الفلورايد هو معدن نادر موجود بشكل طبيعي بكميات صغيرة في مجموعة متنوعة من الأطعمة. تشتهر بدورها في منع تسوس الأسنان وبناء أسنان وعظام قوية. يتم امتصاص معظم الفلورايد في الأمعاء وتخزينه في العظام والأسنان. يفرز الفلورايد غير الممتص في البول.
يتواجد في الطبيعة حولنا كالصخور والماء والطعام، حيث يعتبر من أشهر 20 عنصراً في الكرة الأرضية، ويتم إضافته لمعاجين الأسنان وغسول الفم ولمياه الشرب حديثاً. يساعد في تقوية طبقة المينا (الطبقة الخارجية للسن). إذ يرتبط بالكالسيوم والفوسفات المكونان لطبقة المينا حيث يشكلان نظاماً دفاعياً قوياً ضد التسوس وبالتالي الحفاظ على سلامة الأسنان ومنع حدوث التسوس
في حال إصابة السن بالتسوس فإن الفلورايد لا يزيل التسوس بل يساعد في تكوين طبقة حماية تؤخر عملية التسوس وتمنع وصوله لطبقة أعمق داخل السن. وبحسب الجمعية الأمريكية لطب الأسنان فإن تسوس الأسنان لدى الأطفال والبالغين انخفض بنسبة 25% عند إضافته لماء الشرب.
يشكل الفلورايد أهمية لدى الأطفال والبالغين على حد سواء، حيث يقلل لدى الأطفال احتمالية إصابة الأسنان اللبنية والدائمة بالتسوس. وكذلك يساهم في بناء وتكوين الأسنان الدائمة إذ تكون أكثر مقاومة للبكتيريا المسببة للتسوس. ويكون ذلك في حال تعرضت الأسنان للكمية المناسبة من الفلورايد فإذا كانت الكمية أقل من المطلوب فلن تحصل الأسنان على تأثيره وإذا كانت أعلى سيسبب التصبغ الفلوري للأسنان.
من أين نحصل على الفلورايد؟
- مياه الشرب: يختلف تركيزه في مياه الشرب باختلاف التوزيع الجغرافي، حيث تكون نسبته في المياه الجوفية ما يقارب 76مليغرام لكل لتر، أما مياه البحر فتكون نسبة الفلورايد فيها 1.2-1.4مليغرام لكل لتر.
والمياه السطحية تحتوي على ما هو أقل من 0.1 مليغرام لكل لتر. وبحسب الجمعية الأمريكية لطب الأسنان فإنه يجب أن يكون تركيزه في الماء ما يعادل 0.7 مليغرام لكل لتر. ومن المهم الإنتباه لنظام فلترة المياه في المنزل وقياس نسبته في مياه الشرب حيث تقوم أنظمة الفلترة بالتخلص من الفلورايد وبالتالي عدم الحصول على كمية مناسبة منه. وكذلك في حال اعتمادك على شرب المياه في العبوات فيجب أن تتأكد من نسبته في هذه المياه.
من هنا نشأ ما يسمى بفلورة المياه أي إضافة الفلورايد لمياه الشرب ليصبح تركيزه معتدلاً ويعطي التأثير المطلوب في تقليل الإصابة بالتسوس وبالتالي تقوية الصحة الفموية وتقليل صرف الأموال على العلاجات السنية.
- معجون الأسنان وغسول الفم: الحرص على غسل الأسنان مرتين في اليوم باستخدام معجون الأسنان المضاف له فلورايد سيضمن لك أخذ الاحتياج اليومي منه وبالتالي تحقيق الاستفادة المرجوة منه.
- طبيب الأسنان: يقوم الطبيب بوضعه على أسنان المريض لأغراض علاجية. حيث يكون تركيز الفلورايد عالياً ويكون على عدة أشكال مثل جل أو رغوة أو طلاء يتم وضعه مباشرة على الأسنان أو من خلال استخدام القوالب.
ما هي الحالات التي تستدعي التعرض له؟
- الأطفال من عمر 6 شهور إلى عمر 16 سنة، إذ يجب الاهتمام بتعرضهم للفلورايد من الماء ومعجون الأسنان كونه يساعد في تقوية الأسنان أثناء نموها ويقلل احتمالية التسوس. ولكن يجب مراقبة الأطفال أثناء تنظيف أسنانهم حتى لا يقوموا ببلع كميات كبيرة من معجون الأسنان. ومراعاة وضع كمية قليلة تشبه حبة البازيلاء من معجون الأسنان على الفرشاة.
- الإصابة المتكررة بتسوس الأسنان أو تسوس عدد كبير من الأسنان فعندها سيقوم الطبيب بعمل جلسات لوضع الفلورايد كل ستة أشهر لتقوية الأسنان وإبطاء عملية التسوس.
- كذلك جفاف الفم الناتج عن نقص إفراز اللعاب مسبباً تجمع بقايا الطعام وتكون الأحماض وسرعة حدوث التسوس. وهناك الكثير من الأسباب التي تؤدي إلى جفاف الفم مثل التعرض للإشعاع العلاجي ومتلازمة شوغرن (Sjögren Syndrome) وكذلك بعض الأدوية مثل أدوية الضغط والحساسية.
- كذلك التهاب اللثة وتراجعها مما يسمح بكشف جذر السن وبالتالي زيادة التعرض للبكتيريا وحدوث التسوس.
ما هو المقدار اليومي المناسب له؟
إن مقدار الفلورايد المناسب يختلف باختلاف وزن الجسم حيث قدرت الجمعية الأمريكية للعلوم أن ما يحتاجه الجسم من الفلورايد هو 0.05 مليغرام لكل كيلوغرام يومياً. وأن أعلى مقدار للتعرض اليومي للفلورايد هو 4 مليغرام لكل لتر لحماية الجسم من تفلور العظام. أما لحماية الأسنان من التفلور الشديد أو المتوسط فإن أعلى كمية من الفلورايد المسموح بها تقدر ب 2 مليغرام لكل لتر.
تفلور الأسنان (التصبغ الفلوري)
التصبغ الفلوري هو ظهور خطوط أو بقع بيضاء على الأسنان نتيجة التعرض لكمية كبيرة من الفلورايد لمدة طويلة قبل بزوغ الأسنان، حيث أن احتمالية الإصابة بتفلور الأسنان تستمر لعمر 8 سنوات وبمجرد ظهور الأسنان لا يمكن أن يحدث تفلور بعدها. لا يعتبر تفلور الأسنان حالة مرضية وليس لها أي تأثير سلبي على صحة الإنسان.
وفي بعض الحالات قد لا يكون هذا التصبغ ملاحظ إلا من قبل طبيب الأسنان. لكن في الحالات التي يكون التفلور فيها شديداً فإن لون التصبغات يكون أصفر أو مائلاً للبني مع وجود حُفَر على سطح السن.
ومن أبرز العوامل المسببة لتفلور الأسنان هي مياه الشرب التي يكون تركيز الفلورايد فيها مرتفعاً وكذلك بلع كميات كبيرة من معجون الأسنان أو غسول الفم. ينصح الأطباء بضرورة مراقبة الأطفال أثناء استخدام المعجون وعدم استخدام غسول الفم للأطفال تحت عمر السادسة لعدم قدرتهم على التحكم في البلع. أما عن علاج التفلور فقد يكون عن طريق تبييض الأسنان أو القشور الخزفية أو التركيبات السنية.
ما المشاكل الصحية الناتجة عن الفلورايد؟
يسبب الفلورايد العديد من المشاكل الصحية في حال تم التعرض لكميات كبيرة منه. مثل حالات تلوث المياه الناتج عن انفجارات أو حرائق المصانع. وعند بلع كميات كبيرة من معجون الأسنان أو غسول الفم لمدة طويلة.
المشاكل الصحية الناتجة عن الفلورايد
- تفلور العظام حيث تصبح العظام قاسية خالية من أي مرونة وسهلة الكسر.
- مشاكل في الغدة الدرقية إذ يزداد الكالسيوم في الدم ويقل في العظام مسبباً سهولة كسر العظام.
- كذلك مشاكل جلدية وظهور حب الشباب.
- مشاكل عصبية.
- ارتفاع ضغط الدم.
- انخفاض الخصوبة لدى النساء والبلوغ المبكر للفتيات.
كذلك الفلورايد لا يشكل ضرر طالما كان ضمن الحدود الطبيعية. وبالعكس تماماً فإن فوائده كبيرة لدرجة جعلت الولايات المتحدة الأمريكية تهتم بإضافته لمياه الشرب. إذ أن ما يقارب 74% من سكان الولايات المتحدة الأمريكية قاموا بإضافته لمياه الشرب. لكن ما يحدث من أضرار يسببها الفلورايد لا تكون إلا نتيجةً لدخول كميات كبيرة جداً للجسم مثل حالات الكوارث أو التعرض لكميات كبيرة من الفلورايد لمدة طويلة نتيجة لسوء استخدامه.