تحليل السائل المنوي ودقة التحليل: فهم أعمق للصحة الذكورية والإنجاب

تحليل السائل المنوي أو فحص السائل المنوي من الفحوصات الأولية التي يتم اجرائها للرجل في حال كان هناك تأخر أو صعوبة في الحمل وقد يتم إجراء أكثر من فحص لتحديد السبب.

ما هو السائل المنوي ؟

هو سائل يتم أفرازه من الجهاز التناسلي الذكري يحتوي على خلايا منوية (قادرة على إخصاب البويضات)، بلازما نووية تساعد على إبقاء الحيوانات المنوية قابلة للحياة. حيث يتراوح متوسط السائل المنوي في كل مرة يتم فيها القذف 2 – 5 مليلتر ويكون عدد الحيوانات المنوية 200-300 مليون حيوان منوي في الوضع الطبيعي.

ما هي دواعي اجراء تحليل السائل المنوي؟

يجرى فحص السائل المنوي بهدف تشخيص إصابة الرجل بالعقم وتحديد سبب عدم قدرة الزوجين على الإنجاب. خاصة إذا فشلت محاولات حدوث الحمل خلال سنة من المحاولات والمساعدة على إتخاذ القرارات المتعلقة بعلاج العقم ويكون ذلك بالتزامن مع فحوصات العقم الأخرى.

كما يتم إجراء فحص السائل المنوي بعد الخضوع لعملية قطع الحبل المنوي ” vasectomy ” للتحقق من نجاح العملية وخلو السائل المنوي من الحيوانات المنوية. ويجدر الذكر أن عملية قطع الحبل المنوي هي أحد الوسائل التي يلجأ إليها بهدف منع الإنجاب بشكلٍ دائم وفعّال بنسبة 99.9%.

التحضير لتحليل السائل المنوي:

1. الإمتناع عن ممارسة أي نشاط جنسي لمدة يومين إلى خمس أيام.
2. تجنب الكحول والكافيين قبل يومين إلى خمسة أيام.
3. التوقف عن تناول الأدوية الهرمونية والأدوية العشبية وذلك وفقا لتعليمات الطبيب.

كيفية اختبار عينة السائل المنوي

هناك عوامل مهمة لابد من معرفتها والتي تعطي مؤشرات على حالة السائل المنوي منها:

1. حجم الحيوانات المنوية

يتم تسجيل الحجم الفعلي للعينة بشكل دقيق ويعبر عنها ب”مليلتر” ويكون متوسط حجم السائل المنوي المطلوب تقديمه يبلغ حوالي 2 مليلتر.

2. تركيز الحيوانات المنوية

ذكرنا سابقا أن العينة تحتوي على ملايين لكل مليلتر وتستخدم غرفة العد الخاصة لحساب عدد الحيوانات المنوية في العينة .

3. درجة الحموضة

يجب أن يكون الرقم الهيدروجيني للعينة اكبر من “7.2”.

4. حركة الحيوانات المنوية

تصنف الحيوانات المنوية بناءا على قدرتها على الحركة بطريقة تنازلية ويتم تجميعها في أربع فئات يعبر عن أكثرها قدرة على الحركة  بالفئة (أ) وهي الأكثر خصوبة. إذا أنه يجب أن تتحرك أكثر من 50% من الحيوانات المنوية بشكل طبيعي بعد ساعة من القذف.

5. المظهر

حيث يتم دراسة المظهر العام لخلايا الحيوانات المنوية ويجب أن تكون أبيض إلى رمادي. في حين يشر السائل المنوي الذي يحتوي صبغة حمراء بنية إلى وجود دم.

6. حركة الحيوانات المنوية

يتم ذلك بدراسة حجم، وشكل، ومظهر خلايا الحيوانات المنوية، وفي الحقيقة فإنّ ما نسبته 96% تقريباً من الحيوانات المنوية تكون ذات شكل غير طبيعي، وعليه يُمكن القول بأنّ نسبة خلايا الحيوانات المنوية طبيعية الشكل يجب ألاّ تقل عن 4% ليتم تصنيف العينة على أنّها طبيعية.

7. اللزوجة

بالوضع الطبيعي يجب أن يكون السائل المنوي سميك ولديه لزوجة عالية في بداية اجراء الفحص ومن ثم يصبح سائل خلال ربع إلى ثلث ساعة وفي الحالات التي لا تحققه فيها ذلك فإن حركة السائل المنوي تتأثر.

العوامل التي تؤثر على دقة تحليل السائل المنوي

1. تعريض العينة لدرجة حرارة عاليه تؤثر على العينة. إذ أنه من الضروري إبقاء العينة على درجة حرارة مماثلة لدرجة حرارة الجسم.
2. عدم تسليم العينة في الوقت المناسب. ينبغي تسليم العينة خلال نصف ساعة بعد الحصول عليها.
3. إجراء الفحص في الفترة التي يكون فيها الشخص مريض أو متعرّض لضغط نفسي شديد.
4. خطأ فني بالمختبر.
5. تلوث العينة لسبب ما.

في ختام هذا المقال، نجد أن تحليل السائل المنوي يشكل ركيزة أساسية في فهم صحة الرجل وقدرته على الإنجاب. من خلال استعراض تفصيلي لتركيب السائل المنوي وسماته المختلفة، يُمكننا تحديد العديد من العوامل التي قد تؤثر على الإنجاب وتساهم في فهم تلك المشكلات. يعد تحليل السائل المنوي أداة حيوية تدعم الأزواج الذين يسعون لتحقيق الحمل وتسليط الضوء على الخطوات التشخيصية والعلاجية المناسبة.