تغيير صفة في الزوج أو الزوجة ربما أمر ممكن ، حيث في مكتب الإستشارات تتحدث لي الكثير من الزوجات وبعض الأزواج عن فكرة ” أنتظر حتى تتغير هي أو يتغير هو “. وهي حالة من الإنتظار على أن تتغير إحدى صفات شريك الحياة، أو هو انتظار ذاتي ليكتسب أحد الأطراف مهارة التكيُّف مع صفات الآخر. ثم أسألهم أنا: وماذا فعلتم؟ كنتم تنتظرون فقط أم كنتم تنتظرون وأنتم تفعلون شيئا ما؟
مقالات ذات صلة:
الشريك المناسب وطرق للتأكد من وجودك معه!
وتكون الإجابة عادة أنه انتظار دون فعل، إنما هو مجرد حالة من الترقّب لأمرٍ ما سيحدث بشكل مفاجئ ودون مقدمات. نعم، تبرز في الحياة الأسرية والزوجية الكثير من التصرفات والممارسات التي قد لا تُرْضي الطرف الآخر. بل ولعلّها تزعج الطرف الآخر، ولكن هذه التصرفات إن لم يكن هناك ما يوقفها. إما بشكلٍ ذاتِيّ من صاحبِها، أو من خلال تدخل خارجيّ. فهي لن تتوقف، بالتالي انتظار زوال هذه الصفة أمر بالنسبة لي مستغرب تماما، حيث أن السلوك البشري لا يتوقف من تلقاء نفسه، إلا لسبب ودافع خارجي أو داخلي، فإن لم تتشكل قناعة لدى صاحب السلوك بإيقافه فهو لن يتوقف.
في الأسرة تظن الكثير من الزوجات والأزواج أن مجرد حالة ” الزواج ” ستكون كافية بإلغاء الكثير من السلوكات والتصرفات المزعجة. وهذا في الواقع غير صحيح. فالإنسان أسير لما اعتاد عليه من تصرفات وروتين يومي.
-
نصائح للأزواج للتعامل مع صفات الشريك الغير مناسبة:
- عبّروا بوضوح وبكل رقي عن انزعاجكم في حال صدر من شريك الحياة تصرف ما، وأن هذا السلوك يؤدي إلى إزعاجكم، والتعبير لا يكون بالصراخ ولا بالغضب ولا بافتراض أن الآخر سيدرك ما أزعجك دون أن تتحدث. والتعبير كذلك يعني أن يكون بشتى الطرق والمواقف. وانتقاء التوقيت الصحيح للحديث وبأفضل الكلمات، واستخدام لغة ” أنا منزعج من كذا وكذا ” ولا تستخدم لغة ” أنت مزعج في كذا وكذا ” .
- اعرض على الطرف الآخر المساعدة في التخلص من السلوك المزعج. فقد لا يكون منتبها لهذا السلوك، لأن السلوك صادر على حالة من التعوّد اليوميّ في التصرفات لدرجة أن السلوك أصبح تلقائيا. لذا فإن لك دور في تنبيه الطرف الآخر لتصرفاته. بالتالي ستكون هناك فرص عديدة لتقليل ما يحدث من انزعاج.
- استعن بأهل الإختصاص. ولا تركن إلى فكرة الصبر دون فعل لأن الصبر وحده لن يأتي لك بما تريد إنما الصبر مع الأخذ بالأسباب يساعد كثيرا على أن تحصل على نتائج قريبة مما تريد إن تكن بالضبط ما تريده .
-
فكرة طلب المساعدة من أهل الإختصاص تساعدك في أمرين:
- تمنحك العديد من الخيارات السلوكية التي يمكن استخدامها في إقناع الطرف الآخر، في التقليل من السلوك المزعج، مع فحص علميّ دقيق لما يزعجك. ووضع جدول زمني متوقع للتغيير الذي تريده وفقا لدراسة السلوك بطريقة علمية.
- إن وصل المختص لقناعة أن هذا السلوك غير قابل للتعديل أو التوجيه. فمن الممكن توجيهك لسلوكات تكيّفية تقوم بها أنت لتستمر الحياة، فلا يعني وجود ما يزعجك أن تكون الحياة قد انتهت. فأهل الإختصاص يساعدونك أنت تتكيف وفقا لخطوات عَمَلِيَّة عِلْمِيَّة، وليس لأنك في حالة انتظار دون أن تقوم بأية تصرف.
إنتظار تغيير صفة الزوج/ة حالة انفعالية ليست سهلة.
فهي ترقّب لمجهول قد يأتي بأفضل حالاته وقد يأتي بأسوئِها، والمشكلة تتعاظم إن طال الانتظار وفي ذات الوقت يحصل الأسوأ.
الحياة الزوجية حياة تشاركية بكل ما فيها، وكل طرف بإمكانه أن يترك أثراً في الآخر، يختلف مستواه حسب الطريقة المتبعة في التوجيه والتعديل، لذا فإن أهل الإختصاص يقدمون الكثير ويساعدون في إيجاد البدائل التي ترفع احتمالية أن تكون الحياة بأفضل حالاتها.