تربية الأطفال دون عقاب من أصعب الأمور التي نواجهها كأمهات مع أطفالنا. حيث أن إيجاد طريقة لضبط سلوكهم بطريقة لطيفة بعيدا عن الأذى النفسي والجسدي واللفظي وأن نكون أمهات وآباء إيجابيين ولطيفين في ذات الوقت.
مقالات ذات صلة:
كتب تربية الأطفال مفيدة للوالدين!
غالبا ما نميل في تفكيرنا إلى أن ما يساعدنا في ضبط السلوك السلبي (السلوك غير المرغوب فيه ) عند أبناؤنا هو العقاب، وهذا غير صحيح. في الحقيقة الدراسات تظهر أن العقوبات غير فعّالة على المدى الطويل. ولها العديد من الآثار السلبية على أطفالنا. على العكس من ذلك يعّد استخدام أساليب الإنضباط اللطيفة طريقة رائعة لتربية أطفال سعداء وواثقين.
عندما نفكر في الأبوة والأمومه الإيجابية، نضع في الإعتبار شيء أن الطريقة الصحيحة لتأديب الطفل هي الطريقة التي لا تجعل الطفل أو الوالدان يشعرون بالضيق في النهاية. ومن المؤكد أن طريقة تنفيذ العقوبات لردع السلوك السلبي لدى الطفل لن تؤدي بنا إلى النتيجة السابقة. على العكس فإن استخدام أساليب الإنضباط اللطيفة والإيجابية ستجعل الطفل يشعر بالفهم ويتعلم الدرس بطريقة إيجابية. المفهوم الأساسي للإنضباط الإيجابي هو أنه لا يوجد أطفال سيئين، بل يوجد سلوكيات سيئة. نحن فقط بحاجة لتعليمهم كيفية تصحيح السلوك.
-
وهنا نعرض بعض من البدائل الإيجابية لضبط سلوك الأطفال وتعديل السلوك السلبي لديهم:
- منع اللحظات الصعبة مع أطفالنا حيث يمكن منع حدوث الكثير من اللحظات الصعبة مع أطفالنا من خلال بناء إتصال قوي معهم وقضاء وقت ممتع وخاص معهم كل يوم. حيث أن الطفل الذي يشعر بالإتصال القوي مع الوالدين أكثر قدرة على التعبير عن مشاعره ومخاوفه، وأقل عرضة لسوء التصرف.
- تحديد مسببات السلوك السيء من قبل الطفل، أحيانا قد يتصرف الأطفال بشكل سيئ بسبب شعورهم بالتعب أو الجوع أو الإحباط. فإذا كنا قادرين على تحديد هذه المسببات فإننا سنساهم بشكل كبير على الحد من حدوث الكثير من السلوكيات السيئة والسلبية.
- غالبا ما يستخدم الوالدان ما يسمى ب ( كرسي العقاب time out)، عند صدور تصرف سلبي من الطفل لأنهم يريدون معاقبة الطفل على ذلك السلوك. المشكلة هنا أن هذه الطريقة ترسل رسالة خاطئة للطفل يفهم من خلالها أنه غير مرغوب فيه عندما يسيء التصرف. ويشعر بعدم وجود دعم له في تعليمه كيفية التعامل مع مشاعره الصعبة في ذلك الموقف.
لذلك ينصح الوالدان هنا بقضاء الوقت مع الطفل بدلا من أن يقضيه الطفل لوحده على كرسي العقاب، حيث يقوم الوالدان باحتضان الطفل وطمئنته، لإزالة غضبه وشعوره بالاستياء. وكذلك التاكيد على أنه ليس وحيدا وهناك من يشاركه لحظاته وهو غاضب وبعد أن يهدأ الطفل يمكن الوالدان أن يشرحا الخطأ في السلوك السلبي الذي صدر من الطفل، وأن يسألا الطفل عن الحلول الممكنة.
-
وضع حدود وقواعد للأطفال مع التعاطف والإحترام بذات الوقت:
الأبوة والأمومة اللطيفة التي تطبق الإنضباط الإيجابي، لا تعني أنّه لا يتعين على الطفل اتباع القواعد أو ان الوالدان غير مسؤولان عن وضع الحدود. الفرق الوحيد هو الطريقة التي وضعنا بها هذه الحدود، يجب أن نكون حازمين مع اتباع القواعد لكننا بحاجة أيضا إلى التعاطف. من الطبيعي أن يحتاج الأطفال إلى بعض القيود التي نضعها لذلك فإن من واجبنا شرح القواعد مرارا و تكرارا والتأكد من أن الأطفال يتبعونها.
يمكن التقليل من إحباط الطفل الناجم عن فرض الحدود والقواعد من خلال الوالدان عن طريق تقديم الخيارات الطفل، على سبيل المثال : إذا كان الطفل بحاجة إلى الذهاب للسرير فيمكننا القول ” لقد حان وقت النوم الآن. هل ترغب في قراءة قصة أو اثنتين قبل النوم ؟”. في الحقيقة أننا نقدم خيارات تتيح للاطفال الشعور بمزيد من التحكم في حياتهم. وهذا يساعد في القضاء على الكثير من المشاعر السلبية.
-
إشراك الطفل في إيجاد الحلول :
يمكننا أن نسأل الطفل عن الحل الذي يعتقد أنه سيساعده على العمل بشكل أفضل وأكثر إيجابية في المرة القادمة.
في بعض الأحيان يتوصّل الأطفال إلى افكار مذهلة وهم أكثر استعدادا لإحترام القاعدة إذا قاموا بإنشائها اذا لم يكن لدى الطفل فكرة. يمكننا تقديم بديلين له والسماح له بالإختيار.
في المرة القادمة التي يحدث فيها السلوك السلبي، من المفيد تذكير الطفل بالمناقشة السابقة. وقد يكون هذا التذكير مفيد جدا في إيقاف السلوك عن الحدوث مرة أخرى.
-
تجنب اتخاذ قرارات أو إجراءات تأديبية وأنت في حالة الغضب :
هنالك لحظات يشعر بها الوالدان بالغضب، وهي اللحظات التي تأتي بعد تصرف الأطفال بشكل سلبي. ومن المحتمل أن نقول أو نفعل أشياء أثناء الشعور بالغضب سنندم عليها لاحقا.
الغضب قد يجعلنا نرفع أصواتنا أو أن نلجأ لعقوبات جارحة للطفل، بدلا من إتخاذ أي إجراء إيجابي يحد من سلوك الطفل السلبي. لذلك لا يجب أخذ اي قرارات تأديبية في حالة الغضب. إذا تمكنا من استعادة هدوئنا فلن ندع عواطفنا تتداخل مع طريقة تأديب أطفالنا. هذا سيسمح لنا بإيجاد طرق لطيفة وإيجابية بدلا من الطرق الأقل ملائمة والتي قد تزعج أطفالنا وتجرحهم.