في عالم العلاقات الإنسانية، يشكل فهم لغات الحب أساسًا هامًا لتحقيق التواصل الفعّال بين الشركاء. فالحب يظهر بأشكال وتجليات متعددة، ومفهوم “لغات الحب الخمسة” يقدم إطارًا قيمًا لفهم كيف يعبّر الأفراد عن مشاعرهم وكيف يستقبلونها بشكل مختلف.
لغات الحب الخمس ليست لغة واحدة بل لغات تخبر من حولنا ممن نحبهم أننا حقاً نحبهم ولكن بالشكل الذي يلائمهم. فعندما تحبني عبر لي عن حبك بطريقة تلائمني ولا تكتفي فقط بكلمة أنا احبك. وأنا بالمقابل لا بد أن أعرف لغة الحب الخاصة بك حتى أكون قادرا على إيصال شعوري لك بكل انسيابية.
لغات الحب متنوعة كما ذكرها جاري تشابمان في كتابه” لغات الحب الخمس”
1. كلمات التقدير والامتنان
يحب أن يسمع الأشخاص الذين يحتاجون إلى كلمات الحب والتقدير والإمتنان لهذه الكلمات من قبل الأشخاص الذين يحبونهم بشكل متكرر. لأنهم يحتاجون إلى أن يسمعوا بصوت عال ما يفكر به الشخص الآخر. فالكلمة لديهم لها أثر كبير، وكفيلة بأن تمدهم بطاقة إيجابية رائعة. إذا عرفت أن لغة الحب للشخص المقابل لك هي كلمات التقدير والشكر والإمتنان. فلا تبخل عليه بذلك، فعند قيامه بشيءٍ من أجلك حتى لو كان بسيطاً اشكره وعبر عن سعادتك بما قام به.
لا بأس إذن بشيء مثل هذا:
- “أنا فخورة بك ماما، كونك استطعت مساعدتي اليوم بترتيب غرفتك”.
- “شكراً لك من قلبي زوجي العزيز، فأنت تسعى دوماً لمفاجآت جميلة لي وللأطفال”.
- “زوجتي الغالية، ممتن لك جداً على أفكارك الرائعة والمتجددة بتنسيق منزلنا “.
2. لغة الحب الثانية تقديم الهدايا
الهدايا على امتداد البشرية ينظر لها على أنها تعبير عن الحب، فإذا كانت لغة شريك حياتك، أو طفلك لغة الهدايا، فلا تبخل عليه بذلك. الهدايا لا تحتاج أن تكون باهظة الثمن، ممكن أن تكون أشياء بسيطة، لكنها تعني الكثير للشخص المقابل. وهنا لا نركز على المادية بالحب. بقدر ما هو جميل لدى الشخص أن يمتلك شيئاً ولو كان بسيطاً ممن يحب. فالبساطة بالهدايا وتقديمها بالشكل اللطيف والمفاجىء كفيلٌ بأن يسعد من تحب.
3. لغة الحب الثالثة تقديم الخدمة أو المساعدة
تقول إحدى الزوجات: زوجي يخبرني كل يوم أنه يحبني، لكنه لم يفعل أي شيء ليثبت لي ذلك، يظل جالساً فقط، ويشاهد التلفاز، وأنا أغسل الصحون. لا يفكر إطلاقاً بمساعدتي، لقد سئمت من سماع كلمة “أنا أحبك”، إذا كان يحبني فسوف يفعل شيء لمساعدتي. قد يكون من أمامك حقاُ يحتاج إلى قيامك بشيء يدل على حبك له كمساعدته وليس فقط الشعور به ومعه.
وهذا يكثر عند الأزواج، خاصة أن هنالك كثير من الزوجات هن عاملات، ولديهن أعباء كثيرة بدءا من العمل إلى التربية والدراسة والمتطلبات الاجتماعية والمنزلية والزوجية، وهنا قد لا يلائم المرأة سماعها فقط لكلمة أحبك، فالكلمات والرسائل لن تجعلها تتوازن بقدر شعورها برغبة الطرف الآخر بمساعدته لها ومشاركته الفعلية لها بالأعباء والمهام.
4. لغة الحب الرابعة الوقت النوعي مع من نحب
قد ياتي لك طفلك ليخبرك عن أحد المواقف التي حدثت معه بالمدرسة فتكون منشغلا بهاتفك أو بمتابعة التلفاز أو بشيء آخر فتقول أنا اسمعك تحدث تحدث ولكنك لم تتواصل معه بصرياً.
قد يحتاج الأمر منك فقط إلى خمس دقائق من الوقت النوعي الذي يُشعره كم أنت مهتم به وبمشاكله وأفكاره وتحبه حقا، اترك قليلا ما أنت منشغلا به واستمع إليه وشاركه بأمور حياته، الوقت النوعي ليس بالضرورة أن يكون طويلا فهو نوعياً وليس كمياً.
بمعنى لا يهم المرأة إذا بقي زوجها جالساً معها ساعتين أو أكثر دون أن يكون هذا الوقت فيه مشاركة واحساس وتفاعل وتواصل بصري، وبالمقابل قد تجلس المرأة نصف ساعة مع زوجها ويشربان القهوة ويتبادلان حديثاً ما حول ضغوط عملها أو موقفاً حدث معها ويكون الحديث ممزوج بالإهتمام والحرص على مشاركة الطرف الآخر بالشكل الأمثل، ويكون هذا الوقت كفيل لأن تشعر بصدق ودفء مشاعر الحب لدى زوجها تجاهها.
5. لغة الحب الخامسة : الملامسة الجسدية
يظهر الحب أحياناً من خلال العناق أو الحضن أو وضع اليد على كتف الشخص المقابل أو أي شكل من أشكال القرب والملامسة الجسدية حسب طبيعة العلاقة بين الشخصين. الأشخاص الذين يحتاجون إلى لمسة جسدية يشعرون بالأمان إذا تم ذلك؛ خاصةً إذا كانوا يشعرون بالوحدة، أو تعرضوا لأزمة معينة، وهذا يحتاجه الطفل كثيراً فالعناق والقبلة لها أثر كبير بشعوره بالأمان والحب.
وعليه فلنتقن لغات الحب، علماً أنه قد يكون لدى الشخص لغة حب رئيسية ولغة حب فرعية، لذلك معرفتنا بما يحب الشخص المقابل لنا وبمفتاح العلاقة بيينا يجعلنا نعبر له عما نشعر به تجاهه بالشكل الذي يكون به سعيداً لأبعد حد.