التوكيدات الإيجابية هي عبارة عن رسائل وجمل وكلمات مكررة يختزنها العقل الباطن تنعكس على تصرفات وسلوك الفرد مع مرور الأيام. تساعد التوكيدات الفرد أو الطفل في بناء صورة إيجابية عن نفسه وعن المحيط الذي يعيش به. كما وتساعد في بناء ثقة الفرد في نفسه، وتحصنه قدر الإمكان من الإحباط أو التنمر الذي قد يمر به مع توسع المحيط أو البيئة الذي يعيش فيها الطفل أو الفرد.
متى يفضل تكرار التوكيدات الإيجابية للأطفال؟
يفضل تكرار التوكيدات صباحاً قبل البدء بالأعمال الروتينة، ويمكن تكرار التوكيدات عند الحاجة. فمثلاً عند وقوع خلاف في الفصل الدراسي بين طالبين يمكن للمعلمة أن تذكرهما في أنهم طيبون ويحبون الخير مثلاً.
لكن يجب أن نذكر أنه لا توجد قاعدة تقول بأن يجب أن تذكر التوكيدات الإيجابية خمسون مرة في اليوم الواحد مثلاً، أو أكثر أو أقل لأن فاعلية وتأثير التوكيدات الإيجابية لا يحدث إلا إذا آمن القلب بها أولاً ومن ثم اختزنها في العقل الباطن وأصبحت عادة. وهنا يأتي تدبير الإله عز جل في تنظيم الأحداث التي يمر بها الشخص بسهولة ويسر.
التوكيدات الإيجابية جزء مهم من الروتين اليومي الصباحي لي ولطلابي، فكنا نبدأ في السلام الملكي ثم آية قصيرة من القرآن الكريم، إلى بعض الأنشطة الصباحية الرياضية. ومن ثم نكمل إلى التوكيدات الصباحية الإيجابية. كنت ألقي على مسامع طلابي جمل تشجع الضعيف وترفع همة الطالب الخامل. وكذلك تزيد الإبداع والحيوية عند الطالب الذكي.
كانت للتوكيدات الإيجابية التي كنا نكررها أنا وطلابي الأثر الكبير في حث النفوس ورفع الهمة وتحفيز الطاقة، بل وكانت للتوكيدات الإيجابية التأثير الكبير على التحصيل الدراسي للطلاب. وكذلك حث الطلاب المتأخرون دراسياً على التقدم والتطور كما وساعدت في بناء علاقات إيجابية لطيفة بين الطلاب في الصف الواحد. وكذلك بين الطلاب مع الصفوف الأخرى.
التوكيدات الإيجابية في الإسلام
تحدثنا سابقاً أن التوكيدات الإيجابية عبارة عن جمل تكون على شكل رسائل إيجابية يرسلها الإنسان إلى العقل الباطن لكي يتبرمج عيلها. ويكون ذلك بتكرار هذه الجمل إلى أن تصبح جزءاً من نظام الإعتقاد لديك.
ثم يأتي الإسلام فيخبرنا عن إيجابيات الإمتنان، وهو تكرار ذكر النعم الصغيرة والكبيرة في حياتنا والنظر بتفاؤل تجاه مستقبلنا وكيف أن ذلك سوف يجذب الأشياء الإيجابية أكثر لحياتنا ويزيد الخير والبركة حولنا كما في قوله عز وجل في سورة “إبراهيم”:
“وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِن شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ ۖ وَلَئِن كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ”
التوكيدات الإيجابية التي قد تحدث أثرًا فعالاً في سلوكيات أطفالنا
- الله يحبني وأنا خليفته على الأرض.
- الله يحبني وأنا أحب نفسي..
- أنا مؤدب.
- وأنا لطيف.
- أنا مؤمن.
- وأنا قوي.
- أنا مغامر وتغلبت على الخوف باتباع أحلامي.
- وأنا مسؤول عن حياتي.
- أنا بطل قصتي.
ومن تجربتي الطويلة في حقل التعليم، أقول أن الصف الدراسي الذي كان يسمع التوكيدات الإيجابية ويكررها صباحاً مع أقرانه كل يوم، أنشط دراسياً من الصف الذي لم يكن يتلقى ولا يسمع التوكيدات ولا يكررها.
وأن الطلاب الذين كانوا يسمعون التوكيدات هم أكثر نشاطاً وابداعاً ومبادرة في الأنشطة المدرسية المتخلفة مثل الزراعة ورعاية الحيوان والأنشطة اللامنهجية والفنون والتمثيل المسرحي.