سوائل خلف الطبلة أو التهاب الأذن الوسطى من الممكن أن يصاب طفلك بها، وقد لا تلاحظ أية أعراض على طفلك ومن الممكن أن يصعب رؤية الإلتهاب بدون سائل خلف الطبلة.
سوائل خلف الطبلة تشير إلى تجمع السوائل داخل الأذن الوسطى، وهو المساحة التي تقع خلف الطبلة السمعية في الأذن الخارجية. هذه الحالة قد تكون نتيجة لمشكلة في القنوات السمعية أو التهاب في الأذن الوسطى، وقد تسمى أحيانًا “التهاب الأذن الوسطى بالسوائل” أو “احتباس السوائل في الأذن الوسطى”. اقرأ أيضا دليل فهم مشاكل النطق واللغة عند الأطفال.
اعراض سوائل خلف الطبلة
- ألم.
- حمى.
- تهيج.
- مرض.
- قلة نوم.
- نقص شهية.
ومن الأعراض الأخرى:
- شد أو لمس الأذن المتأثرة.
- نزول سائل من الأذن.
- صداع.
- فقدان التوازن.
- عدم الإستجابة للأصوات.
بالنسبة للأطفال الأكبر سنا بعضهم يعتمدون على قراءة شفاه المتكلم أو قد يلف رأسه تجاه المتكلم من جهة الأذن الأفضل أو قد يعتمد على التلميحات أو الحركات والإشارات والبصر عند اتباع التعليمات وقد نلاحظ عليه الإنسحاب من اللعب الذي يعتمد على الكلام.
ماهي عوامل الخطر التي علي الإنتباه لها؟
من المهم معرفة أن مدى استمرارية التهاب الأذن الوسطى قد تصل من أسبوعين لثلاث أشهر. لكن الأطفال الذين يصابون بها بشكل متكرر قد يكون لديهم سائل ثابت خلف الطبلة بالتالي خطورة اصابتهم بمشاكل في السمع عالية. أي انخفاض مستويات السمع لديهم لفترات طويلة من الزمن وبالتالي تأخر اللغة والكلام عند الطفل.
عادة الأهل ينتبهون لوجود تأخر في كلام طفلهم من عمر السنة إلى سنة ونصف عندها يبدأون البحث عن سبب تأخر طفلهم وقد يكون السبب وجود سوائل خلف الطبلة بدون أعراض.
أيضا من عوامل الخطر التي تزيد من احتمالية تعرض الطفل لإلتهاب في الأذن الوسطى أو سوائل خلف الطبلة
- الرضاعة من قنينة الرضاعة يعتبر من العوامل المساهمة في إحداث التهابات في الأذن الوسطى (سوائل خلف الطبلة). لأنهم في وضعية الإستلقاء على العكس من الأطفال الذين تكون رضاعتهم طبيعية يكونون أقل عرضة لإلتهاب الأذن الوسطى.
- الأطفال الذين يعانون من تحسس موسمي عرضة أكثر لإلتهاب الأذن الوسطى.
- الأطفال الذين يعانون من نزلات برد متكررة معرضون أكثر من غيرهم لإلتهاب الأذن الوسطى.
- الأطفال الذين يعانون من شق في سقف الحلق معرضون أكثر من غيرهم لإلتهاب الأذن الوسطى لاختلاف بنية العظم والعضلات لديهم.
- الأطفال في عمر الستة أشهر إلى سنتين معرضون أكثر من غيرهم لإلتهاب الأذن الوسطى. نظرا لحجم وشكل أنبوب السمع لدى الأطفال (قناة استاكيوس) ولأن جهازهم المناعي في طور النمو.
ما الذي يسبب تراكم السوائل خلف الطبلة (التهاب الأذن الوسطى)؟
قناة استاكيوس وظيفتها تصريف السائل وتنظيم الضغط بين الأذن الوسطى والبيئة الخارجية وتنظيف الإفرازات وتصريفها. لكن أحيانا تتراكم السوائل من تلقاء نفسها. مع الأخذ بعين الإعتبار بأن قناة الأطفال مرنة وقصيرة أكثر من الكبار فيكونون عرضة لعدم فتحها وتجمع السوائل.
والذي يجعل القناة تفتح لتصريف السائل عملية المضغ والتثاؤب والنطق بصوت مرتفع وهذا مالا يستطيع الأطفال فعله. بالوضع الطبيعي تكون القناة مليئة بالهواء لكن تمتلئ عند انسداد القناة الناجم عن تضخم في الجيوب الأنفية أو فقط بسبب البنية التشريحية للقناة عند الأطفال. ومن الممكن أن يحدث بسبب بكتيريا أو فيروسات وفي كثير من الأحيان تحدث بعد الإصابة بنزلات البرد أو السعال والتي تنقل السوائل عبر قناة استاكيوس التي تربط الأذن الوسطى بالحلق وبالتالي يعمل على تراكم السوائل خلف الطبلة. ولمنع السوائل يجب منع الظروف المسببة لإنسداد الأنبوب السمعي (قناة استاكيوس).
هل سيصاب طفلي دائمًا بالتهابات الأذن الوسطى (السوائل خلف الطبلة )؟
معظم الأطفال يتوقفون عن الإصابة بالتهابات الأذن في سن السادسة. إذ تعد التهابات الأذن المزمنة أكثر شيوعًا عند الأطفال الصغار لأن قناة استاكيوس لديهم أقصر وهذا الشكل يشجع السائل على التجمع خلف طبلة الأذن.
ماهي مضاعفات التهابات الأذن الوسطى أو سوائل خلف الطبلة
التهاب الأذن الوسطى يعمل تقلب في ضعف السمع أي أن معالجة الكلام المسموع أكثر صعوبة. هذا يعني أن أبرز المضاعفات هي ضعف السمع الناتج عن تجمع السوائل الذي من الممكن أن يعرض طبلة الأذن وأعضاء الأذن الوسطى لضرر من كثرة الإلتهاب (تجمع السوائل) وبالتالي من الممكن أن يتطور الفقدان من فقدان سمع مؤقت إلى دائم. وأيضا من الممكن أن يؤدي الإلتهاب المتكرر إلى تمزق في طبلة الأذن.
أيضا من أبرز المضاعفات التأخر اللغوي والتأخير في المهارات الإجتماعية والنمائية، فمن الممكن أن تؤثر مشاكل السمع على قدرة الطفل على اكتساب الأحرف ( الأصوات ) الكلامية على المدى القصير. فقد يعاني الطفل المصاب بفقدان السمع في الأذن الوسطى (يسمى أحيانًا فقدان السمع التوصيلي) من مشكلات في سماع الكلام أثناء المحادثة فيواجهون مشكلات عند سماع بعض أصوات الكلام أو معرفة الفرق بين أصوات الكلام. فيصعب عليهم سماع بعض أصوات الكلام أكثر من الأصوات الأخرى. على سبيل المثال: الأصوات مثل /ف/ /س/ و /ذ/ لها ترددات عالية (درجات) يصعب التقاطها إذا كان الطفل يعاني من ضعف السمع.
أيضا يؤثر على تطور اللغة فالأطفال الذين لديهم سوائل خلف الطبلة يعانون من ضعف سمع توصيلي مؤقت بالتالي سيكون هناك خلل في تطور لغة وكلام الطفل. سأوضح مدى أثر ذلك على اللغة، حتى يستطيع الطفل تطوير لغته يجب أن يفهم اللغة الشفوية بالتالي يحتاج الأطفال إلى:
- الوعي السمعي: بمعنى آخر يحتاج الطفل إلى سماع أي صوت قد يحدث على سبيل المثال طرق على الباب أو كلمة.
- التمييز السمعي: يحتاج الطفل إلى أن يكون قادرًا على معرفة الفرق بين صوت الكلام وصوت آخر على سبيل المثال الفرق بين / ب / و / س.
- تحديد مصدر الصوت واتجاهه: القدرة على تحديد مصدر الصوت وإرفاق رسالة منطوقة بالإجراء أو الكائن الذي يمثله على سبيل المثال أن الصوت يطرق من شيء يسمى “الباب”.
- الفهم السمعي: القدرة على إرفاق معنى للأصوات أو الكلمات المسموعة على سبيل المثال عند سماع صوت الطرق على الباب يمشي الطفل ويفتح الباب ويقول مرحباً للشخص الذي طرق الباب.
كل مستويات الإستجابة هذه تتطلب درجة من السمع ويمكن أن تتأثر بالتهابات الأذن الوسطى وبالتالي جميع ما ذكر سوف يتأثر وبالتالي هذا ما أردت قوله بأن التهاب الأذن الوسطى ( سوائل خلف الطبلة) لها أثر كبير في تأخر اللغة.
حيث أشارت بعض الدراسات إلى أن أثر التهابات الأذن الوسطى يزيد من خطر اضطرابات الكلام واللغة. لكن أود التنويه أن التهابات الأذن الوسطى المعالجة يكون لها أثر قصير المدى على اللغة والكلام إذا تم التدخل المبكر بعلاج الإلتهاب والتأخر اللغوي.