الحمل المتأخر قد يكون بسبب التأخر بالزواج أو لأسباب تتعلق بتأخر الإنجاب لمشاكل قد يعاني منها الزوجين. ولأسباب أخرى منها قرار شخصي من كلا الزوجين لتأخير إنجاب الأطفال. حقيقة إنّ مسألة العمر ما هي إلا أرقام تختلف من شخص لآخر فقد تعاني فتاة في عمر العشرينات من أمراض لم تعانيها إمرأة في الأربعين. أو قد تتعرض إمراة في سن مناسب للحمل إلى أمراض لم تتعرض لها إمراة أخرى في سن متأخرة.
هناك دراسات أوضحت العلاقة بين المتاعب والمصاعب أثناء الحمل والإجهاض من جهة وبين عمر الأم الحامل من جهة أخرى. وأن أفضل سنوات الحمل هي بين ما بين العشرين والثلاثين من العمر.
كما أوضحت نتائج الدراسات التي تتبعت رعاية حمل نساء في عمر متأخرة ما بين ( 35-45) إنهن يعانين من صعوبات في عملية الحمل والولادة. وأنه كلما ازداد عمر الأم الحامل زادت فرصة إصابة أطفالها بحالات الضعف العقلي. لكن هذا في قديم العهد فالزمان قد تغيّر واختلفت الدراسات وتطورت، وهناك تقدم طبي هائل شهده العالم في العقود الأخيرة. فأصبح الحمل والولادة أقل خطورة حيث أصبحت نسبة انتشار وفيات الأطفال والأم بغض النظر عن عمر الأم منخفضة. ولكن هناك بعض الأدلة على أن نسبة الوفاة تزداد ارتفاعاً إن كانت الأمهات دون سن 23 سنة أو فوق 29 سنة.
وقد تبين أن النسوة اللائي يضعن أول طفل حين يكن في سن 35 سنة أو أكثر يزداد احتمال تعرضهن للأمراض خلال الحمل. وهذه ليست حقيقة ثابتة فمن الممكن أن تحمل أم في هذا العمر ولا تعاني من أي أعراض.
وعموماً كلما ازداد عمر المرأة ازداد احتمال حدوث مثل هذه المشكلات. وإن كانت النسبة المطلقة لانتشار هذه المضاعفات الخطيرة قليلة جداً، الأمر الذي يتطلب فهم هذه المخاطر ووضعها في عين الإعتبار.
هل يصعب الحمل إذا كان عمرك أكثر من 35 عامًا؟
اكتشف مقدمو الرعاية الصحية أن أكبر انخفاض في الخصوبة يحدث في منتصف إلى أواخر الثلاثينيات من العمر. يعني انخفاض الخصوبة انخفاض جودة وكمية البويضات في المبايض. هذا لا يعني أن الحمل بعد سن الخامسة والثلاثين أمر مستحيل (إنه ممكن جدًا). هذا يعني أن سن 35 هو العمر الذي تبدأ فيه الخصوبة في الانخفاض بسرعة أكبر وتزداد فرصك في حدوث مضاعفات بشكل أكبر.
المخاطر التي من الممكن أن تتعرض لها الأم في حال التأخر في الحمل
1. وقت أطول في انتظار الحمل
أنتِ مولودة بعدد محدود من البويضات. وعند بلوغ منتصف أو أواخر الثلاثينات، تقل كمية البويضات وجودتها. كما أن بويضات النساء كبار السن لا يتم تخصيبها بسهولة كبويضات النساء الشابات.إذا كنتِ أكبر من 35 عامًا ولم تتمكني من الحمل لستة أشهر، ففكري في طلب النصيحة من مقدم الرعاية الصحية أو الطبيب.
2. ازدياد احتمالية الإصابة بسكري الحمل
يشيع هذا النوع من مرض السكري، والذي يحدث أثناء الحمل فقط، مع تقدم عمر المرأة. من الضروري السيطرة الشديدة على سكر الدم من خلال النظام الغذائي والنشاط البدني.
قد يتسبب سكري الحمل إذا ترك بدون علاج في ازدياد حجم الطفل عن المتوسط مما يزيد خطورة الإصابات أثناء الولادة. يمكن أن يزيد سكري الحمل كذلك خطر الولادة المبكرة، وارتفاع ضغط الدم خلال الحمل والمضاعفات التي تصيب رضيعك بعد الولادة لذا استشارة الطبيب واستمرارية تناول الأدوية الموصوفة من طبيبك بانتظام قد تحد من هذه المخاطر.
3. ازدياد احتمالية الإصابة بضغط الدم المرتفع خلال الحمل
تقترح الدراسات أن ارتفاع ضغط الدم الذي ينشأ خلال الحمل أكثر شيوعًا لدى النساء الأكبر سنًا. يقوم مقدم الرعاية الصحية بمراقبة ضغط الدم بدقة ونمو الطفل وتطوره. ستحتاجين لتكرار مواعيدك مع طبيب الولادة وقد تحتاجين للولادة قبل التاريخ المقرر لتجنب المضاعفات.
5. الحاجة إلى الولادة القيصرية
فالأمهات الأكبر سنا أكثر عرضة لخطر المضاعفات المرتبطة بالحمل والتي قد تؤدي إلى الولادة القيصرية.
من المرجح حدوث الحمل المتكرر
تزداد فرصة إنجاب توائم مع تقدم العمر بسبب التغيرات الهرمونية التي يمكن أن تسبب إطلاق عدة بويضات في نفس الوقت.
طرق العناية بنفسك والجنين
- احرصي على التحدث مع طبيبك حتى قبل حدوث الحمل.
- تحدثي عن حالتك الصحية بشكل عام مع طبيبك، ناقشي وتقبلي التغييرات في نمط حياتك التي من شأنها أن تساعد في حدوث الحمل، وتساعد في ولادة طفل صحي.
- اعرضي مخاوفك بشأن الخصوبة أو الحمل على الطبيب.
- لا تخجلي في التعبير عن قلقك والمخاوف التي تراودك بشأن الحمل لطبيبك أو للأخصائي، صحتك النفسية مهمة بقدر أهمية صحتك الجسدية.
- اسألي عن كيفية تعزيز فرص الحمل والخيارات المتاحة إذا كانت لديك مشكلة في الحمل.
- احرصي على اتباع نظام غذائي متوازن، اقرأي عنه، ابحثي، وأسالي، استشيري ..
- تمهلي في اكتساب الوزن، فهذا يسهل عليكي التخلص منه بعد الولادة.
قد يساعد النشاط البدني المنتظم على تخفيف الشعور بعدم الارتياح أو حتى منع هذا الشعور إلى جانب زيادة مستوى الطاقة في جسمك وتحسين حالتك الصحية عمومًا. وقد يساعدك أيضًا على الاستعداد للمخاض والولادة من خلال زيادة قدرة تحملك وقوة العضلات. احصلي على موافقة مقدم الرعاية الصحية قبل البدء في برنامج لممارسة الرياضة أو الاستمرار في البرنامج المتبع . حافظي على أن تكون روحك عالية، صبورة، متصلة بالله لكي تتمكني من الوقوف والصمود والمحاولة مجدداً في حال واجهتك صدمات أو تعرضتي لها.