السنوات المبكرة من عمر الطفل تتكون من عدد من المراحل، نحدد الطفولة المبكرة على أنها الفترة من الولادة إلى سن الثامنة. على الرغم من أننا ندرك أيضًا أهمية الرعاية الجيدة قبل الولادة في نتائج الطفولة المبكرة. إن تعريفنا مشترك بين العديد من المنظمات الوطنية والدولية الرائدة.
هي فترات في عمر الطفل تحدث في أوقات مختلفة يكون فيها الطفل مستعد بشكل أكبر من أي وقت أخر للاستكشاف وتكون قدرته على التركيز عالية جدا واستجابته للأنشطة سريعة وفعالة. يهتم الطفل في كل فترة من هذه الفترات بشئ معين ومحدد ويهمل ماحوله. فمثلا الفترة الحساسة للحركة تبدأ باهتمام الطفل بالتحرك فيبدأ بالتقلب ثم الحبو حتى تنتهي بإجادة الحركة والمشي.
ؤمن ماريا مونتيسوري بأن السنوات الأولى من حياة الطفل هي الأكثر أهمية في نموه وتطوره. فخلال هذه السنوات، يكتسب الطفل مهارات ومعرفة أساسية ستؤثر على حياته كلها.
أهمية السنوات المبكرة للطفل
تتميز السنوات المبكرة من حياة الطفل بأنها فترة من النمو السريع والتطور. خلال هذه الفترة، ينمو الدماغ بنسبة 80٪ من حجمه البالغ. كما يتعلم الطفل العديد من المهارات الأساسية، مثل المشي والتحدث واللغة والمهارات الاجتماعية.
منهج منتيسوري للسنوات المبكرة
يركز منهج منتيسوري للسنوات المبكرة على توفير البيئة المناسبة للطفل لتعلم ونمو. تتميز هذه البيئة بأنها:
- منظمة وهادئة: تساعد البيئة المنظمة والهادئة الطفل على التركيز والتعلم.
- مثيرة للاهتمام: توفر البيئة المثيرة للاهتمام للطفل الفرصة لاستكشاف العالم من حوله.
- متاحة للطفل: يمكن للطفل الوصول إلى المواد والأدوات الموجودة في البيئة بسهولة.
أنشطة منهج منتيسوري للسنوات المبكرة
تركز أنشطة منهج منتيسوري للسنوات المبكرة على تنمية المهارات التالية:
- الحركة: تساعد الأنشطة التي تركز على الحركة الطفل على تطوير التنسيق والتحكم في جسده.
- اللغة: تساعد الأنشطة التي تركز على اللغة الطفل على تطوير مهاراته اللغوية، مثل التحدث والاستماع والقراءة والكتابة.
- الاستقلال: تساعد الأنشطة التي تركز على الاستقلال الطفل على تطوير الثقة بالنفس والقدرة على اتخاذ قراراته بنفسه.
- المجتمع: تساعد الأنشطة التي تركز على المجتمع الطفل على تطوير مهاراته الاجتماعية، مثل التعاون والمشاركة والتواصل مع الآخرين.
دور المعلم في منهج منتيسوري للسنوات المبكرة
يلعب المعلم في منهج منتيسوري للسنوات المبكرة دور الموجه والمراقب. لا يتدخل المعلم في أنشطة الأطفال إلا إذا طلبوا منه المساعدة. يركز المعلم على توفير البيئة المناسبة للطفل للتعلم، ومراقبة تقدمه، وتقديم الدعم له عند الحاجة.
يوفر منهج منتيسوري للسنوات المبكرة بيئة تعليمية غنية ومتنوعة تساعد الطفل على النمو والتطور بشكل كامل.
يجب مراقبة الطفل لاستغلال هذه الفترات جيدا لتحسين مهاراته حيث يكون الطفل عنده من الإستعداد والإستجابة والتركيز مايسمح بتطوره في هذا المجال بشكل أسرع وأفضل.
د.ماريا مونتيسوري من خلال متابعتها للأطفال اكتشفت أنّ كل طفل يمر فى حياته بمراحل من الفضول والإهتمام الفكري لتعلم شىء معين. المراحل هذه اسمها الفترات الحساسة للتعلم والفرصة هذه لن تتكرر.
تسهم طريقة وأسلوب التعلم الذي يتلقاه الطفل منذ ولادته حتى 6 سنوات بشكل كبير في تحديد نوعية الشخصية التي سيكون عليها الطفل فيما بعد. فالتطور العقلي في السنوات المبكرة ينمو بمعدل سريع.
د. ماريا منتسوري أشارت لتلك الفترة باسم (الفترات الحساسة) فيكون لدى الطفل في هذه الفترة فضول مستمر دون ملل تجاه جانب محدد من البيئة مما يجعل لديه حافز قوي للتعلم واكتساب المهارات الجديدة فكل ذلك يطور مهاراته بدون أي جهد ويتلاشى الشغف والفضول تجاه هذا الجانب حينما يتم إشباع تلك الرغبة واكتساب تلك المهارة.
ويكون التعلم سهل في هذه الفترة؛ لأن هناك حافزًا داخليًّا للتعلم، فبعض الأطفال لديهم فترة حساسة تجاه الأشياء الدقيقة؛ فتجد الطفل يبحث عن الأشياء صغيرة الحجم على الأرض وفي الألعاب ويلتقطها.
وبعض الأطفال لديهم فترات حساسة تجاه اللغة؛ فتجده يكرر الكلمات أو قد تجده يقرأ كل الكلمات التي تقع تحت يديه في كتاب أو قد تكون تلك الفترة الحساسة تجاه بعض الحشرات أو الحيوانات فتجده يسأل كثيرًا عنها ومهتم بحياتها.
ما هي الفترات الحساسة من وجهة نظر منتيسوري
- الفترة الحساسة للنظام والترتيب.
- والفترة الحساسة لتطور الحواس.
- الفترة الحساسة للأجسام الصغيرة.
- والفترة الحساسة للتنسيق والحركة والمشي.
- الفترة الحساسة للغة.
- والفترة الحساسة لتكوين العلاقات الإجتماعية.
ما هو دور الأهل نحو الفترات الحساسة للتعلم؟
على الأهل استغلال الفترات الحساسة من خلال تهيئة البيئة المناسبة للطفل والتي تدعم كل احتياجاته، ويجب تحديد وقت لجلوس معه يومياً لتغذية احتياجاته. يكون لدى الطفل قدرة ومهارة هائلة لاستيعاب هذا الأمر بالمقارنة مع أقرانه تختلف من طفل لآخر فمن الممكن أن تأتي المرحلة الحساسة في اللغة أو الحركة أو الكتابة. لا يوجد سبب معين لمجيئها، ولا يوجد سبب معين لذهابها وما عليكم إلا استغلال هذه الفترة بأكبر قدر ممكن. لا تأتي لكل الأطفال ومن الممكن أن تأتي بشكل سريع دون أن يشعر بها أحد.
إذا كان لديه فترة حساسة تجاه تكرار الكلمات فعلينا تعليمه كلمات كثيرة عن طريق البطاقات المصورة أو قراءة القصص. وقد يكون اهتمامه بالأرقام لذا علينا أن نهيئ بيئه تدعم تطوره بالرياضيات.
أو إذا كان لديه فضول عن الحيوانات نجد الطفل يستفسر عن حياتهم وعن أنواعهم فعلينا استغلال تلك الفترة بتعليمه أكثر عن الحيوانات وأنواعها ونوع البيئة التي تعيش فيها. ويمكن الذهاب لزيارة حديقة الحيوانات للاستكشاف والتعلم أكثر. علينا أن نستغل هذا الحافز الداخلي لديهم ونوفر لهم معلومات تناسب سنهم ليتعلموا دون جهد.