قبول وإدارة المشاعر يجب تعليمها للأطفال حيث يولد الأطفال وهم لا يعلمون كيفية التزام الهدوء عند مواجهة التحديات أو كيفية التعافي من الفشل. وكذلك لا يعلمون كيفية تنظيم العاطفة أو التعبير عن المشاعر بطريقة بنّاءة وصحية، وهي مهارة يجب أن نعلمها للأطفال.
فوائد تعليم الأطفال إدارة وقبول مشاعرهم
ترتبط القدرة على تنظيم العواطف بكل شيء من التحصيل الدراسي إلى التعاملات اليومية وتعود بالفوائد طويلة الأجل على الأطفال والبالغين ومن هذه الفوائد:
- الصحة الجسدية.
- العلاقات الإجتماعية الناجحة.
- التحصيل الدراسي العالي.
- الدخل العالي مستقبلا.
خمس خطوات تساعد على تعليم الطفل إدارة وقبول المشاعر
1. شرح لماذا المشاعر مفيدة
قبل أن يتمكن الأطفال من تنظيم عواطفهم يجب عليهم أولا أن يبدأو بالتعرف عليها. في لحظة هادئة اشرح أن المشاعر حتى الكبيرة منها وغير المريحة هي جزء من أجسامنا تماما مثل عضلاتنا وعقلنا وقلبنا تعمل عواطفنا على الحفاظ علينا أصحاء وآمنين. أخبر الأطفال أن المشاعر القوية مثل الغضب، تؤدي الى إطلاق نظام تحذيري في أجسامنا يعتقد دماغنا أننا في وضع خطير أو أن أجسمانا تتفاعل بعدة طرق مختلفة منها: سرعة ضربات القلب وإحمرار الوجه والصداع.
ويمكننا شرح هذا الأمر بقولنا للأطفال تعتبر المشاعر الصعبة مثل الغضب أو الإحباط ،جزء من نظام الإنذار في الجسم تماما مثل سيارات الإسعاف أو سيارات الشرطة لديها صفارات إنذار .
أجسادنا لديها وسيلة خاصة لتنبيهنا الى المشاكل، مثل الصداع ،القلب النابض،اضطراب في المعده ،كل هذه رسائل تخبرنا اننا نحتاج الى المساعده أو اتخاذ خيار مختلف. في أي وقت نلاحظ فيه هذه التغيرات، فإننا ننمي جزءا من أدمغتنا يساعدنا في التعامل مع المشاعر.
هناك مجموعة من الأفكار لايصال هذه المفاهيم للاطفال منها:
- قم بتسمية أجزاء الجسم التي تواجه فيها مشاعر صعبة مثلا ( عندما أشعر بالحزن، أشعر أن معدتي فارغة ومضطربة).
- ارسم مخططا تفصيليا للجسم واطلب من الأطفال أن يشيروا إلى المناطق التي يتعرضون فيها لمشاعر قوية وكذلك الأحاسيس المرتبطة بكل منها.
على سبيل المثال: عندما نشعر بالغضب، فإن آذاننا تشعران بالحرارة ويبدو أن البخار سيخرج منهما. بمجرد أن يعلم الأطفال أن العواطف القوية وردود الفعل الجسدية مرتبطه يمكنهم البدء في التعرف على العملية داخل أجسامهم .
2. وضع المشاعر في كلمات
عندما تصبح المشاعر كبيرة الحجم يجب محاولة وضعها في كلمات هذا مهم بالنسبة للأطفال في عمر ثلاث سنوات إلى تسع سنوات، لأنه ليس لديهم القدر الكبير من الوعي الذاتي أو اللغة التعبيرية. إن وضع المشاعر في كلمات يساعد الجميع على فهم ما يجري دون افتراضات أو أحكام. يمكن تعليم الأطفال طريقة كتابة الرسائل للتعبير عن المشاعر، هذه طريقة بسيطة حتى يتمكن أطفالنا من تقديم بيان بسيط عن مشاعرهم.
مثال : أشعر أنني أصبح غاضبا عندما أفشل في الإمتحان. قد يكون من الصعب على الأطفال العثور على الكلمات المناسبة لوصف مشاعرهم في حالات الغضب والبكاء والانفعال الشديد، يمكن مساعدتهم هنا عن طريق تحويل الرسالة إلى سؤال ( هل تشعر بالغضب عندما تفشل في الأمتحان ؟
3. التحقق من صحة المشاعر
في أصعب لحظاتهم يحتاج الأطفال إلى معرفة أن جميع المشاعر بما في ذلك تلك المتعلقة بالفشل لا بأس بها المشاعر الكبيرة أمر لا مفر منه في بعض الأحيان. يتمثل أحد الجوانب الأساسية لتعليم تنظيم المشاعر في التحقق من صحة مشاعر الأطفال القوية عند حدوثها وفي خضم تجربة عاطفية من غير المرجح أن يأخذوا ردودنا المنطقية مهما كانت مفيدة. اطرح الأسئلة لفهم احباطاتهم بشكل أفضل، وأبلغهم بأنك تسمع وتقبل ما يشعرون به تماما عندما تنتهي التجربة العاطفية القوية يكون الأطفال في حالة تقبل لردود أفعالنا وتقبل بعض نصائحنا.
4. شارك في تنظيم المشاعر
كن شريكا في تنظيم مشاعر أطفالك اعلم أن قدرة كل طفل على إدارة المشاعر مختلفة وتعتمد على العمر. لذلك يجب علينا كوالدين أو معلمين الاستجابة لإحباطات الأطفال، وتوفير الدفء والدعم لهم ووضع خطة واضحة تعزز فيهم القدرة على تنظيم عواطفهم.
مجموعة من الأفكار التي قد تساعد في تعليم الأطفال إدارة وقبول مشاعرهم
- ادعهم للتنفس بطريقة تشبه طريقة تنفسك ببطئ واسترخاء ثم حاولوا معا التعبير عن الإحباطات والإحتياجات. مثل أشعر بالغضب لأنني لا أواجه مشكلة الواجب المنزلي أود منك أن تساعدني.
- شارك طفلك بموقف مشابه حصل لك من قبل. مثل ( أشعر بالوقت الحالي بالإحباط حتى أنني لم أتعامل مع مكالمة للعمل بالطريقة المناسبة) أشعر أن رأسي يؤلمني وأنفاسي سريعة.
ثم أبدأ بعرض الحل لمثل هذا الموقف والشعور. (سأجلس هنا لمدة دقيقة وأحصل على أنفاس عميقة حتى أشعر بالاسترخاء وأكون قادر على التفكير مرة أخرى ).
إنشاء خطة عمل لتعامل الطفل مع مشاعره وإدارتها
الآن وبعد أن ناقشت أهمية المشاعر. فقد حان الوقت لوضع خطة للمواقف الصعبة أخبر الأطفال أنه عندما يلاحظون أمور كالتنفس السريع أو العضلات المتوترة والمشدودة أو اضطراب في المعدة فإنه من المفيد اتخاذ خيارات تستعيد السيطرة فيها على مشاعرك.
عندما يكون الأطفال هادئين تحدث معهم حول أنواع الإخفاقات التي تثير أقوى مشاعرهم مثلا( درجة ضعيفة في اختبار إملائي، أو خسارة لعبة قدم، أو عدم فهم سؤال الواجب المنزلي ).
معرفة أي سيناريوهات تثير ردود الفعل الأكبر تعني أنه يمكن وضع خطة للتعامل معها. هنا مجموعة من الأمور التي يمكن اتخاذها عند حدوث انفعال الغضب مثلا:
- شرب كأس من الماء.
- اختيار عدد من المحفزات اللغوية والتوكيدات العقلية وترديدها مثل ( الاخطاء تساعدني في التعلم والنمو )، (استطيع القيام بالأمور الصعبة )، (عندما لا أنجح في المرة الأولى احاول مرة أخرى ). يمكن كتابة هذه التوكيدات على لوحة كبيرة أو ملصق على مقعد الطفل.
- العد لثلاثة مع تنفس عميق، مع تذكر الأمور التي تحبها وترتاح لها. مع ممارسة تمارين بسيطة لاراحة العضلات المشدودة.
التنظيم العاطفي هو مهارة حاسمه للأطفال للتعلم عندما يواجهون مشاعر كبيرة. ويكون ذلك بسبب الأخطاء والفشل لأننا نريدهم أن يعرفوا كيف يديرون هذه المشاعر بطريقة إيجابية.