الألعاب الالكترونية وحماية الأطفال من مخاطرها واللعب الآمن هو مقصد الوالدين أثناء قضاء أطفالهم أوقات اللعب على الجهاز الالكتروني. فالآن تغير شكل اللعب. قد يكون هذا التغيير للبعض إيجابي والآخر سلبي، حيث أصبح مرتبط بمعدات متطورة وبتقنيات حديثة ومتطلبات أكثر. أصبح العالم كله بين أيدينا نحن، كبرنا نعم، لكن أطفالنا مسؤوليتنا ومن المهم أن نعرف كيف نتعامل بشكل آمن مع اللعب الالكتروني بحيث نضمن استمتاعهم لكن دون ضرر نفسي أو صحي أو اجتماعي.
مقالات ذات صلة:
كيف أساعد طفلي على التخفيف من استخدام الهاتف النقال ومشاهدة التلفاز ؟
لذلك لا بد أن نضع أمامنا ونصب أعيننا بعض الأسئلة، حتى نساعد أنفسنا وأطفالنا على الإستمتاع بلعب إلكتروني آمن:
- كم المدة التي يجلس فيها ابني أو ابنتي ليلعب ألعاب الكترونية؟
- ما هي طبيعة ومحتوى الألعاب الإلكنرونية المحببة له/ لها؟
- هل هناك تغييرات ملموسة على السلوك أو الافكار أو المشاعر نتيجة الألعاب الإلكترونية؟
- هل تأثر طفلي على الصعيد الإجتماعي أو الأكاديمي نتيجة الألعاب الإلكترونية؟
ومن هنا نبدأ الإجابة على الأسئلة بشكل يساعدنا كآباء وامهات على تحديد نقطة هامة جداً؛ هل أطفالي يلعبون بأمان عبر الإنترنت أم لا؟
- وجد أندرو برزيبيلسكي وهو عالم نفسي في جامعة أكسفورد في إنجلترا، أن لعب ثلاث ساعات أو أكثر من ألعاب الفيديو يوميًا أدى إلى زيادة مستويات سوء التكيف النفسي وانخفاض مستويات السلوك الإجتماعي والرضا عن الحياة مقارنة باللعب لمدة ساعة واحدة في اليوم.
هناك بعض المؤشرات المرتبطة بالوقت والتي تدل على أن طفلكِ غير قادر على ضبط نفسه أمام الألعاب الإلكترونية وهي:
- يبقى على الإنترنت لفترة أطول بكثير مما تم تحديده مع الأهل.
- يتسلل عبر الإنترنت عندما لا تشاهده أنت أو أي شخص بالغ آخر.
- لا يقول الصحيح حول مقدار الوقت الذي يقضيه على الإنترنت عند سؤاله .
- يبقى مستيقظا طوال الليل ليكون على شبكة الإنترنت ويلعب عبره.
- يعصي القواعد المحددة فيما يتعلق بحدود الإنترنت الزمنية.
حسب توصيات الأكاديمية الأمريكية للأطفال حول استخدام الأجهزة اللوحية ومشاهدة التلفاز والألعاب الإلكترونية التي حددت المدة الزمنية للفئات العمرية على النحو الآتي:
- أقل من سنتين غير مسموح.
- من 3 -5 سنوات ساعة باليوم.
- من 6 الى 18 سنة ساعتين باليوم.
-
التغير في السلوك:
وفقًا لبراد بوشمان أستاذ الاتصالات وعلم النفس بالجامعة في ولاية أوهايو، فإن الصلة بين ألعاب الفيديو والسلوك العدواني واضحة “لقد تم إجراء أكثر من 130 دراسة على أكثر من 130،000 مشارك في جميع أنحاء العالم.” يقول بوشمان إن هذه الدراسات تقدم أدلة على أن ألعاب الفيديو العنيفة يمكن أن تؤدي إلى زيادة في الأفكار العدوانية، المشاعر الغاضبة، الاثارة الفسيولوجية بزيادة معدل ضربات القلب والسلوك العدواني كما أنها تقلل من مساعدة الفرد للآخرين والتعاطف معهم.
-
التغير الاجتماعي :
- يُفضل الطفل أن يكون متصلاً بالإنترنت ويلعب الكترونياً، أكثر من كونه موجود حول أصدقاءه وأفراد عائلته.
- يفقد الإهتمام بالأنشطة التي كان يستمتع بها سابقًا.
- تقاعس بأداء الواحبات الأكاديمية للانشغال بالألعاب، أو ادائها بشكل سريع جداً دون تركيز ليتمكن من متابعة ألعابه الإلكترونية.
-
التغيّر العاطفي:
- يصبح الطفل غاضبًا عند مقاطعته أو طلب شيء منه، دعوته لتناول الطعام أو إتمام مهمة معينة أثناء قيامه باللعب الكترونياً.
- يكون سريع الإنفعال عند عدم تمكنه من مواصلة اللعب نتيجة خلل بالإنترنت.
- يصبح مزاجي، سريع الإنفعال، أو مكتئب عندما يتم منعه من اللعب أو عدم قدرته على اللعب لأي سبب آخر لبضعة أيام.
-
المحتوى:
محتوى بعض الألعاب آمن، ولكن البعض الآخر قد يتضمن تشجيع على السلوك العدواني والإجرامي سواء بحق الإنسان أو الحيوان أو وجود تمييز عرقي أو جنسي، ومفاهيم غير أمنة كعدم احترام القانون أو القيم أو المبادىء، وجود عبارات أو إيحاءات جنسية بين اللاعبين، هنا لا بد أن يتدخل الوالدان لخطورة ذلك على الطفل وأثره السلبي الكبير عليه من مختلف النواحي.
والجدير بالذكر أن اللعب بحد ذاته هو حاجة طبيعية للطفل ولا نستطيع منع الطفل من اللعب لأن ذلك يؤثر على نموه وتطوره، واللعب الإلكتروني ليس بهذا السوء الكبير إذا تم بمعدل طبيعي ودون مبالغة، فهو تجربة ممتعة لطفلك حيث أنه جيد للتعلم والإبداع واللعب الإجتماعي، وتطوير مهارات التفكير وحل المشكلات والمهارات الحركية الدقيقة.
-
ولا يفوتني أن اذكر لكل أب وأم بعض من العادات الصحية التي تجعل اللعب الإلكتروني أكثر متعة وأكثر أماناً:
- التحدث عن أنواع الألعاب التي يلعبها طفلك، ولماذا يحبها، متى وأين يلعبها؟ وإذا استطعت العب الألعاب مع طفلك، أو اجلس معه وشاهده وهو يلعب.
- اللعب فقط في أوقات معينة من اليوم ضمن فترات زمنية محددة يتم الإتفاق عليها مسبقًا بين الوالدين والطفل.
- التأكد من وجود شخص بالغ في محيط العائلة للمساعدة في فهم اللعبة أو حل المشكلات التي قد تحدث وتكون مُبهمة للطفل.
- التوعية بمفاهيم الحماية؛ المسافة الآمنة للتعامل مع الغرباء عبر الألعاب الإلكترونية والإنترنت بشكل عام، خصوصية بياناته ومعلوماته الشخصية.
- اللجوء للأهل في حال تعرضه أو شعوره بوجود شيء غريب وغير مريح أو مسيء له من اللاعبين، أو إذا تعرض لتهديد أو ابتزاز أو استغلال جنسي عبر الألعاب أو في حال وصل له محتوى غير لائق من أحد اللاعبين.
إنّ تشجيع الطفل على ممارسة هواياته وخصوصاً الأنشطة البدنية وقضاء وقت نوعي مع عائلته. الحوار والنقاش مع الطفل حول ألعابه ومساعدته على تقييمها وإبداء رأيه بها ومشاركة الطفل لأهله بالأفكار والمشاعر المرتبطة بالألعاب.
على الرغم من أن الألعاب الالكترونية يمكن أن توفر فرصًا رائعة للأطفال للحفاظ على الشعور بالانتماء للمجتمع والتواصل الاجتماعي. فمن المهم أن يكون الآباء استباقيين في مراقبة نشاط ألعاب أطفالهم عبر الإنترنت. تم تصميم هذه المقالة لمساعدة الآباء على فهم التهديدات الأكثر شيوعًا التي يواجهها الأطفال عبر الإنترنت، مع تقديم نصائح وموارد أمان يمكن أن تقلل من المخاطر وتعزز تجربة لعب إيجابية ومثمرة على الإنترنت لجميع المعنيين.