المشاكل الأسرية تعرف على أنها حالة من الإختلال الداخلي والخارجي التي تترتب على حاجة غير مشبعة عند الفرد عضو الأسرة أو مجموعة الأفراد بحيث يترتب عليها نمط سلوكي أو مجموعة أنماط سلوكية يعبر عنها الفرد أو مجموعة الأفراد المتعاملين معه بكيفية تتنافى مع الأهداف المجتمعية ولا تسايره.
تمامًا كما نحتاج إلى بناء روابط قوية مع أطفالنا، نحتاج أيضًا إلى بذل جهد في علاقتنا مع أزواجنا، مثل قضاء وقت ممتع معًا. تفهم الطرف الآخر بشكل أعمق، تقبل الطرف الآخر في العلاقة وتذكير نفسك بالجانب الإيجابي وتقبل الجوانب التي لا تعجبني والتعايش معها.
أسباب المشاكل الأسرية
تعد مشاكل الأسرة متنوعة ومعقدة، ويمكن أن تنشأ من مجموعة متنوعة من العوامل. إليك بعض الأسباب الشائعة لمشاكل الأسرة:
- انعدام التواصل: عدم القدرة على التحدث بفعالية مع أفراد الأسرة قد يؤدي إلى تراكم المشاكل وعدم فهم الاحتياجات والمشاعر بشكل صحيح.
- نقص المرونة: عدم القدرة على التكيف مع التغيرات والظروف المختلفة يمكن أن يسبب توترًا داخل الأسرة.
- التفاوت في التوقعات: عندما تختلف توقعات أفراد الأسرة بشأن الأدوار والمسؤوليات والأهداف المستقبلية، يمكن أن تنشأ التوترات.
- المشاكل المالية: قد تنشأ توترات كبيرة بسبب قضايا المال والديون.
- الصراعات بين الأجيال: فهم الاختلافات الثقافية والجيلية يمكن أن يساعد في تجنب الصراعات بين الأجيال المختلفة في الأسرة.
- الاضطرابات النفسية والصحية: مشاكل الصحة الجسدية أو النفسية لأحد أفراد الأسرة قد تؤدي إلى توترات وصراعات.
- قلة الدعم الاجتماعي: عدم وجود دعم اجتماعي قوي من أصدقاء أو أفراد عائلة أخرى يمكن أن يجعل الأسرة تواجه المشاكل بشكل أكبر.
- المشاكل في التربية: صراعات حول كيفية تربية الأطفال والقواعد والقيم في الأسرة قد تسبب توترات.
- الاعتماد على المخدرات والكحول: إدمان المخدرات والكحول يمكن أن يكون مصدرًا للمشاكل الكبيرة في الأسرة.
- العنف الأسري: العنف الجسدي أو العاطفي داخل الأسرة يمكن أن يكون مصدرًا لمشاكل خطيرة ويجب التعامل معه بجدية.
مهم جدًا التعامل مع مشاكل الأسرة بفعالية والبحث عن حلول بناءة من خلال التواصل الجاد والبحث عن المساعدة من خلال مرشدين أسريين أو محترفين نفسيين إذا كانت المشاكل تتفاقم.
لا يمكننا أن نتوقع أن تكون العلاقات سلسة دائمًا وخالية من المشاكل الأسرية ولكن يجب على الآباء أن يكونوا حذرين بشكل خاص في كيفية معاملتهم لأزواجهم أمام الأطفال. فإذا كان الآباء يتشاجرون، فعليهم التأكد من أنهم بعيدون عن مسمع الأطفال وعن أعينهم.
إن من أبرز المعطيات تأثيراً على الطفل ونفسيته عندما يشاهد والداه الحبيبان يتشاجران أمامه، خصوصاً إذا تعذّر الحل وتكررت الشجارات لمدة طويلة. غالبًا ما يعتقد الأطفال أن ذلك خطأهم ويصدمون ويعانون عاطفيا ويصيبهم القلق من أن والديهم لن يبقوا معا، ويؤثر هذا على صحتهم النفسية بشكل سلبي، وعلى نموهم وينعكس بسلوكيات سيئة تؤدي إلى نتائج سلبية في المدرسة. اقرأ أيضا 10 طرق للتعامل مع قلة احترام ابنك المراهق لك
تكشف الأبحاث سبب التفاوت في تأثر الأطفال بالصراعات الأسرية بينهم فبعضهم يتأثر بشكل سلبي بينما يعيش أطفال آخرون دون مشاكل كبيرة، فقد وجد الباحثون أن الطريقة التي يفهم بها الطفل النزاعات بين آبائهم لها آثار مختلفة على مشاكلهم العاطفية والسلوكية.
فالطفل الذي يلوم نفسه على النزاعات بين والديه، يكون أكثر عرضة لمشاكل سلوكية، ولكن إذا كانت المشكلة بين الوالدين تؤدي إلى شعور الطفل بالتهديد، أو الخوف من انقسام الأسرة، فمن المرجح أن يعاني الطفل من مشاكل عاطفية، مثل الاكتئاب.
فعندما يكون الطفل في حالة اضطراب عاطفي، يكون غير قادر على التركيز والتعلم. بدلاً من ذلك، فإنه إما “يتصرف” ويصبح عدواني أو إنسحابي.
قال أحد المعلمين: “إن نسبة الأطفال الذين لا يتصرفون بشكل جيد في المدرسة بسبب مشاكل عائلية كبيرة. هل الآباء على علم بذلك؟ هل يعرفون أن علاقتهما كزوجين تؤثر على طفلهما؟ ” قال باحثون في مركز تطوير الطفل بجامعة هارفارد “عندما لا يكون المنزل مستقراً. قد تضعف المهارات الوظيفية التنفيذية، أو قد لا تتطور على الإطلاق. مما يحد من نجاح الطفل في المدرسة الإبتدائية والحياة اللاحقة”. ببساطة، الوظيفة التنفيذية حاسمة للتعلم فهي المرحلة التي يتعلم فيها الطفل (التنظيم، السيطرة على انفعالاته، المرونة، القدرة على تنظيم الوقت) فإذا كانت البيئة المنزلية مستقرة ويرتكز عليها زوجان مُحبان، فسينعكس هذا على الطفل ومهاراته الوظيفية التنفيذية وتزدهر حياته وتستقر أموره في المدرسة.
نصائح للوالدين من أجل التعامل مع أطفالهم للتعامل مع المشاكل الأسرية
-
إجراء إتصال جسدي
واحدة من أفضل الطرق لإظهار الحب المستمر لطفلك هي عن طريق الإتصال الجسدي وعناقه، تقبيله..
-
أظهر تقديرك
ما لا يدركه الكثير منا هو أن الطفل يريد تقديرنا ويستفيد منه أيضا، أخبره أنك تقدره تدعمه بشكل مباشر على كل شيء وأي شيء يفعله. عندما يفعل شيئًا مفيدًا، يتبع التوجيهات ….، فالطفل يسمع ويخزن ويتذكر أكثر مما نعتقد.
-
امنحه وقت واحد لواحد (one to one)
يريد طفلك اهتمامك غير المقسم مع اخوته أو عملك أو أمور المنزل. عندما تجلس مع طفلك لوحدكم فهذا الوقت بمثابه الذهب بالنسبة له. فهو يظهر أنك تُحبه وتريد قضاء الوقت معه. ناهيك عن أن هذا يمكن أن يخلق فرصة جيدة للتحقق من شعوره وانفعالاته. خاصة فيما يتعلق بالمشكلة المطروحة.
-
افعل شيئًا مثيرًا (كسر الروتين)
افعل شيئًا مختلفًا ومثيرًا من حين لآخر. سيساعد هذا على إبعاد عقل طفلك عن المشكلة، وغرس المرح في حياته، ويظهر له أن الحياة لا تزال مستمرة وهو درس مهم سيستخلصه من وقت لآخر.
تذكر في المشاكل الأسرية نحن جميعا نكافح، إذا كانت عائلتك تحاول حاليًا التنقل في إحدى المشكلات المذكورة أعلاه أو مشكلة أخرى تمامًا. فقد تشعر باليأس أو العجز أو الذنب بأن طفلك قد يتأثر أو يمكن أن يتأثر. ولكن حاول أن تركز على تزويده بالحب والدعم الذي سيجعله ويجعلك خلال هذه الفترة العصيبة تتمتعان بالمزيد من التكامل والحب والتفاهم.