائهم وارتباط كل منهم بالآخر هي ما يؤدي إلى التوازن النفسي والصحة النفسية السليمة.
- تاثير القدوة في حياة الطفل. حيث أن الطفل يتعلم بشكل أسرع وأفضل عن الاتجاهات والقيم والأخلاق من بالغ يحبه ويثق به. ويرتبط به ارتباطاً عاطفياً أكثر من الكلام الشفهي والقراءة والتلقين.
إذا أردنا تحقيق بناء نفسي سوي للطفل وأساس متين لشخصيته وإكسابه القيم والعادات والأعراف وتكوين خلقه ودينه وضميره ووعيه علينا الإهتمام الكبير بمعاملتنا للطفل وطريقة تربيتنا له خلال الأعوام القليلة الأولى من عمره. أي خلال مرحلة الطفولة المُبكرة وسن ما قبل المدرسة. وبعد دخوله المدرسة يجب أن لا يعتمد الأهل الإعتماد الكلي على المدرسة، بإنتظار المعلمة أن تعلم الطفل الصلاة والوضوء. وتحثه على الأخلاق الحميدة وإن كان هذا من واجبها. حيث يعتبر الأهل الأساس الأول في القيم وترسيخ الأخلاق في طفلهم. وكلما كانت تربيتهم الإيمانية لأبنائهم صادقة غير متناقضة بين الفعل والقول. كلما سهلت عملية تقبل الطفل الفرائض والسنن والعمل بها بحب.