تعليم الطفل لغة ثانية سؤال يسأله الكثير من الأمهات. مثل هذه الأسئلة يسألني عنها الكثيرين بشكل مستمر لكن ارتأيت أن أثبت ذلك من أبحاث ودراسات تثبت ما أقوله. يتفق جميع الباحثين على أنه كلما تعلم الطفل لغة ثانية في وقت مبكر كان ذلك أفضل. والسبب في ذلك تخوفهم من تأخر تعلم نطق الطفل.
فيقول بعض الباحثين أن مهارات اكتساب وتعليم الطفل لغة الثانية تبلغ ذروتها في سن السادسة أو السابعة من العمر وبعضهم يقول حتى سن البلوغ. لكن الجميع يتفق أنه من الصعب جدا على الطفل الذي يتجاوز سن البلوغ تعلم لغة جديدة.
ما هو أفضل سن لبدء تعلم لغة ثانية؟
تشير بعض الدراسات إلى أنه أفضل سن هو بعد سن السادسة لكن قبل البلوغ أيضا. ويقول آخرون أنه لايزال من الممكن تعلم لغة ثانية بعد وقت قصير من بداية فترة المراهقة. لكنهم يتفقون جميعا أن النافذة بعد البلوغ ضيقة وأن تعلم لغة ثانية يصبح أكثر صعوبة مع تقدمك في السن.
هل من الممكن أن أبدأ في تعليم طفلي لغة ثانية في سن 3 أو 4 سنوات؟
إذا طرح هذا السؤال قبل بضعة سنوات كنت سألاقي هجوما من المحيط لأنه كان من غير المعقول أن يكون الأطفال الذين تقل أعمارهم عن 3 أو 4 سنوات قادرين على التعلم بالنظر إلى أنهم لم يتقنوا اللغة الأم بعد.
ويقول سوراس إذا لم يتعلم الطفل اللغة الأم في وقت مبكر فلن يتمكن من تعويض هذا بسهولة في وقت لاحق. أي أن ذلك يعني التركيز على تعلم الطفل اللغة الأم واتقانها ومن ثم ادخال لغة ثانية حتى يستطيع اتقان اللغتين بدون خلل.
بالإضافة إلى ذلك إن عملية التحدث بلغتين يشبه أي مهارة أخرى تحتاج إلى الكثير من الممارسة للقيام بذلك بشكل جيد. أي أنه بدون ممارسة اللغة الأم أو اللغة الثانية هذا يعني أنه سيكون لدى الطفل صعوبة أكثر في استخدام اللغتين.
وقصد بممارسة اللغة أي استخدامها طوال اليوم في المنزل في الشارع في السوبرماركت في المدرسة وفي غيرها من الأماكن وليس الإعتماد على الطفل وحده في تعلم والتقاط اللغة من حوله دون تركيزنا على تعليمه. فلن يتعلم اللغة الأم إذا تركناه بدون استخدامها معه في المنزل على سبيل المثال.
هل تحل اللغة الثانية محل اللغة الأم ؟
في هذه الحالة إذا لم يتم تطوير اللغة الأولى بشكل صحيح واضطر الطفل إلى تعلم لغة ثانية فهناك مخاطر يجب تجنبها. أي أن ذلك يعني أن يتعرض الطفل للغتين شيء جيد في حال كان تطور اللغة الأم لدى الطفل يسير في المسار الصحيح ولا يعاني من أي تأخير في اللغة.
وفي حال كان معرض أو لديه استعداد للتأخر اللغوي أو يعاني منه كانت عملية تعرضه للغتين بشكل غير صحيح فهذا يعيق التطور اللغوي لديه.
ووفقا لما قاله الباحث فإن ازدواجية اللغة لدى الأطفال الصغار لا يعني أن يكون بارعا في إحدى اللغتين. فمن الضروري توخي الحذر في حال كان لديه ما سبق ذكره. وربما سيتعين على الوالدين مراجعة أخصائي نطق ولغة لتقييم وضع الطفل وتحديد فيما إذا كان لديه تأخر لغوي ومن ثم ترتيب الأمور. وكذلك تحديد الأولويات في اكتساب الطفل للغة.
ومن وجهة نظري أجد أن اللغة العربية من اللغات الصعبة لذلك من الأفضل أن يتمكن الطفل منها وبعد ذلك نبدأ بإدخال لغة ثانية. مع الأخذ بعين الاعتبار:
- ألا يكون الطفل يعاني من تأخر لغوي وفي حال كان يعاني من تأخر لغوي يجب اللجوء إلى أخصائي نطق ولغة لعلاج مشكلته وبعد ذلك نقوم بتعليم اللغة الثانية.
- الفصل بين اللغتين أي توفير بيئة منزلية تتحدث بلغة واحدة وبيئة أخرى كالروضة أو الحضانة تتحدث باللغة الثانية. أو أن يتحدث الأب بلغة والأم بلغة ثانية مع الثبات في ذلك وتعليم الطفل بشكل يومي مفردات من اللغة.
- التحدث بجمل كاملة وواضحة وبسيطة بنفس اللغة. وكذلك عدم ادخال كلمات من اللغة الثانية في نفس الجملة.
- التحدث بجمل قصيرة وبسيطة نحويا مع استخدام الإيماءات التي تعزز من فهم كل من اللغتين.
كما يمكنك طلب استشارة من متخصص من فريق الاستشارة لدينا [maxbutton id=”1″ url=”https://marshmallowmom.com/%D8%AC%D9%85%D9%8A%D8%B9-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B3%D8%AA%D8%B4%D8%A7%D8%B1%D9%8A%D9%86/” text=”اطلب استشارتك” ]