الحبسة الكلامية تعني عدم القدرة على فهم الكلام أو التعبير عنه بشكل جيد بسبب تلف الدماغ الناجم عن السكتة الدماغية. يتأثر ما يصل إلى 40 في المائة من جميع المصابين بالسكتة الدماغية إلى حد ما في قدرتهم على التحدث أو فهم الكلام.
أحد أكثر الآثار المؤلمة للسكتة الدماغية (الجلطة الدماغية) هو فقدان القدرة على التواصل النطقي، وهي حالة تعرف باسم “الحبسة الكلامية”، وبعد مرور عام على السكتة الدماغية لا يزال حوالي نصفهم يعانون من الحبسة الكلامية، ويؤثر على الأنشطة اليومية وغالبًا ما يؤدي إلى انخفاض جودة الحياة والاكتئاب.
لحسن الحظ، يمكن أن يساعد علاج النطق مرضى الحبسة الكلامية على استعادة بعض أو كل هذه الوظيفة المهمة. تحدث السكتة الدماغية عندما يمنع انسداد أو انفجار الأوعية الدموية تدفق الدم إلى أجزاء من الدماغ. يمكن أن يؤدي نقص الأكسجين الناتج بسرعة إلى موت أعداد كبيرة من الخلايا في الدماغ.
أسباب الحبسة الكلامية
- عوامل وراثية: قد تكون هناك عوامل وراثية تلعب دورًا في حدوث الحبسة الكلامية، حيث يمكن أن تنتقل هذه الحالة من الأجيال السابقة.
- التوتر والقلق: التوتر والقلق يمكن أن يسببا الحبسة الكلامية. عندما يكون الشخص متوترًا أو مضغوطًا، يمكن أن يصبح من الصعب عليه النطق بكلماته بسهولة.
- تطور اللغة: في سنوات الطفولة الأولى، يمكن أن يتطور النطق بشكل مختلف لدى الأطفال. قد يحتاج البعض إلى وقت إضافي لتطوير مهارات النطق.
- العوامل البيئية: بيئة الطفل يمكن أن تلعب دورًا في حدوث الحبسة الكلامية. على سبيل المثال، الطفل الذي يعيش في بيئة لا يتحدث فيها الكثيرون قد يواجه صعوبة في تطوير مهارات النطق.
- الاضطرابات النفسية: بعض الاضطرابات النفسية مثل اضطراب التوتر النفسي يمكن أن تسهم في حدوث الحبسة الكلامية.
- المشكلات العضوية: قد تكون هناك مشكلات عضوية في الفم أو اللسان أو الحنجرة يمكن أن تسبب صعوبة في النطق.
- التحديات التعليمية: بعض الأطفال يمكن أن يواجهوا تحديات تعليمية تجعلهم يصعب عليهم تطوير مهارات النطق بسرعة.
- في بعض الحالات، يمكن أن يكون الحبسة الكلامية جزءًا من تطور اللغة الطبيعي للطفل، وقد يزول بمرور الوقت.
معظم الحالات تتحسن مع الزمن أو تحتاج إلى تقديم دعم خاص، مثل جلسات علاج النطق أو علاج النفسي. إذا كنت قلقًا بشأن حبسة كلامية لطفلك، يجب عليك استشارة طبيب أو مختص في مجال النطق واللغة للحصول على تقييم واستشارة مهنية.
بالتالي يمكن أن يكون الضرر الناجم عن السكتة الدماغية كبيرا اعتمادًا على المنطقة المصابة فقد يكون الضرر جسدي وعقلي. عندما تسبب السكتة الدماغية تلفًا في إحدى مناطق الدماغ المخصصة لإنتاج الكلام أو فهمه، فقد يواجه المريض صعوبة في التواصل مع الآخرين. تختلف شدة هذا الضعف بشكل كبير من مريض لآخر.
ما يقرب من ثلثي الناجين من السكتات الدماغية ينتهي بهم الأمر بمستوى معين من الإعاقة ومنها الحبسة الكلامية. يمكن أن يؤدي تلقي العلاج التأهيلي من قبل المعالجين الفيزيائيين والمهنيين والكلام إلى تحسين هذه الإعاقات بشكل كبير.
حيث تظهر الدراسات أن المرضى الذين يعملون على الفور مع أخصائي النطق واللغة لديهم فرصة متزايدة لاستعادة الكلام والوظائف الأخرى. وهذا ما نجده لدى مراجعينا أنه من يبدأ العلاج مباشرة خلال الأسابيع الأولى يتحسن أسرع ممن يتأخروا في تلقي العلاج النطقي واللغوي.
طرق علاج الحبسة الكلامية
- علاج النطق واللغة مع أخصائي النطق واللغة (علاج السبيتش تيرابي):
- يمكن لأخصائي النطق واللغة تقديم جلسات علاج مخصصة تهدف إلى تحسين مهارات النطق واللغة للشخص المصاب بالحبسة.
- سيقوم أخصائي النطق بتقديم تمارين وأنشطة تستهدف تحسين قدرة الشخص على التحدث بسهولة وبدون صعوبة.
- التمارين والممارسة المنتظمة:
- يُفضل ممارسة التمارين اليومية التي تساعد على تقوية عضلات اللسان والفم.
- يمكن أن تتضمن هذه التمارين مثل مضغ العلكة أو القيام بتمارين تمدد وانقباض اللسان.
- التقنيات الاسترخائية وإدارة التوتر:
- قد تكون الحبسة الكلامية مرتبطة بالتوتر والقلق. يمكن تعلم تقنيات الاسترخاء مثل التنفس العميق والتأمل للمساعدة في تخفيف التوتر.
- تحفيز الثقة والإيجابية:
- يجب دعم الشخص المصاب بالحبسة الكلامية وتشجيعه على التحدث بثقة.
- يجب تجنب التصحيح الزائد وإبقاء البيئة تحفيزية وإيجابية.
- التدريب الصوتي واللهجي:
- بعض الأشخاص قد يستفيدون من جلسات تدريب صوتي لتحسين جودة صوتهم وقوة نطقهم.
- اللهجات أو اللهجات الخاصة يمكن أن تكون جزءًا من الحبسة الكلامية، لذا يمكن العمل مع مختص في التعليم على تحسين النطق.
- المشاركة في المجموعات والأنشطة الاجتماعية:
- المشاركة في أنشطة اجتماعية والمحادثة مع الأصدقاء والزملاء يمكن أن تساعد على تطوير مهارات التحدث.
- العلاج النفسي والتحدث مع مختص نفسي:
- في بعض الحالات، يمكن أن يكون للحبسة الكلامية عوامل نفسية مرتبطة بها. يمكن استشارة مختص نفسي للتعامل مع هذه الجوانب.
تذكير الشخص المصاب بالحبسة بأنها قابلة للتحسين وأنه يمكنه تجاوزها بالتدريب والممارسة والصبر يمكن أن يكون أمرًا مهمًا أيضًا.
دور جلسات النطق في علاج الحبسة الكلامية
تبدأ جلسات علاج النطق عادةً بالتقييم لتحديد خط الأساس لكيفية تأثير السكتة الدماغية على قدرات التواصل لدى المريض. يشمل التقييم اختبارات لقياس صعوبة التحدث وفهم الكلام والقراءة.
وباستخدام نتائج هذا التقييم يوصي المعالجون بخطة تعافي فردية لمصاب السكتة الدماغية، على سبيل المثال يجد بعض المرضى صعوبة في فهم معاني الكلمات المنطوقة لهم والمعروفة باسم الحبسة الاستقبالية، في هذه الحالات قد يطلب معالج النطق من المريض مطابقة الكلمات بالصور وفرز الكلمات بناءً على المعنى والحكم على ما إذا كانت كلمات معينة لها نفس المعنى.
بالنسبة للمرضى الذين يجدون صعوبة في التحدث بالكلمات والمعروفة باسم الحبسة التعبيرية. قد يطلب أخصائي النطق منهم وصف محيطهم أو تكرار الأصوات أو العبارات البسيطة.
وهذا يقوي قدرة المريض على تذكر معاني الكلمات المختلفة وربطها بكل من الصيغ المنطوقة والمكتوبة.
مشاركة الأسرة في علاج النطق
بالنسبة لبعض مرضى الحبسة الكلامية يمكن أن يكون إشراك أحد أفراد أسرته في عملية التعافي وسيلة فعّالة لتحسين نتائج العلاج، لذلك غالبا ما يدعو أخصائيين النطق أفراد الأسرة للمشاركة في الجلسات ومراقبة التمارين.
ويتم تزويد أفراد الأسرة أيضًا بتعليمات مكتوبة للتمارين التي يمكنهم ممارستها مع أحبائهم في المنزل بين الجلسات. ومع ذلك فإن أفضل طريقة لمنع الضرر الناجم عن السكتة الدماغية هي تعلم التعرف على علامات السكتة الدماغية والتماس العناية الطبية فورًا عند رؤيتها.
في عام 2009 قامت الجمعية الوطنية للسكتة الدماغية بتعميم الاختصار FAST للمساعدة في تحسين التعرف على هذه الأعراض.
1. أول حرف من الكلمة “FACE – F”
اطلب من الشخص أن يبتسم ابحث عن كثب عن ابتسامة غير متساوية أو تدلي واضح على جانب واحد.
2. وثاني حرف “ARMS – A”
اطلب من الشخص رفع ذراعيه في الهواء والاحتفاظ بهما هناك لبضع ثوان، ابحث عن ذراع تنجرف نحو الأرض أو ضعف في جانب واحد.
3. الحرف الثالث “Speech – S”
اطلب من الشخص أن يكرر جملة بسيطة، استمع إلى كلام مشوش أو أنماط كلام غير معتادة.
4. الحرف الرابع ” T – TIME “
إذا لاحظت أيًا من هذه العلامات فلا تنتظر واتصل مباشرة بالطوارئ وحاول الوصول إلى أقرب مركز أو مستشفى لعلاج السكتة الدماغية.