ربما شعرتي بعد الولادة ببعض الأعراض النفسية المزعجة بالنسبة لكِ والتي تعيق من حياتك وربما علاقتكِ مع طفلكِ ومن حولكِ من الناس، هذا طبيعي وتمر به الكثير من الأمهات وهو ما يسمى باكتئاب ما بعد الولادة، فما هي أسبابه وكيف يمكن علاجه والتعامل معه؟
اكتئاب ما بعد الولادة هو اضطراب مزاجي يمكن أن يؤثر على النساء بعد الولادة .حيث تعاني الأمهات بها من مشاعر الحزن الشديد والقلق والإرهاق التي قد تجعل من الصعب عليهنّ إكمال أنشطة الرعاية اليومية لأنفسهن أو للآخرين. اقرأ أيضا الدليل الشامل للحمل وأثره النفسي والجسدي- نصائح وخرافات.
حيث نشر موقع “who” دراسة قامت بها باحثتان من جامعة “Mazandaran University of Medical Sciences” مفادها أنّ الأمهات اللواتي يصبن بالاكتئاب بعد الولادة يتعرضن لمزيد من الاضطرابات النفسية والجسمية لاحقا. حيث ينبغي التعرف على السيدات اللواتي يصبن بالاكتئاب بعد الولادة وتوفير الدعم والتدخلات المناسبة لهن لتجنب إصابتهن بمشاكل صحية في وقت لاحق.
أسباب إكتئاب ما بعد الولادة
ينتج عن مجموعة من العوامل الجسدية والعاطفية لا يمكن أن يكون لسبب واحد أو لعمل قامت به الأم أو لم تقم به بعد الولادة. حيث تنخفض بسرعة مستويات الهرمونات (الأستروجين والبروجستيرون) في جسم المرأة؛ وهذا يؤدي إلى تغييرات كيميائية في الدماغ تعمل على تقلبات مزاجية.
بالإضافة إلى ذلك حينما لا تستطيع الأم الحصول على الراحة التي تحتاجها للتعافي الكامل من آلام الولادة والحرمان المستمر من النوم يؤدي إلى التعب الجسدي والإرهاق، مما يمكن أن يسهم في أعراض اكتئاب ما بعد الولادة.
ما هي أعراض الاكتئاب ما بعد الولادة؟
تتضمن بعض الأعراض الأكثر شيوعًا التي قد تواجهها المرأة ما يلي:
- الشعور بالحزن، اليأس، الفراغ،أو الضغط الشديد.
- البكاء أكثر من المعتاد وبدون سبب واضح
- القلق الشديد
- سرعة الانفعال
- النوم الزائد أو عدم القدرة على النوم حتى لو كان طفلها نائمًا
- تواجه صعوبة في التركيز وتذكر التفاصيل واتخاذ القرارات
- الغضب
- فقدان الاهتمام بالأنشطة التي عادة ما كانت تستمتع بها
- تشكي من الأوجاع والآلام الجسدية، بما في ذلك الصداع المتكرر ومشاكل في المعدة وآلام في العضلات.
- فقدان الشهية أو تناول الطعام أكثر من اللازم
- العزلة وتجنب الأصدقاء والعائلة
- تواجه مشكلة في تكوين ارتباط عاطفي مع طفلها
- إهمال طفلها وعدم تقديم الرعاية له
- في حالات ممكن أن تصل إلى التفكير في إيذاء نفسها أو طفلها.
كيف يمكن للمرأة معرفة ما إذا كانت تعاني من اكتئاب ما بعد الولادة
يمكن لمقدّم الرعاية الصحية فقط تشخيص امرأة مصابة باكتئاب ما بعد الولادة، نظرًا لأن أعراض هذه الحالة واسعة وقد تختلف بين النساء، يمكن لمقدمي الرعاية الصحية مساعدة المرأة في معرفة ما إذا كانت الأعراض التي تشعر بها ناتجة عن اكتئاب ما بعد الولادة أو أي شيء آخر، لذلك يجب على المرأة التي تعاني من أي من هذه الأعراض مراجعة طبيبها على الفور.
-
النساء الأكثر عرضة لتجربة اكتئاب ما بعد الولادة
بعض النساء أكثر عرضة للإصابة باكتئاب ما بعد الولادة لأنهن لديهن عامل خطر واحد أو أكثر، مثل:
- أعراض الاكتئاب أثناء أو بعد الحمل السابق.
- .تجربة سابقة مع الاكتئاب.
- أحد أفراد الأسرة تم تشخيصه بالاكتئاب أو غيره من الأمراض العقلية.
- حدث شيء أثناء الحمل أو بعد الولادة بفترة قصيرة، مثل فقدان الوظيفة أو وفاة أحد أفراد الأسرة أو العنف المنزلي أو المرض.
- المضاعفات الطبية أثناء الولادة، بما في ذلك الولادة المبكرة أو إنجاب طفل يعاني من مشاكل طبية.
- مشاعر مختلطة حول الحمل، سواء أكان مخططًا له أو غير مخطط له.
- عدم وجود دعم عاطفي قوي من زوجها أو شريكها أو عائلتها أو أصدقائها.
- تناول الكحول أو تعاطي المخدرات.
يمكن أن يؤثر اكتئاب ما بعد الولادة على أي امرأة بغض النظر عن العمر أو العرق أو العرق أو الوضع الإقتصادي.
كيف يختلف اكتئاب ما بعد الولادة عن ” baby blues “
مصطلح “Baby blues” هو مصطلح يستخدم لوصف مشاعر القلق والتعاسة والإرهاق التي تعاني منها العديد من النساء بعد الولادة، يحتاج الأطفال إلى قدر كبير من العناية، لذلك من الطبيعي أن تشعر الأمهات بالقلق أو بالتعب من توفير هذه الرعاية. تصيب ما يصل إلى 80 في المائة من الأمهات، مشاعر بسيطة إلى حد ما، تدوم أسبوعًا أو أسبوعين، وتختفي من تلقاء نفسها.
أمّا اكتئاب ما بعد الولادة تكون مشاعر الحزن والقلق شديدة وقد تتداخل مع قدرة المرأة على رعاية نفسها أو أسرتها بسبب شدة الأعراض وعادة ما يتطلب اكتئاب ما بعد الولادة العلاج. قد تبدأ هذه الحاله خلال فترة الحمل أو بعد الولادة مباشرة وتصيب ما يقارب ١٥ في المئة من الولادات.
كيف يتم علاج اكتئاب ما بعد الولادة؟
هناك علاجات فعالة للاكتئاب بعد الولادة يمكن لمقدم الرعاية الصحية للمرأة أن يساعدها في اختيار أفضل علاج، والذي قد يشمل:
- الاستشارة / العلاج بالتحدث
يتضمن هذا العلاج التحدث مع أخصائي الصحة العقلية بشكل فردي (مستشار، أو معالج نفسي، أو طبيب نفسي، أو أخصائي اجتماعي).
هناك نوعان من المشورة التي أثبتت فعاليتها بشكل خاص في علاج اكتئاب ما بعد الولادة:
- العلاج السلوكي المعرفي (CBT) ، الذي يساعد الناس على إدراك وتغيير أفكارهم وسلوكياتهم السلبية.
- العلاج الشخصي (IPT) : يساعد الأشخاص على فهم العلاقات الشخصية الصعبة والتعامل معها.
- الدواءالأدوية المضادة للاكتئاب والتي تعمل على المواد الكيميائية في الدماغ التي تشارك في تنظيم الحالة المزاجية. يستغرق تناول مضادات الاكتئاب عدة أسابيع لإعطاء فعالية أكثر.
والجدير بالذكر أن هذه الأدوية تعتبر آمنة عمومًا للاستخدام أثناء الرضاعة الطبيعية، في حين أنّه يجب على المرأة استشارة طبيبها الخاص حول فوائد العلاج بالأدوية والتأثيرات الجانبية على الأم أو على طفلها.
عواقب ترك إكتئاب ما بعد الولادة دون علاج!
يمكن أن يستمر اكتئاب ما بعد الولادة لعدة أشهر أو سنوات بالإضافة إلى تأثيره على صحة الأم، ويمكن أن يؤثر على قدرتها على التواصل مع طفلها والعناية به وقد تتسبب في مشاكل مع الطفل أثناء النوم والأكل والسلوك وتؤثر على نموه. اقرأ أيضا أسباب الألم والخدران في اليدين خلال الحمل
كيف يمكن للعائلة والأصدقاء تقديم المساعدة والدعم؟
قد يكون أفراد الأسرة والأصدقاء أول من يتعرف على أعراض اكتئاب ما بعد الولادة لدى الأم الجديدة ويمكنهم تشجيعها على التحدث مع أحد مقدمي الرعاية الصحية، وتقديم الدعم العاطفي، والمساعدة في المهام اليومية مثل رعاية الطفل أو المنزل.
نصيحة فريق مارشميلو مام