نوبات الغضب عند الأطفال غالبا ما يرافقها حالات الصحة العقلية الأخرى، بما في ذلك اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه، والتوحد، والوسواس القهري، ومتلازمة توريت. يعتقد أن العوامل الوراثية والعوامل البيولوجية الأخرى تلعب دورًا في الغضب/ العدوانية. كما تساهم البيئة في ذلك.
مقالات ذات صلة:
نوبات الغضب عند الأطفال من وجهة نظر مونتيسوري!
الغضب عند الأطفال وطرق عملية للتعامل معه
رغم كل ذلك، فإن نوبات الغضب والنزق والتحدي عند بعض الأطفال العصبيين تتجاوز كثيرًا تلك الموجودة عند الأطفال الآخرين من نفس العمر، وما يزيد الطين بلةً هو ردود الفعل الآتية من الأشخاص المقرّبين والغرباء والتي غالبًا ما تشعر الآباء بمسؤوليتهم عن هذا النقص في مجال تأديب أطفالهم.
على مرّ العقد الماضي عالج فريق الباحثين في جامعة سيدني في قسم عيادة البحث في سلوك الأطفال (Child Behavior Research Clinic CBRC) نوبات الغضب الشديدة وعدم الطاعة وخرق القواعد عند الأطفال بين عمر (2-16) سنة. هذا النمط من العلاج يحقّق أفضل النتائج في مرحلة الحضانة قبل المدرسة وسنوات الدراسة الإبتدائية.
التدخلات االقصيرة نسبيًا والتي تمتد لحوالي ثمانية أسابيع تحقّق مكاسب أعظم في هذا العمر مقارنةً بالتدخلات الأعقد والتي تجري لاحقًا في فترة المراهقة. وهنا نعوّل على أهمية التدخل المبكر عند حدوث
أي مشكلة مع أطفالنا من قبل المتخصصين.
-
أي أنواع من التصرفات نتحدث عنها هنا؟
تتضمن العلامات الشائعة التي قد تشير إلى أن سلوك ابنك بدأ بالخروج عن السيطرة:
- عندما لا يحدث السلوك المعارض دوريًا فقط بل يتعارض مع حياة العائلة. يمكن أن يؤدي هذا إلى تأخر العائلة دومًا بسبب التلكؤ في مغادرة المنزل، أو تجنب الأحداث الاجتماعية عندما تحدث نوبة الغضب.
- وعندما يتعدى التوتر الناشئ عن مشاكل الطفل إلى بقية العائلة كالعلاقة بين الوالدين.
- عندما يؤدي سلوك الطفل لإحساس الوالدين بأنهم غارقون في مشاعر تتجاوز قدرتهم على التحمّل.
- وعندما يميل الأطفال لإثارة ردود فعلٍ متصاعدةٍ ومشحونةٍ عاطفيًا لدى الوالدين حتى لو كانت نتيجة أفعالهم مأساويةً وستتعرض للعقاب من قبل الأهل.
هذا يعني أنّ أفضل التدخلات لا تقلّل المشاكل السلوكية فقط، بل وتساعد الأطفال في بناء مهاراتٍ أفضل في ضبط الذات. هذه المهارات الأساسية ستشكّل قاعدة صحتهم العقلية في الطفولة والمراهقة والبلوغ.
-
التغلّب على المشاكل المستمرة:
بشكلٍ مثير للسخرية، كلما ازداد الضغط الذي يسبّبه سلوك الطفل على الأهل، لجأ الأهل لممارساتٍ تعمل على إصلاح الوضع في اللحظة الحالية. لكنها تلعب دورًا في دورة الصراع اليومية بين الوالدين والطفل والتوتر بينهما على المدى الطويل. عندما يستمر هذا الصراع، غالبًا ما يصبح الأطفال ماهرين أكثر وأكثر في فن السلوك المعارض، وبالتالي يصبح ضبطهم أصعب. في الكثير من الأحيان تصبح مشاكل الطفل السلوكية جزءًا أساسيًا في حياة العائلة، ويتطلب تغييرها إدخال استراتيجياتٍ جديدة في الروتين اليومي في المنزل. لذلك أفضل التدخلات هي تدريب الوالدين كمعالجين نفسيين.
-
ماذا يمكننا أن نفعل؟
كلما كان التدخل مبكراً في المشاكل السلوكية كان الوضع أفضل، استخدام الإستراتيجيات التربوية التي تفصل المشاعر عن التأديب، وتعيد توزيع المشاعر في بقية مفاصل حياة العائلة.
على سبيل المثال، يمكنكم أن تجربوا ما يلي :
- مكافأة السلوك الجيد (كاللعب القائم على التعاون مع الإخوة) بجوائز قائمة على علاقة الطفل بالأهل.
- مكافأة السلوك الجيد حتّى في سياق التأديب. ويعني هذا الإطراء على الطفل لقيامه بترتيب ألعابه مثلًا، مع أنّنا قمنا بتأديبه قبل قليلٍ لأنه قام بتخريبها.
- الاستجابة لسوء السلوك فورًا بتعليماتٍ واضحةٍ وهادئة، والتي ترشد الطفل إلى ما ينبغي عليه فعله.
- احصل على انتباه الطفل وأخبره: الطريقة التي تتحدث بها فظّةٌ جدًا، يجب أن تستخدم صوتًا لطيفًا وهادئًا. وذلك بعد حدوث هذا السلوك لأول مرة.
- التعامل فورًا مع السلوك المحتدّ بعقوبةٍ مناسبةٍ تقابل هذا السلوك، كقضاء بعض الوقت هادئًا، حيث يجلس الطفل وحيدًا في مكانٍ آمنٍ لكنه ممل لمراجعة نفسه.
هذه الاستراتيجيات يمكن أن تلعب كعنصرٍ فعّالٍ في تحطيم الحلقات المفرغة من التصعيد بين الوالدين والطفل، وتعطي الأطفال أيضًا الفرصة ليطوروا مهاراتٍ ضروريةً لضبط الذات. بهذه الاستراتيجيات البسيطة يمكن للوالدين تجنب مكافأة السلوك الخاطئ عن طريق الغلط، والذي يكون على قدرٍ من السهولة عندما يتطلب هذا السلوك الكثير من الوقت والانتباه.
-
الحصول على المساعدة:
السلوك المعارض الشديد يمكن أن يحدث بالتزامن مع اضطراباتٍ عاطفيّةٍ وتنمويّة. لذلك من المهم أن يحصل الأطفال على تقييمٍ كامل. إذا كنت تبحث عن مساعدةٍ للسلوك المعارض والعدوانيّ للطفل، لا تتوقف حتى تجد المساعدة الناجحة والمناسبة لك واستشارة المختصين.