القلق أثناء الحمل أمر طبيعي فقد تؤثر التغيّرات الهرمونية أثناء الحمل وتسبب نوبات قلق عديدة وتغير مزاجك من فرح عارم إلى قلق بدون أي سببٍ فعليّ. وقد يكون الحمل وضع جديد بالنسبة إليكِ، أو أنك واجهتي حالات إجهاض سابقًا تمنحك سببًا للقلق.
مقالات ذات صلة:
التوتر والقلق من يوم الولادة.. وكيف تتعاملين معه؟
-
أعراض نوبات القلق أثناء الحمل؟
- مشاعر لا يمكن السيطرةِ عليها والإنفعال الشديد والقلق المفرط بشأن صحتك أو صحة طفلك.
- عدم القدرة على التركيز
- وجود عضلات متشنجة أغلب الوقت.
- النوم القليل والأرق.
كيف بامكان نوبات القلق المتكررة أن تؤثر على صحتكِ الجسدية:
بما أننا لا نستطيع فصل التأثيرات النفسية عن التأثيرات الجسدية، كي تحدث نوبات القلق هناك تغييرات عديدة في الدماغ.
القلق هو رد فعل طبيعي بسبب الإجهاد وله خصائص نفسية وجسدية. يُعتقد أن الشعور ينشأ في اللوزة (amygdala)، وهي منطقة دماغية تتحكم في العديد من الاستجابات العاطفية الشديدة.
نظرًا لأن الناقلات العصبية (neurotransmitters) تحمل المحفز للجهاز العصبي الودي (Sympathetic nervous system)، وتزداد معدلات ضربات القلب والتنفس، وتوتر العضلات، ويتم تحويل تدفق الدم من أعضاء البطن إلى المخ. على المدى القصير يجهزنا القلق لمواجهة الأزمة من خلال وضع الجسم في حالة تأهب. لكن آثاره الجسدية يمكن أن تؤدي إلى نتائج عكسية، مسببة الغثيان والإسهال والتبول المتكرر. وباستمرار نوبات القلق يمكن أن يؤثر القلق على صحتنا العقلية والبدنية.
هنا بعض المشاكل الجسدية:
- يمكن أن تؤدي نوبات القلق المتكررة وطويلة الأمد لإفراز هرمونات التوتر بشكل منتظم. وكنتيجة لهذا قد تتعرضين للصداع، والدوخة. كما وأن عقلكِ يغمر الجهاز العصبي بالهرمونات والمواد الكيميائية المصممة لمساعدتكِ في الإستجابة للتهديد مثل الأدرينالين والكورتيزول، هذه الهرمونات مهمة ومفيدة جدًا. إلا أن كميات كبيرة منها وبشكل متكرر قد تؤدي الى زيادة في وزنك.
-
يمكن أن تسبب نوبات القلق المتكررة تسارع في دقات القلب وألم في الصدر. قد تكونين أكثر عرضة لارتفاع ضغط الدم وأمراض القلب. وإذا كنت قد عانيت سابقًا من أمراض في القلب. فإن نوبات القلق قد تزيد من أمراض في الشرايين ومسببة نوبات قلبية.
- تؤثر نوبات القلق على إفرازات الجهاز الهضمي، لآلام في المعدة، غثيان، إسهال، فقدان الشهية، ومشاكل هضمية أخرى. قد يكون هناك علاقة بين اضطرابات القلق وتطور متلازمة القولون العصبي المتهيج (IBS)، الذي يعرف بخلل واضطراب ما بين الدماغ والجهاز الهضمي ومن أسبابه المباشرة الإجهاد النفسي، الضغوط والقلق.
- يستجيب جسدك للقلق كما يستجيب لوجودك في خطر بما يُعرف في استجابة الكر أو الفر fight-or-flight) response) وإفراز الكثير من المواد الكيميائية والهرمونات، مثل الأدرينالين. ويزيد هذا معدل النبض والتنفس، بحيث يمكن لعقلك الحصول على المزيد من الأكسجين. وبهذا يكون تعامل الجسد مع نوبات القلق بنجاح ويعود جسمك وكل عضو إلى وظيفته الطبيعية، ولكن إذا شعرت مرارًا وتكرارًا بنوبات القلق والتوتر أو استمرت لفترة طويلة، فلن يحصل جسمك على الإشارة للعودة إلى الوظيفة الطبيعية وقد يؤدي ذلك تحديدا إلى إضعاف جهازك المناعي، مما يجعلك أكثر عرضة للعدوى الفيروسية والأمراض المتكررة.
- يمكن أن يعيق القلق أيضًا التركيز. كردة فعل لنوبات القلق تقومين بتحفيز عقلكِ أو تشتيت انتباهكِ فبهذا قد تتأثر قدرتك على التذكر وتتأثر ذاكرتك بشكل عام.
-
لكن هل حقيقة تؤثر نوبات القلق على الجنين؟
أظهرت الأبحاث أن قلق الأم أثناء الحمل قد يؤثر على طفلها: في إحدى الدراسات التي أجريت عام 2013. وجد أن الأطفال الذين يولدون لأمهات ذوات مستويات عالية من القلق أثناء الحمل يعانون من ضعف استجابة الجهاز المناعي للقاحات في سن الستة أشهر مقارنةً بالرضع الذين لم تعاني أمهاتهم القلق في فترة الحمل المبكرة. ويؤدي إلى فقدان الجنين، وفي فترة الشهر الثالث من الحمل حتى التاسع يؤدي القلق إلى انخفاض وزن الجنين وزيادة نشاط الهايبوثلاموس، والغدة النخامية والغدة فوق الكلوية، ويؤدي إلى تغيير في الستيرويدات، وتدمير السلوك الإجتماعي. كما يرافق القلق أثناء الحمل مشاكل عاطفية، واضطراب فرط النشاط ، واضطراب في النمو المعرفي للأطفال.اظهرت ابحاث Hخرى أن أطفال الأمهات اللواتي عانين من نوبات قلق كثيرة أثناء الحمل يظهرون المزيد من الخوف في التعامل مع الأحداث اليومية في حياتهم. ويرتبط قلق الأم أثناء الحمل أيضًا بضعف التفاعل بين الأم والطفل.
-
كيف تتعاملين مع نوبات القلق وكيف تحافظي على صحتك النفسية أثناء الحمل وعلى صحة الجنين؟
- اولًا وأكثر النصائح أهمية لا تشعري بالذنب، المرأة الحامل ليس عليها أن تكون فرحة ومتوازنة نفسيًا خلال كل فترة الحمل ولا تشعري بالخجل من عدم الشعور بالسعادة.
- ابحثي عن مُقدم الرعاية الصحية المناسب لكِ، تكلمي معه عن أفضل العلاجات التي ممكن أن تتبعيها، مثل العلاج المعرفي السلوكي وتقديم مساعدة للتحكم في أعراض وأسباب نوبات القلق.
- النشاط البدني يساعد جسمك على إطلاق الاندورفين. يعد تحريك جسدك أحد أكثر الطرق الموصى بها لإدارة نوبات القلق ومنها رياضة المشي أو اليوغا أو أي رياضة أخرى تساعدك على تحريك جسدك.
- تحدثي إلى شخص تثقين به، مثل شريكك أو عائلتك أو صديق حول ما تشعرين به
- تجبني الكافيين ومنبهات أخرى.
لكن تذكري أن أبحاث أخرى تشير لفوائد نوبات القلق على الطفل، درجة معينة من التوتر أو القلق ليست بالضرورة شيئًا سيئًا. فالقلق يعتبر علامة تحذير. قد يكون القلق مجرد علامة تحذير تحتاجينها للوعي تجاه وضعك الحالي وإجراء بعض التغييرات الضروريّة في حياتك. قد تكون نوبات القلق المتكررة مؤشرا على أن بعض الأحداث في حياتك خارج المسار وتحتاج إلى مراقبة وتعديل.