اضطراب التواصل الإجتماعي عند الأطفال “social communication disorder” هو قصور في قدرة الفرد على التواصل للأغراض الإجتماعية بطرق مناسبة للسياق الإجتماعي. وأيضا قصور في تغيير التواصل ليتناسب مع سياق أو احتياجات المستمع. و في اتباع قواعد المحادثة وفي فهم اللغة غير المكتوبة أي فهم ما لم يذكر صراحة في الكلام.
ويعني اضطراب التواصل الإجتماعي عند الأطفال ” social communication disorder” أيضا صعوبة في التفاعل الإجتماعي والتي تظهر في عجز الفرد عن فهم واتباع قواعد التفاعل الإجتماعية.
هل يؤثر اضطراب التواصل الاجتماعي على طفلي على المدى البعيد؟
يمكن أن يؤدي اضطراب التواصل الاجتماعي scd إلى مشاكل بعيدة المدى لا يحسب الأهل عواقبها، بما في ذلك صعوبة المشاركة في الأوساط الاجتماعية، وصعوبة في تطوير علاقات إجتماعية مع الأقران، وصعوبة في تحقيق النجاح الأكاديمي، والنجاح الوظيفي فيما بعد.
حيث وجد العديد من الباحثين علاقة قوية بين ضعف اللغة واضطرابات التواصل الاجتماعيscd إذ أن الأطفال المتأخرين الذين لا تزيد أعمارهم عن 18 شهرًا يشيرون إلى صعوبات التنشئة الاجتماعية مع الأقران.
فقد تؤدي الصعوبات الاجتماعية المبكرة، مثل صعوبة بدء اللعب مع الأقران والمشاركة فيه إلى تعريض الأطفال الصغار لخطر الرفض الاجتماعي لاحقًا، فعندما يدخل هؤلاء الأطفال مرحلة ما قبل المدرسة، فإنهم يتعرضون لخطر أن يكونوا أقل قبولًا اجتماعيًا، ومن ثم عادةً ما يتطورون في مهاراتهم.
لكن ليس دائما، فيعتمد على شدة المشكلة ومجموعة عوامل أخرى، ومع ضرورة التذكير أنه بحلول الوقت الذي يدخل فيه الأطفال الذين يعانون من صعوبات لغوية إلى الصفوف الابتدائية المبكرة، وبذلك تتسع الفجوة عندما يبدأون في إظهار صعوبات أكبر وأكبر في مجال الأداء الاجتماعي، على عكس مايعتقد بعض الأهالي بأنه سيتحسن، ولكن مايحدث أنه لوجود صعوبات في التواصل الإجتماعي تزداد الفجوة.
هل من الممكن أن يترافق اضطراب التواصل الإجتماعي مع اضطرابات ومشاكل أخرى؟
قد يكون اضطراب التواصل الاجتماعي تشخيصًا مميزًا لوحده أو قد يتزامن مع حالات أخرى مثل:
- الإعاقة الذهنية( العقلية).
- الإعاقات النمائية.
- صعوبات التعلم.
- اضطرابات اللغة المنطوقة( الإنتاجية).
- اضطراب نقص الانتباه مع فرط النشاط (ADHD).
- اصابات في الدماغ ( الأطفال و الكبار ).
- اضطراب طيف التوحد (ASD).
ماهي علامات وأعراض اضطراب التواصل الإجتماعي scd؟
- التفاعل الاجتماعي.
- والإدراك الاجتماعي.
- واستخدام اللغة.
- والبراغماتية.
ولكن تعتمد السلوكيات المحددة المتأثرة باضطراب التواصل الاجتماعي عند الأطفال على عمر الفرد، ومرحلة تطوره وسياق التواصل.
ومن أكثر هذه الأعراض تكرارا، عدم قدرة الطفل على:
- استخدام التحيات المناسبة.
- تغيير اللغة وأسلوب التواصل.
- رواية القصص وفهمها.
- الانخراط في محادثة (على سبيل المثال بدء أو الدخول في محادثة، والحفاظ على الموضوع، والتناوب).
- إصلاح مشاكل التواصل وسوء الفهم على سبيل المثال: (إعادة الصياغة عند إساءة فهمها).
- استخدام إشارات لفظية مناسبة وغير لفظية(الإيماءات) لتنظيم التفاعل.
- تفسير الإشارات اللفظية وغير اللفظية للآخرين أثناء التفاعل وفهم اللغة الغامضة أوالمجازية.
- فهم المعلومات غير المنصوص عليها صراحة (الاستدلال).
- تكوين صداقات وثيقة والحفاظ عليها.
علاج اضطراب التواصل الاجتماعي عند الأطفال
- العلاج النفسي التواصلي (العلاج السلوكي المعرفي): يعتبر هذا النوع من العلاج أحد الخيارات الشائعة لعلاج اضطرابات التواصل. يتضمن التعاون مع مختصين نفسيين أو علاجيين يعملون على تطوير مهارات التواصل والتفاعل الاجتماعي من خلال جلسات فردية أو جماعية.
- العلاج اللغوي: قد يشمل هذا النوع من العلاج تدريب الأطفال على تطوير مهارات اللغة والتواصل، بما في ذلك اللغة اللفظية واللافظية، وذلك من خلال جلسات مع خبير لغوي.
- التدخل التربوي: يمكن أن يساعد التدخل المبكر في البيئة التعليمية، مثل الروضة أو الحضانة، على تحسين مهارات التواصل والاجتماع لدى الأطفال.
- التدخل التنظيمي الحسّاسي (العلاج بالتكامل الحسي): هذا النوع من العلاج يستهدف تحسين معالجة الحواس والتنظيم الحسي، مما قد يساعد في تحسين التفاعل الاجتماعي والتواصل.
- التدخل الدوائي: في بعض الحالات، يمكن أن يوصي الطبيب بالعلاج الدوائي للتعامل مع أعراض معينة مثل القلق أو الاضطرابات التوترية.
- الدعم الأسري: يلعب الدعم المستمر من الأسرة دورًا هامًا في تحسين التواصل والتفاعل الاجتماعي للطفل. الأسرة يمكن أن تعمل مع مختصين لتعلم كيفية دعم الطفل وتطوير مهاراته.
المهم هو أن يتم تقديم العلاج المناسب وفقًا لاحتياجات الطفل وتقدير مختصي الصحة النفسية والتخاطب. يجب على الأهل البحث عن مختصين ذوي خبرة في مجال اضطرابات التواصل لتقديم التقييم ووضع خطة علاجية مناسبة
في حال وجدت أن طفلك لديه بعض أعراض اضطراب مهارات التواصل الاجتماعي “social communication disorder” عليك التوجه لأخصائي نطق حتى يقوم بتقييم طفلك ولتحديد مشكلته والبدء بالعلاج.