الفترات الحساسة في المونتيسوري تشير إلى فترة من الزمن تتركز فيها اهتمامات الطفل على تطوير مهارة أو حب المعرفة في مجال معين. وهذا ما وصفته د. ماريا مونتيسوري بأنه “عقل الطفل الماص“.
تبدأ الفترات الحساسة من عمر الولادة وتستمر إلى عمر الست سنوات، ويمكن أن نطلق عليه اسم معالم التطور ومنافذ الفرص. إنها تلك الفترات التي تظهر فيها قدرة معينة بقوة. وتستمر الحساسية لفترة معينة ولن تتكرر. بعض الفترات تظهر بشكل ملحوظ جدا، حتى أنه من الممكن بعض الأمهات يعتبرونها مراحل تطور عند الطفل. ولكن هي بالواقع فترة حساسة يمر بها الطفل في عمر معين.
ما هي الفترات الحساسة عند الأطفال من وجهة نظر منتيسوري؟
يجب على الأهل أن يكون لديهم معرفة بالتفريق بين الفترات الحساسة ونوبات الغضب عند الأطفال، لأنه من الممكن حدوث خلط عند بعض الأمهات جراء تصرف أطفالهم لأمر معين. ومن هذه الفترات الحساسة :
1. الحساسية للترتيب
تبدأ الفترة الحساسة للترتيب عند الولادة، وتبلغ ذروتها في السنة الثانية من التطور. وتستمر حتى سن الخامسة تقريبًا. تعلم فترة التطوير هذه كيفية تطوير مهارات التفكير وتنظيم المعلومات وفهم بيئتهم. يمكن أن تتميز الحساسية تجاه النظام بالرغبة في الاتساق والتكرار حيث يتوق الأطفال إلى الروتين والبنية. خلال هذه الفترة من الحساسية، قد يهتم الأطفال بترتيب الأشياء وتغليفها بعيدًا أكثر من اهتمامهم باللعب بألعابهم. لدعم الفترة الحساسة للنظام، من المهم وضع قواعد أساسية، وروتين متين، وخلق بيئة منظمة حيث يكون لكل شيء مكان. اقرأ أيضا الترتيب والتنظيم عند الأطفال من وجهة نظر منتسوري
2. الحساسية للغة
من الولادة حتى سن السادسة، يكون الأطفال في الفترة الحساسة للغة. تتضمن الحساسية تجاه اللغة ثلاث مراحل رئيسية: اللغة المنطوقة واللغة المكتوبة والقراءة. الفترة الحساسة للغة المنطوقة هي من 7 أشهر إلى 3 سنوات من العمر. يبدأ عندما يصدر الطفل الأصوات لأول مرة عن طريق محاكاة حركات الفم. ويتقدم بمرور الوقت، حيث يتعلمون تكوين الكلمات والجمل البسيطة. اقرأ أيضا دليل فهم مشاكل النطق واللغة عند الأطفال
3. الفترة الحساسة لتعلم الكتابة
تبدأ من 3.5 إلى 4.5 سنوات من العمر. يبدأ هذا عندما يتعلم الطفل الأبجدية ، ثم يرى الكلمات التي تشكل الأساس لمهارات القراءة والكتابة.
4. الفترة الحساسة لتعلم القراءة
يهتم الطفل بشدة من 4.5 إلى 5.5 سنوات من العمر. غالبًا ما يتم تطوير مهارات القراءة بعد أن يتعلم الطفل الكتابة لأنها تتضمن مهارات التتبع البصري.
لدعم تطوير اللغة في المنزل، من المهم أن تغمر طفلك في بيئة غنية بالتحفيز اللغوي. يتضمن ذلك التحدث إلى طفلك بلغة واضحة، والغناء والقراءة معه، والسماح له بالتحدث عن احتياجاته بدلاً من توقعها.
5. المهارات الحسية
يبدأ الأطفال في فهم وصقل حواسهم منذ الولادة وحتى سن الخامسة. يمكن وصف هذه الفترة من الحساسية بانبهار الطفل بالتجارب الحسية مثل اللمس والذوق والبصر والشم.
المرحلة الأولى من الإدراك الحسي، الحساسية للأشياء الصغيرة، تحدث من سنة إلى ثلاث سنوات. يمكن أن تتميز هذه الفترة بتثبيت الطفل بأشياء صغيرة وتفاصيل دقيقة. يشير إكمال هذه المرحلة إلى أن فهم النظام والتفاصيل يجتمعان في عقل الطفل.
تحدث مرحلة الحساسية الثانية، الاستكشاف والتصنيف الحسي، من 2.5 إلى 6 سنوات. يمكن تصنيف هذه المرحلة من خلال الرغبة الشديدة في المشاركة في تجارب التعلم التي تدمج الحواس. توفر هذه التجارب للأطفال نظامًا لتصنيف الكائنات داخل بيئتهم. اقرأ أيضا منهج منتيسوري وتطبيقه مع الأطفال بشكل مريح وسهل
لدعم الحساسية الحسية، من المهم تزويد طفلك بفرص واسعة لاستكشاف ومراقبة بيئته باستخدام حواسهم. في المنزل، يمكنك تزويد طفلك بفرص لتجميع الأشياء ذات السمات المتشابهة. ووصف المواد ذات التركيبات المختلفة ، وممارسة الألعاب الحسية مثل “I Spy”.
6. الفترة الحساسة للحركة
يمكن تقسيم الفترة الحساسة للحركة إلى مرحلتين. منذ الولادة وحتى 2.5 سنة، يكون الأطفال حساسين للتطور الحركي الإجمالي والدقيق. يبدأ هذا عندما يتعلم الطفل الرضيع الزحف والسحب والمشي في النهاية دون مساعدة. بمرور الوقت ، يطور الأطفال أيضًا مهارات حركية دقيقة من خلال تكرار الأنشطة التي تقوي عضلات أيديهم وتحسن التنسيق بين اليد والعين.
ونلاحظ أن أطفالنا بدأ اهتمامهم بأركان معينة من المونتيسوري أو الإنجذاب لأداة معينة أو حتى يبدأ تركيزهم نحو التعليم ويصبح الفضول صديقهم الدائم.لذلك يجب عليكِ عزيزتي أن تبدئي بتجهيز البيئة المناسبة له، وتشجيعه بشكل دائم، لكن كيف يمكنكِ ذلك؟ البيئة المعدة هي مفهموم ماريا مونتيسوري بأن البيئة يمكن تصميمها لتسهيل أقصى قدر ممكن من التعلم والاستكشاف للطفل، ومن هنا يجب أن نعرف ماهي اهتمامات أطفالنا والبدء بتجهيز البيئة لهم.
على سبيل المثال
بدء اهتمام طفلنا بالألوان وحب اكتشافهم، ابدئي بتجهيز البيئة وفيها المستلزمات التي يحتاجها، من أدوات رسم، تلوين، وتخصيص زاوية له لإشباع فضوله. ويجب التأكد من أن البيئة المنظمة والتي تشبع فضول الطفل هي التي ستنمي قدراته العقلية بشكل واسع.
كيف يمكن الاستفادة من الفترات الحساسة
هناك عدة طرق يمكن من خلالها الاستفادة من الفترات الحساسة عند الأطفال، منها:
- تزويد الطفل بالبيئة المناسبة: يجب أن توفر البيئة المحيطة بالطفل ما يحتاجه لممارسة المهارة التي يمر بها. على سبيل المثال، إذا كان الطفل في فترة حساسة للحركة، فيجب أن توفر له البيئة ألعابًا وأنشطة تساعده على الحركة والتحرك.
- توفير الفرص للطفل للممارسة: يجب أن تتاح للطفل الفرصة لممارسة المهارة التي يمر بها قدر الإمكان. على سبيل المثال، إذا كان الطفل في فترة حساسة للغة، فيجب أن تتاح له الفرصة للتحدث والتواصل مع الآخرين.
- عدم إجبار الطفل على تعلم المهارة: يجب عدم إجبار الطفل على تعلم المهارة قبل أن يكون مستعدًا لها. فالطفل سيتعلم المهارة في الوقت المناسب إذا ما توفرت له البيئة المناسبة والفرص اللازمة للممارسة.
أهمية الفترات الحساسة في منهج منتيسوري
تلعب الفترات الحساسة دورًا مهمًا في منهج منتيسوري. يركز المنهج على توفير البيئة المناسبة للطفل للتعلم والنمو خلال هذه الفترات.
تتمثل إحدى طرق توفير البيئة المناسبة في استخدام مواد وأنشطة منتيسوري. تم تصميم هذه المواد والأنشطة لتناسب احتياجات الأطفال في الفترات الحساسة. على سبيل المثال، تتضمن مواد منتيسوري لتنمية المهارات الحركية ألعابًا تساعد الأطفال على التحرك والتحكم في جسدهم.
تتمثل طريقة أخرى في توفير البيئة المناسبة في دور المعلم. يلعب المعلم في منهج منتيسوري دور الموجه والمراقب. لا يتدخل المعلم في أنشطة الأطفال إلا إذا طلبوا منه المساعدة. يركز المعلم على توفير البيئة المناسبة للطفل للتعلم، ومراقبة تقدمه، وتقديم الدعم له عند الحاجة.
الفترات الحساسة هي فرص حاسمة لنمو الطفل وتطوره. يجب الاستفادة من هذه الفترات قدر الإمكان من خلال توفير البيئة المناسبة والفرص اللازمة للطفل للممارسة.
تعليق واحد
المقال مقتضب بصورة كبيرة