تعود أهمية الأطفال في هذه الحياة لأنهم أبناء اليوم وجيل المستقبل وسلامة المجتمع مبنية على سلامة وصحة أطفاله وأبنائه وعليه فإنه أفضل استثمار في هذه الدنيا هو العناية بالأطفال والأخذ بايديهم حتى سن البلوغ والشباب وهم صحيحو الجسم والعقل والنفس.
أسس إنجاب أطفال أصحاء
مرحلة ما قبل الزواج
إن التأكد من صحة وسلامة العروسين الجسمية والنفسية والعقليه أمر ضروري وهام وعليه يتوجب إجراء فحص طبي لكلا العروسين. والتقرير الطبي الذي يطلب من العروسين يجب أن يكون تقريرا فعليا يعبر عن الحالة الصحية لكل منهما. وأن لا يكون مجرد ورقة شكلية لإتمام عقد الزواج.
وفي هذا المجال يجب مراعاة بعض الأمور نذكر منها على سبيل المثال:
- موضوع زواج الأقارب في حال وجود بعض الأمراض الوراثية في العائلة وعلى الطبيب أن يشرح الاحتمالات المرضية في حال الزواج. وهذا ما نسميه بالاستشارة الوراثية.
- كما و يجب ضرورة مراعاة عمر العروسين وتقارب المستوى الفكري والاجتماعي بينهما خشية أن تنعكس الخلافات في المستقبل على الأطفال
- يجب الإشارة إلى أن التعرف على الحالة الصحية للعروسين ليس الهدف منه منع الزواج ولكن لأخذ الاحتياطات اللازمة مستقبلا. فعلى سبيل المثال معرفة أن زمرة الدم عند الأم سلبية يجعلنا نضع في حسابنا إعطاء الأم بعد الولادة مباشرة حقنة خاصة لمنع تشكل الأجسام الضدية عندها في الولادات التالية وبالتالي الوقاية من حدوث اليرقان الإنحلالي وغيرها الكثير.
مرحلة الحمل
تعتبر من المراحل الهامة في إنجاب أطفال أصحاء، فهناك أمور كثيرة تمر في خاطر كل امرأة حامل خلال فترة حملها فهي تود أن تضمن لوليدها الصحة والسلامة وتسعى جاهدة للإبتعاد عن كل ما يسبب له أذى أو ضرر. مثل:
- العوامل الإنتانية أو الخمجية: وخير مثال هو الحصبة الألمانية التي إذا أصيبت الأم بها في فترة الأشهر الثلاثة الأولى. فإن ذلك يؤدي إلى حدوث التشوهات عديدة عند الجنين. اقرأ أيضا الشد العضلي أسفل الظهر خلال الحمل وبعد الولادة
- العوامل الشعاعية:تعرض الأم الحامل لتصوير شعاعي قد يؤثر على الجنين ونموه وقد يحدث تشوهات مختلفة. ويتوقف حدوث التشوهات وشدتها على الفترة الزمنية للحمل، فشدتها تتناسب عكسيا مع فترة الحمل. هذا وكثيرا ما يتساءل البعض عن أضرار التصوير بالأشعة فوق الصوتية والتي شاع استعمالها بسبب أو بدون سبب. فإنني أود أن أنبه لقاعدة ذهبية وهي أن الأساس في الحمل أن لا تتعرض الحامل لأي عامل خارجي مهما كان نوعه ومهما قيل عن سلامته وخاصة في الأشهر الثلاثة الأولى. إلا إذا كان ضروريا و بتقدير الطبيب لأن تاريخ الطب حافل بأمثلة كثيرة تدل على أن موضوع السلامة والضرر لما نستعمله من وسائل تشخيصية أو علاجية هو موضوع النسب وكثيرا ما نجد دواء ما أو عاملا ما قد اعتبر سليما لا غبار عليه وإذا بنا نتفاجأ مع الزمن بأنه غير سليم وله محاذير لم تكن معروفة سابقا لذلك يجب أن نتمسك ونصر على هذه القاعدة الذهبية.
- الأدوية: يجب عدم تناول أي دواء خلال فترة الحمل دون استشارة الطبيب وخاصة في المرحلة الأولى حيث أن هناك كثير من الأدوية تسبب الأذى للجنين.
- العوامل الكيميائية: إن تعرض الأم للمواد الكيميائية المختلفة قد تؤدي إلى تأثر الجنين من هذه المواد خلال مراحل الحمل المختلفة مثل الرصاص، الزئبق واليود.
- الأمراض الإستقلابية: مثل مرض السكري، أمراض الغدة الدرقية وغيرها.
- العوامل الميكانيكية: الرضوض والسقوط والتعرض إلى الضربات لها أثرها على الجنين في مراحل الحمل المختلفة.
- العوامل الغذائية: إن للغذاء الكامل كماً وكيفاً أهمية كبيرة في مراحل الحمل المختلفة وإن نقص الغذاء يؤثر على الجنين ونموه في كل مراحل الحمل.
- التدخين والمشروبات الكحولية: تدخين الأم الحامل يؤثر على نمو الجنين نتيجة إحداث نقص تروية في المشيمة وبالتالي ولادة الأجنة ناقصة الوزن ( premature baby ) إضافة إلى حدوث نوع من تناظر الانسحاب الناتج عن تأثير النيكوتين (withdrawal symptoms ) كما وأن الدراسات المختلفة قد أثبتت كثرة حدوث الاضطرابات النفسية عند الطفل الذي يلد لأم مدخنة، كما أن هناك ما يشير إلى إمكانية حدوث تناظر الموت المفاجئ عند الأطفال ( sudden fetal death syndrome ) لأبوين مدخنين. اما المشروبات الكحولية فلها تأثيرات ضارة على الجنين ناتجة عن تأثيرها على المشيمة أيضا إضافة إلى إحداثها تناذر الانسحاب عند الوليد والتأثير على جملته العصبية شانها في ذلك شأن المخدرات withdrawal symptoms/ fetal alcohol syndrome .
الأمراض الوراثية
لابد من الإشارة إلى أن هناك فرق بين التشوهات الخلقية وبين الأمراض الوراثية. فالأمراض الخلقية هي الناتجة عن سبب ما تم حدوثه خلال فترة الحمل ولا يشترط حدوثه في حمل لاحق.
الأمراض الوراثية فهي التي تنتقل من الأبوين وفق نظام الوراثة المعروف. فهناك بعض الأمراض العائلية التي تختلف عن الأمراض الوراثية بأنها تحدث في أفراد عائلة معينة دون وجود نظام وراثي معروف. بل نتيجة وجود استعداد عائلي خاص. هذا ويتم انتقال الأمراض الوراثية بعدة طرق مثل طريقة وراثية غالبة أو مقهوره أو بواسطة الصبغي الجنسي.
مرحلة الولادة
يعني أن نضمن للطفل كل الظروف التي تؤمن له الاعتماد على النفس بعد فصله عن أمه وبالدرجة الأولى تأمين الأكسجين اللازم للجملة العصبية حتى لا تتأذى.
وعليه يجب تأمين وسائل الإنعاش اللازمة لتنظيف المجاري التنفسية من الإفرازات ولإعطاء الأكسجين اللازم إذا أحتاج الأمر. هذا من جهة ومن جهة أخرى ضمان وسلامة الأم. من هنا كانت الولادة في المستشفى أو تحت اشراف طبي أضمن لكلا الطرفين مع توخي كل وسائل النظافة وخاصة موضوع قطع الحبل السري بشكل معقم وذلك للوقاية من حدوث مرض الكزاز.
إن كل آلام الأم تزول عندما تسمع صوت وصراخ وليدها ونظرا لانقطاع الرباط التشريحي بين الأم والطفل (المشيمة) فمن الواجب المحافظة على الرباط الروحي ويتم ذلك بعملية الرضاعة الطبيعية التي تؤمن للوليد كل ما يحتاجه من غذاء ومناعة وحنان ويكون نجاحها بوضع الطفل الوليد على صدر الأم فور الولادة. مما يثير ويحرض على إدرار الحليب.
ومن الأمور الهامة ضرورة تأمين الجو الدافئ للطفل الوليد سواء في المستشفى او في المنزل ويجب إعطاؤه إبرة vitamin K لمنع حدوث أي نزيف عنده، ويجب وضع قطرة عينيه في العينين بعد الولادة للوقاية من الالتهابات، ويجب وضع الطفل بجانب أمه في نفس الغرفة.
أسباب عدم انجاب طفل سليم
- مشاكل الإنجاب: بعض الأزواج قد يواجهون تحديات في الإنجاب نتيجة مشاكل في الجهاز التناسلي للرجل أو السيدة، مثل عدم انتاج الحيوانات المنوية بشكل كافٍ أو مشاكل في التبويض.
- مشاكل وراثية: بعض المشاكل الوراثية قد تؤثر على إمكانية انجاب طفل سليم، حيث يمكن أن تتسبب في مشكلات صحية للطفل منذ الولادة.
- العوامل الصحية: مشاكل صحية لدى الأب أو الأم قد تؤثر على إمكانية الحمل أو تؤدي إلى مشاكل صحية للجنين.
- العوامل البيئية: تعرض الأم للعوامل البيئية الضارة أثناء الحمل يمكن أن تؤثر على صحة الجنين.
- العوامل العمرية: زيادة العمر لدى الأبوين يمكن أن تزيد من مخاطر وجود مشاكل صحية للجنين.
- التوتر والضغوط: التوتر النفسي والضغوط الناجمة عن أسباب مختلفة قد تؤثر على قدرة الجسم على الانجاب.
- استخدام العقاقير أو العلاجات: بعض العقاقير أو العلاجات يمكن أن تؤثر سلباً على إمكانية الحمل.
إذا كنتِ تواجهين صعوبة في الحمل أو التخطط للإنجاب، من الضروري استشارة طبيبك لتقييم الحالة وتوجيهك نحو الخيارات المناسبة والعلاج الملائم.