لا يمكننا القضاء على التوتر عند الأطفال بالإضافة إلى ذلك فإن حمايتهم من صعوبات الحياة لن تقدم له أي خدمة. فمن الأفضل تربية طفل مرن وتدريبه على الاستراتيجيات الصحية التي تمكنه من التعافي من التوتر والصعوبات والتحديات.
قد تتفاقم هذه المشكلة ليس لمجرد أمر ما يحدث في حياتهم. لكن هل يسمعك أطفالك تتحدث عن مشاكل في العمل، أو تقلق بشأن مرض أحد أقاربك، أو تتجادل مع زوجتك بشأن الأمور المالية؟ يجب على الآباء مشاهدة كيف يناقشون مثل هذه القضايا عندما يكون أطفالهم بالقرب منهم، لأن الأطفال سوف يلتقطون مخاوف والديهم والشعور بالقلق.
نصائح لتعليم أطفالك التعامل مع التوتر
ونظراً لأن التوتر جزء طبيعي من الحياة فإن الهدف هو تعليم الطفل إستراتيجيات صحية للتعامل مع هذا التوتر
1. شرح مفهوم التوتر بطريقة إيجابية
ساعد طفلك على التحول من عقلية ( التوتر يؤذي) إلى عقلية ( التوتر يساعد ) يمكن أن يكون التوتر دافعاً للنمو إذا فهم الأطفال أن المواقف العصيبة لن تستمر إلى الأبد وأن هذه المواقف والتحديات يجب التغلب عليها وأن نتعلم منها دروساً.
ولمساعدة طفلك على بناء مفهوم صحي وإيجابي عن التوتر إتبع ما يأتي:
- تبنى بنفسك ( كأم أو أب ) تفكير أن ( التوتر يساعد) تقبل أنه لا يمكنك منع التوتر وأن بعض التوتر مفيد بالفعل. إذا لم تكن لديك هذه العقلية فسيكون من الصعب تعليمها لطفلك. بالإضافة إلى ذلك فقد يكون التوتر في بعض المواقف معدياً عندما يشعر طفلك بأنك متوتر فإنه ينتقل تلقائياً إلى وضع التوتر.
- إفهم الأسباب الكامنة وراء ضغوط طفلك بدلاً من تجاهلها. بالنسبة لنا كبالغين قد تبدو مشاكل الطفل تافهة. ولكنها تبدو كبيرة بالنسبة للطفل وهي تسبب له ضغوطاً وتوتراً حقيقياً.
- وجه طفلك لإيجاد الدروس التي يمكن أن تأتي من تحدي أو موقف عصيب واجهه الطفل وشعر فيه بالتوتر. أُطلب من طفلك التفكير في المواقف العصيبة السابقة.
2. التحول من العقلية الثابتة إلى عقلية النمو
إعادة صياغة التوتر يعني أن طفلك سيحتاج إلى التحول من العقلية الثابتة إلى عقلية النمو على سبيل المثال: ( إذا كان طفلك متوتراً بشأن الإمتحانات فقد يفكر بأنه لا يهم مقدار ما سيدرس لأنه لن يتمكن من إجتياز هذه الإختبارات).
ساعد طفلك على إجتياز هذا الموقف من خلال إيجاد بدائل إيجابية. وترديد العبارات الإيجابية مثل ( أنا أستطيع إجتياز الإمتحان) ( إذا لم أنجح من المرة الأولى يمكنني إعادة المحاولة ).
4. توقف عن التفكير الكارثي
في كثير من الأحيان يستجيب الأطفال للتوتر بتفكير كارثي فقد يقولون “إذا فشلت في هذا الإختبار فإن حياتي كلها ستدمر” عندما يحدث هذا إبدأ بالتحقق من مشاعر طفلك وحاوره قائلاً ” أتفهم أنك تشعر بالتوتر بشأن الإختبار “.يمكنك أن تسأل طفلك أيضاً ” ما هو أسوأ شيء يمكن أن يحدث لو أنك فشلت في الإختبار ” ؟
حاور طفلك وحاول إيجاد الأفكار والحلول معه. إن التوصل إلى حل محتمل سيساعد طفلك على الشعور بمزيد من التحكم في التوتر.
5. تدريب طفلك على حل المشكلات
بمجرد أن يعيد طفلك صياغة التوتر ويتبنى عقلية النمو يحتاج إلى تعلم كيفية وضع هذه الأفكار موضع التنفيذ من خلال حل المشكلات. اقرأ أيضا قبول وإدارة المشاعر وطرق تعليمها للأطفال.
إليك خطوات يمكن اتباعها لتعليم أطفالك التعامل مع التوتر
- توفير بيئة داعمة: أول خطوة هي إنشاء بيئة منزلية ومدرسية داعمة ومحببة للطفل. الشعور بالأمان والراحة يساهم في تقليل مستوى التوتر.
- التواصل الفعّال: علم الطفل كيفية التعبير عن مشاعره بصراحة ودون خوف. دعمه في مشاركة ما يشعر به يساعده على تقليل التوتر العاطفي.
- تعليم استراتيجيات التنفس والاسترخاء: علم الطفل تقنيات التنفس العميق والاسترخاء مثل التنفس البطني والتصوّر الإيجابي. هذه الأساليب تساعد في تهدئة الجسم والعقل.
- تعليم التخطيط والتنظيم: ساعد الطفل في تطوير مهارات التخطيط والتنظيم. تعلمه كيفية تقسيم المهام إلى أجزاء صغيرة وتحديد أولوياته.
- تشجيع النشاط البدني: النشاط البدني يلعب دورًا هامًا في تحسين المزاج وتقليل التوتر. حث الطفل على ممارسة الرياضة أو الألعاب البدنية بانتظام.
- تعزيز التفكير الإيجابي: علم الطفل كيفية تحويل الأفكار السلبية إلى أفكار إيجابية. تشجيعه على التركيز على الجوانب الجيدة والإيجابية في الحياة يساعد في تخفيف التوتر.
- تعليم مهارات حل المشكلات: عندما يواجه الطفل مواقف محيرة أو مشكلات، علمه كيفية تحليل المشكلة وابتكار حلول بشكل منطقي وإيجابي.
- تشجيع على الاستراحة والوقت الهادئ: قد يحتاج الطفل إلى وقت هادئ لنفسه للاسترخاء والاستجمام. اختيار أنشطة هادئة مثل القراءة أو الرسم يساعد في تخفيف التوتر.
- التوجيه والتشجيع: دعم الطفل وإظهار فهمك لتجاربه ومشاعره يعزز من ثقته بنفسه في التعامل مع التوتر.
- البحث عن مساعدة إذا لزم الأمر: إذا استمر التوتر لفترة طويلة أو بدأ يؤثر سلبًا على حياة الطفل، قد تكون الإرشادات من محترفي الصحة النفسية مفيدة.
تذكر أن كل طفل فريد وقد يحتاج إلى أساليب مختلفة في التعامل مع التوتر. الصبر والتفهم دائمًا مهمان أثناء تقديم الدعم والإرشاد للأطفال.