علاج الأطفال بالفن يعرّف بالعملية الآمنة والإبداعية والعلاجية للتعبير عن الأفكار والمشاعر والذكريات والتجارب الداخلية من خلال أي شكل من أشكال الفن. فهل تعزز ذلك عند طفلك بأن يعبّر عما يدور في ذهنه عن طريق الفن؟
بحيث يتجاوز العلاج عن طريق الفن التلوين واللعب بالمعجون والرسم. ليشمل أنشطة مثل كتابة القصص والقصائد الشعرية والأداء المسرحي.
أهمية العلاج النفسي للأطفال بالفن
قد يعاني الأطفال من مشاكل مختلفة وقد يواجهون المخاوف والقلق. ويعبّرون عن ذلك بطرق مختلفة، تمارين العلاج عن طريق الفن تساعد الأطفال على:
- تعزيز التعبير عن النفس وتحسين الوعي الذاتي عن الأطفال.
- تقليل مشاعر التوتر والقلق والاكتئاب.
- مساعدة الأطفال على التعامل مع المشاعر المرتبطة بالمرض والصدمات الناتجة عن فقد أحد أفراد الأسرة، أو المشاعر السلبية الناتجة عن انفصال الوالدين.
- مساعدة الأطفال الذين يعانون من مشاكل سلوكية وتأخر في النمو مثل حالات التوحد واضطراب فرط الحركة ونقص النتباه.
فنون تساعد في العلاج النفسي عند الأطفال
ينصح أخصائيي العلاج بالفن بعدة تمارين علاجية مثيرة للأطفال، تساعد هذه التمارين في تقوية عالمهم الإبداعي. كما تسهل عليهم التعبير عن مخاوفهم بشكل أفضل، وهنا نعرض بعضا من هذه التمارين والأنشطة :
1. الماندالا: تعرّف بأنها مجموعة من الرموز، والدوائر والأشكال الهندسية المختلفة. وتكمن أهميتها في اندماج الشخص بالرسم أو التلوين بحيث يصل إلى تركيز وهدوء داخلي عميق. وسمي أيضا بفن البهجة، لأنه يدخل السرور والفرح على النفس، لذلك فهو يعّد أحد الفنون التي ثبت علميا دورها الإيجابي في معالجة التوتر والقلق.
وهي أحد الفنون المتاحة للجميع لا تتطلب دراسة ولا موهبة فنية. إذا صادف وكانت أمامك ورقة بيضاء في وقت شرود ذهنك أو حديثك عبر الهاتف أو إصابتك بالملل، فإنك ستجد في أغلب الأحيان أنك قد ملئت الورقة برسوم وأشكال فنية، ويعتبر هذا مؤهلا لقدرتك على رسم الماندالا.
يمكن استخدام الماندالا بعدة طرق مع الأطفال منها :
- يمكن للأطفال تزيين أو تلوين الماندالات الموجودة لمساعدتهم على الشعور بالهدوء والإسترخاء.
- إنشاء الماندالات وتزيينها، إذا كان الطفل أكبر عمرا ويمكنه الرسم بدقة أكبر فيمكنه تكوين ماندالا خاصه به ومن ثم تزيينها.
لا يقتصر هذا النشاط على استرخاء الأطفال، بل إنه يحفز أيضا إبداعهم، السبب وراء سحر الماندالا هو أنها تساعد الأطفال على التواصل بعمق مع أفكارهم عواطفهم.
ويمكن للأطفال التعبير عن شعورهم وتحسين مهاراتهم الإبداعية. علاوة على ذلك يمكن للمعالج استخدام عملهم لتحليل أفكارهم ومشاعرهم.
2. تمارين الفن البصري: باستخدام الصور أو الرسوم يصنع الأطفال أعمالهم الفنية الخاصة، خلال هذه العملية يستكشفون مشاعر وأفكار مختلفة مثل:
- الصور، فيمكن للطفل التعرف على نفسه من خلال اختيار صور مختلفة عن نفسه والعالم، ويمكّن هذا الأخصائي من تحليل كيفية اختيار الطفل للصور وكيفية ارتباطها بصراعاته.
- اللوحات، ما يجري في عالم الأطفال الداخلي، يمكن تحفيز حواس الأطفال الصغار عن طريق لوحة الطلاء بالأصابع وهي طريقة رائعة لتحفيز أجزاء مختلفة من الدماغ.
3. عالم الكتابة: لاستخدام الكتابة مع الأطفال يجب على المعالج التأكد من عمر الأطفال وأخذها بعين الإعتبار عند التخطيط للأنشطة. أحد التمرينات الممكنة هو مطالبتهم بكتابة وصف لأنفسهم. فبمجرد الانتهاء يناقش المعالج كل صفة بشكل أكثر تعمقا.
يمكن ممارسة نشاط كتابة القصة بحيث يقوم الأطفال بإنشاء قصة وإيلاء الإهتمام لكل شخصية، ثم يتحدث المعالج الفني عن كل جانب من جوانب القصة مع الطفل.
بحيث يطلب المعالج من الطفل ربط الشخصيات بأشخاص حقيقيين يعرفونهم يفعلون الشيء نفسه مع الأماكن والأنشطة في القصة ويمكن أن يسمح ذلك للمعالج بمعرفة ما يحدث للطفل وكيفية مساعدته في حل مشكلاته.
4. الأنشطة الحركية: من خلال الحركة يمكن للأطفال دمج عواطفهم ومعارفهم العقلية مع حركتهم الجسدية وهذا يقوي الإبداع لديهم.
كما أنّ التمارين الرياضية والأنشطة الحركية تطلق في الجسم هرمون الاندورفين ويشكّل هذا الهرمون وبعض المواد الكيميائية الموجودة المماثلة لها أو القريبة منها والتي تدعى “بالإنسفالين” جزءا من مجموعة كبيرة من مركبات شبيهة بالمورفين وتسمى “أوبيويدات”. وتساعد هذه على تخفيف الآلام وتعطي شعورا بالراحة والتحسن ويعتقد العلماء أن ” الأندورفين” و”الإنسفالين” يتحكمان في قدرة الدماغ على الإستقبال والإستجابة والاحساس بالألم أو الإجهاد.
ويمكن أن تشكل جزءا من نظام تسكين الألم في الجسم. وتقود هذه الحالة من الراحة والشعور بالتحسن لدى الأطفال إلى تسهيل عملية التعبير عن المشاعر والأفكار في أعماقهم الداخلية.
5.المسرح: يمكن للأطفال استخدام التمثيل للتعبير عما يحدث لهم، غالبا ما يستخدم المعالجون المسرح والدراما لمساعدة الأطفال على إيجاد حلول لمشاكلهم. كما يمكن تساعدهم الشخصية في التفكير خارج الصندوق.
6. الرقص: يتمتع الرقص بقوة علاجية لا تصدق لأنه يساعد الأطفال على توجيه مشاعرهم، من خلال الرقص يمكن للأطفال التواصل مع أنفسهم وتعزيز الوعي بأجسامهم.
أفكار لمشاريع العلاج النفسي بالفن في المنزل
- اطلب منهم أن يرسموا ما يشعرون به؛ غاضب، حزين، قلق، خائف، إلخ. وهذا يسمح بحرية التعبير للطفل الذي ليس لديه قدرات لفظية.
- استخدم الطين لكي يتخلصوا من غضبهم، واصنع وحشًا غاضبًا يمكنه التعبير عن تلك المشاعر.
- استخدم الطلاء لإنشاء صورة مريحة باستخدام موسيقى مريحة في الخلفية.
- قم بإنشاء مجموعة من الأشياء التي يحبونها في أنفسهم وحياتهم.
- اصنع دمية من جورب أو كيس ورقي، ودع الدمية تحكي عن مخاوفهم.
- قم بتزيين صندوق يمكنه الاحتفاظ بأسرارهم، وشجعهم على مشاركتها معك عندما يصبحون جاهزين.
- ارسم صورة لما يحزنهم وتحدث عن ذلك. ثم أضف إلى الرسم ما يحتاجون إليه لكي يشعروا بالأمان.
- قم بإنشاء صورة لمرضهم/مرضهم/إعاقتهم وتحدث معهم.
- تطوير المهارات الحركية وزيادة الوقت الممتع مع الطهي.
نصيحة من ذهب: يمكن أن يكون لدى الأطفال إبداع عديد المنافذ بما في ذلك الفن، من خلال العملية الإبداعية يمكن للأطفال التعلم والإستكشاف وتجربة مشاعر وتصورات جديدة وتعلم كيفية التعامل مع المواقف الصعبة، وتحسين مدى إنتباههم والمهارات الحركية، والمهارات البصرية المكانية وهذا بدوره يعزز من أهمية العلاج بالفن. لذلك دع أطفالك يقومون بالتعبير عن أنفسهم من خلال الرسم ومن خلال فنون المتنوعة.