نوبات الغضب عند الأطفال جزءًا طبيعيًا من الحياة مع الأطفال من حوالي سنة إلى 5 سنوات. آمل أن يبدأوا بعد عام بقليل وينتهوا قبل ذلك بقليل، ولكن أي شيء في هذا النطاق طبيعي إلى حد ما. يتعلم طفلك أن الأشياء لا تسير دائمًا في طريقه. وكآباء، نحن نساعدهم على تعلم كيفية التعامل مع هذه المشاعر والتعويض.
وهي ردود فعل طبيعية للأطفال، خاصة في مرحلة الطفولة المبكرة. تُعرَّف نوبة الغضب بأنها فترة من السلوك العدواني أو المدمر الذي يُظهره الطفل عندما يشعر بالإحباط أو الغضب.
أمور يمكن مراعاتها أثناء نوبة غضب طفلك
- عندما نقف إلى جانب طفلنا أثناء نوبة غضبه سيخفف عنه الكثير من العناء والتوتر النفسي الذي يشعر به.
- لا تحاولي اتباع أساليب خاطئة مثل ( الحرمان، زاوية العقاب، الضرب) أو أي وسيلة غير صحيحة مع طفلك، لن يتعلم طفلك أبدا وإنما سيزداد الموضوع للأسوأ. فبدلا من ايذاء نفسية الطفل وتصعيب الأمر عليه، نستخدم أسلوب الشعور بغضبه ومساعدته لتجاوز الموضوع.
كذلك بجب عزيزتي أن تعرفي إذا كان طفلكِ بحالة جوع أو قلق من أمر ما، نعس، أمر ما حدث معه بالروضة أو المدرسة وربما مجيء طفل جديد أو الإنتقال إلى منزل جديد أو أي أمر جديد طرأ في الفترة الأخيرة والذي سيكون سبب أولي لنوبة الغضب. يجب أن تعرفي كل الأمور التي تحدث معه لتتصرفي بطريقة صحيحة.
وكما ذكرت SIMONE DAVIES في كتابها “THE MONTESSORI TODDLER“ هناك بعض العبارات التي ستخفف من نوبة غضب طفلك مثل:
- لا تخف، تستطيع التحدث معي عن الأمر الذي أزعجك.
- أنا إلى جانبك، وأحبك، نستطيع حل المشكلة معا.
- هل تريد أن أعانقك؟
عبارات بسيطة كفيلة بالتخفيف عن طفلكِ بشكل كبير، لأنه سيشعر بأهميته وأهمية مشاعره بالنسبة لك. ولا تنسي عزيزتي، الصبر هو مفتاح الفرج. صبرك خلال هذه النوبة مطلوب جدا، الصوت المنخفض منك أيضا مهم جدا لكي تتفاهمي بهدوء معه، وشعورك بالهدوء سينعكس على طفلكِ على الفور.
أسباب نوبات الغضب
هناك أسباب متعددة لظهور نوبات الغضب لدى الأطفال، منها:
- عدم القدرة على التواصل: يمكن أن يشعر الأطفال بالإحباط عندما يجدون صعوبة في التواصل بفعالية.
- الإحباط: ينشأ الغضب عند عدم قدرة الطفل على تحقيق ما يريد.
- التعب: يزيد التعب من احتمالية حدوث نوبات الغضب.
- تغييرات في الروتين: يمكن أن تسبب التغييرات المفاجئة في روتين الطفل إحساسه بالإحباط.
- مشاكل صحية: تشمل بعض المشاكل الصحية مثل التوحد أو اضطراب نقص الانتباه وفرط النشاط الحركي أسبابًا لنوبات الغضب.
أعراض نوبات الغضب
تتنوع أعراض نوبات الغضب وتشمل:
- الصراخ أو البكاء.
- الضرب أو الركل أو العض.
- رمي الأشياء.
- التشبث بالأرض.
- الانسحاب أو الصمت.
كيفية التعامل مع نوبات الغضب من وجهة نظر منتيسوري
لتسهيل التعامل مع نوبات الغضب لدى الأطفال، يمكن اتباع النصائح التالية:
- البقاء هادئًا: يساعد البقاء هادئًا على التفاعل بفعالية وتهدئة الطفل.
- فهم السبب: محاولة فهم السبب وراء نوبة الغضب يسهم في التعامل الفعّال.
- مساعدة الطفل في الهدوء: استخدام تقنيات الهدوء مثل الحديث بلطف أو الإشارة إلى مكان هادئ.
- تجنب العقوبة: تجنب العقوبة كرد فعل أولي، حيث يمكن أن تؤدي إلى تفاقم الوضع.
- في حال كانت نوبات الغضب شديدة أو متكررة، يُنصح بالتحدث مع الطبيب أو أخصائي الصحة العقلية لتقديم الدعم ووضع خطة فعّالة للتعامل مع الوضع.
بعض الأطفال تبدأ نوبات غضبهم في عمر مبكر جدا، والسبب الرئيسي لهذه النوبة هو قلق الإنفصال. عندما لا يرى أمه إلى جانبه يبدأ البكاء والتوتر، فمن الأفضل مراعاة مشاعر طفلكِ في هذه الفترة العمرية. ولا تنسي عزيزتي أن تصرفاتكِ هي الأساس، لأن الطفل يكون في مرحلة تقليد لكافة تصرفاتكِ وطريقة كلامكِ معه.
كيف تتصرف في حال البكاء والصراخ المستمر ؟
الطفل ذكي جدا، وباعتقاده أن صوته العالي وصراخه هو المنفذ الوحيد لتنفيذ كلامه وخضوع الأهل لمراده. ولكن على الطفل أن يعرف أن كلامه بهذه الطريقة غير مستجاب منا، والمطلوب منه أن يتكلم بصوت منخفض وبهدوء لمعرفة طلبه.
اعتمدي أسلوب الحوار معه وتقديم البدائل، إذا رفض وأصبحت نوبة غضبه عالية جدا، اتركيه قليلا دون تجاهله، ابتعدي قليلا عن المكان الموجود فيه، مع أمكانية أن يراكِ طفلكِ، حتى لا يشعر أن مشاعره غير مهمة، وعند هدوئه قولي له هل نستطيع التحدث الأن؟
أول خطوة منكِ هي العناق كي يشعر بالأمان والراحة، و بعد ذلك تفهمين سبب توتره الشديد.
- ما لا تحتاجين إليه بعد هدوء طفلك:
- لا تلقي على طفلكِ محاضرة كبيرة، ركزي على سبب غضبه ومساعدته لتجاوز الموضوع.
- لا تشعري طفلك بالخجل وتخبري والده أو أي أحد بنوبات غضبه وتصرفاته.
- لا تتبعي معه أسلوب التهديد أبدا.
- لستِ بحاجة لتذكير طفلكِ بقية اليوم بتصرفاته ولا تحكمي على تصرفات طفلكِ أثناء غضبه.
نصيحة ذهبية: بعد الإنتهاء من نوبات غضبه من الممكن أن تشيري إلى التصرفات الخاطئة التي صدرت منه. وأخيرا الأطفال لا يحملون الحقد داخلهم وإنما تصرفاتهم هي نتيجة تغييرات يتعرض لها الطفل في كل مرحلة من عمره.