حساسية الأسنان من أكثر عشرة مشكلات فموية انتشاراً في العالم، تتمثل بألم مفاجئ في الأسنان ويكون هذا الألم قوي وحاد ولكنه مؤقت. قد يستمر من عدة دقائق إلى عدة ساعات ويظهر هذا الألم في العادة بعد تناول المثلجات أو المشروبات الساخنة، وفي بعض الأوقات يظهر الألم بعد تناول السكريات أو الأطعمة الحمضية.
مقالات ذات صلة:
تنشأ حساسية الأسنان بشكل رئيسي من انكشاف طبقة العاج التي تحتوي بداخلها على آلاف القنوات، فعند تعرضها للمؤثرات الخارجية تساعد في نقل هذه المؤثرات للعصب وبالتالي الشعور بالألم الحاد. ولذلك فإن طبقة العاج الممتدة على طول السن تُغطى بطبقة المينا في الجزء العلوي الظاهر من السن، وبطبقة الملاط في الجذر الذي لا يكون ظاهراً ويكون مغطى باللثة. ويشكل كل من المينا والملاط طبقة حماية للعاج وبالتالي عدم السماح بدخول المؤثرات الخارجية التي تسبب ألم وحساسية الأسنان.
-
الأسباب التي تؤدي إلى انكشاف العاج؟ هذه الأسباب تعود ل :
- استخدام الفرشاة بقوة كبيرة أثناء تنظيف الأسنان، أو استخدام فرشاة ذات شعيرات صلبة وقاسية لفترة طويلة. وعندها سيحدث تآكل في طبقة المينا وانكشاف العاج مما سيسبب الشعور بالألم عند تعرض السن للمؤثرات الخارجية.
- تناول الأطعمة والمشروبات الحمضية بكثرة مثل المشروبات الغازية والليمون وغيرها. حيث تسبب بارتفاع حمضية الوسط الفموي وبالتالي تآكل طبقة المينا والتي بدورها ستؤدي إلى حساسية الأسنان.
- المشاكل السنية مثل تسوس الأسنان ووجود كسر بأحد الأسنان أو حشوات سنية غير سليمة. وأيضاً الكز على الأسنان أثناء النوم (صرير الأسنان). وكذلك تراجع اللثة يؤدي إلى كشف العاج ودخول البكتيريا للعصب مسبباً حساسية الأسنان.
- تراجع اللثة والذي قد يكون بسبب التقدم في العمر أو نتيجة لالتهاب اللثة وتراكم الطعام لمدة طويلة مسبباً نزيفاً في اللثة وجيوب لثوية. حيث يساعد تراجع اللثة وانكماشها في كشف الجذر السني وبالتالي حساسية عالية في الأسنان.
- العلاجات السنية كالحشوات والتركيبات وكذلك تبييض الأسنان، فقد تلاحظ بعدها بعض الآلام البسيطة ولكن لا تقلق فهذه الحساسية مؤقتة. ولكن في حال استمرارها لشهر أو أكثر فيجب مراجعة طبيب الأسنان لمعرفة السبب.
-
علاج حساسية الأسنان:
يكمن علاج حساسية الأسنان في تحديد السبب بشكل واضح. وعندها يسهل إيجاد العلاج المناسب حيث تتنوع طرق التعامل مع حساسية الأسنان بما يتلاءم مع حالة كل مريض، وما يصلح لشخص قد لا يصلح لآخر. ومن طرق العلاج ما يلي:
-
معجون الأسنان الخاص:
قد تجد الكثير من الأنواع المعالجة للحساسية أو قد ينصحك الطبيب بنوع معين، وقد تُجرب أكثر من نوع معجون أسنان لتجد المناسب لك. ستحتاج لاستخدام المعجون أكثر من مرة يومياً لتظهر النتيجة. ويحبذ استخدام الأنواع التي تحتوي على الفلورايد.
-
نصائح عامة لكيفية استخدام الفرشاة ومعجون الأسنان للتخفيف من حساسية الأسنان:
- لا تتوقف عن تنظيف أسنانك بالفرشاة والمعجون يومياً حتى لو كان هناك ألم.
- خفف من الضغط بقوة على الأسنان عند استخدام الفرشاة في تنظيف أسنانك.
- استخدم فرشاة أسنان ذات شعيرات ناعمة مع تغيير الفرشاة كل ستة أشهر.
- انتظر ما لا يقل عن ساعة بعد تناول المشروبات الغازية أو الحمضية لتنظيف أسنانك، ليقوم اللعاب بمعادلة حمضية الوسط الفموي.
- الابتعاد قدر المستطاع عن كل الأطعمة والمشروبات ذات الحمضية العالية.
-
الفلورايد:
يتوفر الفلورايد بعدة أشكال يمكن استخدامها منزلياً بشكل يومي كالمعجون أو غسول الفم أو جل الفلورايد، ويمكن وضع الفلورايد على الأسنان داخل عيادة الطبيب. تكمن أهمية الفلورايد في أنه يقلل من الألم المصاحب لحساسية الأسنان، حيث يعمل على تقوية طبقة المينا ويقلل من انتقال المؤثرات الخارجية للعصب. كما ويقلل الفلورايد من احتمالية الإصابة بتسوس الأسنان.
-
العلاج لدى طبيب الأسنان:
في حال كان السبب إحدى المشكلات السنية التي ذكرناها في الأعلى، فسيقوم طبيب الأسنان بعد تحديد السبب بتقديم العلاج المناسب من إزالة للتسوس في حال وجوده ووضع حشوة ملائمة أو تركيب تلبيسة. أما في حال استمر الألم بعد العلاج بشكل قوي ولمدة طويلة فإن علاج العصب هو الخيار الأخير الذي سيلجأ إليه الطبيب لمعالجة هذا الألم بحسب ما ذكرته الجمعية الأمريكية لطب الأسنان.
-
علاج اللثة المتراجعة جراحياً:
إذا كان السبب لديك هو تراجع اللثة الناتج عن التهاب اللثة وعدم التنظيف المستمر للأسنان، سيقوم الطبيب بعمل تنظيف عميق للجير والترسبات الموجودة على الأسنان مع استخدام غسول الفم لعدة أيام وقد يتطلب الأمر أخذ المريض لمضاد حيوي لمعالجة التهاب اللثة. أما إذا كان تراجع اللثة في مرحلة متقدمة وأكثر خطورة كوجود حركة ملاحظة للأسنان وتآكل في عظام الفك فسيحولك الطبيب لأخصائي أمراض اللثة ليقوم بتحديد العلاج المناسب كوضع رقعة لتغطية الجذر السني المكشوف.
من الخطأ أن تعتقد بأن حساسية الأسنان تحدث بدون سبب أو أنها موجودة عند الجميع. فحساسية الأسنان ليست حالة صحية للأسنان. وهي كذلك قد تؤدي إلى الكثير من المشاكل الفموية في حال أهملت علاجها.
4 تعليقات
مقال مفيد رائع شامل ..
يسعدك دكتورة نور
موضوع جدا رااائع ..
بوركت جهودك دكتورة
تسلمي نهال