نوعية الشعر تختلف من شخص لآخر ولابد من وجود علاقة تربط بينه وبين الأسباب الوراثية. حيث كان هناك سؤال طرحه أحد المتابعين على إحدى المواقع يتساءل عن دور الوراثة في تحديد نوعية شعره إليكم السؤال (أنا في الثالثة عشر من عمري، ولدي شعر بني ومستقيم وأمي لديها شعر أسود مستقيم بينما أبي شعره أسود مجعد، هل يمكن أن يصبح شعري مجعدًا عندما أكبر مثل أبي أو سيبقى مستقيماً مثل أمي؟
سيكون الجواب في مقالنا هذا، حيث سنذكر أهم أسباب اختلاف نوعية الشعر لدينا وما مدى تأثير الوراثة على اختلاف قوام الشعر لدينا. بدايةً من الممكن أن تتغير نوعية الشعر لدينا مع التقدم في العمر، ومن الممكن أن لا يحدث! دعونا نلقي نظرة أولاً على السبب وراء اختلاف نوعية الشعر لدينا إن كان مستقيم أو مموج أو مجعد.
عندما ينمو الشعر، يخرج من ثقوب صغيرة أو “مسام” في جلدنا؛ حيث تسمى هذه المسام بصيلات الشعر، وهي عبارة عن بُنية معقدة تتكون من عدة طبقات خلوية متميزة، وخلافاً للأنسجة والأعضاء الأخرى فإن هذه الخلايا تمتلك قدرة كبيرة على التجديد بشكل ذاتي.
يتم تحديد نسيج شعر الشخص من خلال شكل بصيلات الشعر، ويتم تحديد شكل البصيلات جزئيًا من خلال الجينات التي لديك. فقد يعطي الحمض النووي لديك بصيلات مستديرة ففي هذه الحالة سيكون لديك شعر مستقيم، أو قد تعطي الجينات لديك بصيلات بيضاوية الشكل مما يؤدي إلى شعر مجعد. أو قد يكون لديك القليل من DNA التي تعطي البصيلات المستديرة و قليل من DNA البصيلات البيضاوية، ففي هذه الحالة سيكون لديك شعر مموج.
إذا يتم تحديد شكل بصيلات شعرك إذا كان شعرك مستقيمًا أو مموجًا أو مجعدًا من خلال الجينات التي ورثتها من والديك، ويمكن للطفل أن يكون لديه نوعية شعر مختلف عن والديه! إذا كان لدى أحدهما شعر مجعد والآخر شعر مستقيم، فسيكون للطفل شعر ممموج نتيجة تفاعل الجينين معا.
علم الوراثة ونوعية الشعر لدينا:
يبدو أن العوامل الوراثية تلعب دورًا رئيسيًا في تحديد نسيج الشعر – مستقيمًا أو مموجًا أو مجعدًا – وسمك خيوط الشعر. تشير الدراسات في علم الوراثة الجزيئية إلى أن العديد من الجينات المختلفة تؤثر وتشارك في تكوين نسيج الشعر وسمكه لدى الأشخاص من خلفيات عرقية مختلفة.
أجرى الباحثين دراسات على كامل الجينوم لتحديد الجينات التي تسبب اختلاف في نوعية الشعر (مستقيم، مموج، مجعد) وكانت النتائج ان الجينات EDAR و FGFR2 هي المسببة لنوعية الشعر المستقيم عند السكان في آسيا، بينما وجد الجين (TCHH) عند السكان الذين من أصل أوروبي ذو نوعية شعر مستقيم.
دعونا نلقي نظرة على الحالة الوراثية التالية لتوضيح وراثة نوعية الشعر؛ لدينا زوجين أحدهما يمتلك شعر مجعد نرمز له برمز C والأخر شعر مستقيم S.
ما هو نسيج الشعر الذي يمكن أن يكون عند أطفالهم ؟
مما تحدثنا عنه، يجب أن يكون مموجًا إلى حد ما ولكنه ليس بهذه البساطة؛ فإذا كان لديك جين مجعد واحد وجين مستقيم سيكون التركيب الوراثي لديك (CS) فسيكون شعرك ممموجًا.
أما اذا تم توريث جينات الشعر المستقيم S فسيكون لدى الأطفال شعر مستقيم، أو يتم توريث جينات الشعر المجعد C فسوف يكون شعر الطفل مجعداً.
هل هناك عوامل أخرى غير وراثية تؤثر في نوعية الشعر؟
نعم، يمكن أن تؤثر عوامل أخرى على نوعية الشعر وسمكه، منها:
- التغيرات الهرمونية.
- بعض أنواع الأدوية.
- المواد الكيميائية مثل مرخيات الشعر.
- التغيرات في العمر، التغذية، درجة الحرارة والتعرض للشمس.
إن تغير خصائص شعر الشخص يمكن أن تتغير نوعية الشعر وسمكه مع تقدم العمر. تسبب العديد من الهرمونات تغيرات في نسيج الشعر، الهرمونات هي إشارات كيميائية يستخدمها الجسم لإرسال رسائل بين أجزاء الجسم لذلك يمكن أن تتغير مستويات الهرمون لديك كثيرًا خلال حياتك. تتغير هرموناتك كثيرًا عندما تكون في مرحلة النمو، خاصة بمجرد الوصول لسن البلوغ، ويمكن أن يتغير أيضًا عندما تكون بالغًا!
تشير بعض النساء إلى أن شعرهن أصبح أكثر سمكًا ولمعانًا أثناء الحمل؛ فقد يكون هذا نتيجة لزيادة مستويات هرمون الاستروجين والبروجسترون في الجسم.
لماذا يصبح الشعر أكثر تجعيدًا في المناخات الرطبة؟
ربما لاحظت أن الشعر يميل إلى التجعد أو التموج عندما يكون الطقس رطبًا وهذا مرتبط بالخصائص الفيزيائية للشعر، والسبب أن:
الهواء الرطب يحتوي على الكثير من جزيئات الماء، ولكل جزيء ماء جانب موجب الشحنة وجانب سالب، ولهذا تكون جزيئات الماء مثل المغناطيسات الصغيرة حيث تجذب البروتينات الموجودة في شعرك. عندما تدخل إلى غرفة رطبة، تحيط جزيئات الماء بشعرك فتجذب شعرك مثل المغناطيس في اتجاهات مختلفة لهذا يمكن أن يجعل شعرك مجعدًا أو مموجًا في الطقس الرطب.
في النهاية نقول أن نوع الشعر هو حالة مثيرة للاهتمام وهو نتاج تفاعل عدة جينات مع بعضها، وكذلك تدخل عوامل غير وراثية مثل الهرمونات والطقس مما يؤدي إلى اختلاف نوعية الشعر لدينا.