فقدان السمع وتأثيره على الكلام أمر وارد، حيث قد يعاني الأطفال الذين لديهم ضعف السمع من مشاكل في النطق واللغة والمهارات الاجتماعية وفي بعض الأحيان قد يواجهون صعوبة في التعلم الأكاديمي في المدرسة، لذلك من المهم القيام بفحص السمع لطفلكِ مبكرا لأن التدخل المبكر سيساعد على التطور السليم. فالأطفال يستطيعون ارتداء السماعات من عمر الأربعة أسابيع.
في السنوات القليلة الأولى من عمر الطفل على الأهل الانتباه على تطور الطفل، إذ يعد السمع جزءا مهما من التطور الاجتماعي والعاطفي والمعرفي واللغوي للأطفال. حتى فقدان السمع الخفيف أو الجزئي يمكن أن يؤثر على قدرة الطفل على تطوير الكلام واللغة بشكل صحيح. الجميل في الأمر أنه يمكن التغلب على مشاكل السمع إذا تم اكتشافها مبكرا خلال الثلاث أشهر الأولى لذلك من المهم أن نقوم بفحص السمع لأطفالنا مبكرا. فإذا كان تطور طفلك غير طبيعي في الكلام واللغة أو لم تتطور لغته فمن الأفضل القيام بفحص السمع. اقرأ أيضا
من هم المعرضون لخطر فقدان السمع؟
قد يحدث فقدان السمع إذا كان طفلكِ
- ولد قبل الأوان مبكرا (الولادة المبكرة).
- يعاني أحد أفراد الأسرة من ضعف السمع.
- دخل وحدة العناية المركزة لحديثي الولادة.
- كان يعاني من مضاعفات عند الولادة.
- تعرض لأصوات عالية أو ضوضاء عالية حتى لو لفترة وجيزة.
- يعاني من التهابات أذن متكررة.
- ارتفاع نسبة البيلوروبين في الدم (الصفار) وتطلب نقل الدم.
- كان يعاني من التهابات مثل التهاب السحايا.
- أعطي أدوية من الممكن أن تؤثر على السمع وتؤدي إلى فقدانه.
كيف يؤثر فقدان السمع على الكلام وتطور اللغة؟
الطفل الذي يعاني من ضعف سمع بسيط قد لا يسمع بعض الأصوات في اللغة وبالتالي لا ينتجها في الكلام مثل: “س ت ش ف ذ”. وهذه الأصوات تتواجد كثيرا في اللغة بالتالي ستؤثر على مفهومية كلامه ويؤثر على فهمه لكلام الآخرين وبالتالي سيؤثر على اتباع التعليمات التي يسمعها وعلى تطور الكلمات والجمل وبناء قواعد اللغة. اقرأ أيضا دليل فهم مشاكل النطق واللغة عند الأطفال.
كذلك الطفل الذي يعاني من ضعف سمع من شديد لشديد جدا سيعاني من مشاكل أكبر في النطق واللغة، تخيّلي نفسك غير قادرة على سماع كل شيء ودماغكِ لا يستقبل اللغة فبالتالي ستحدث مشكلة في عملية التعلم وهذا يشبه صعوبة تعلم الكبار للغة ثانية. قد يحتاج الأطفال الذين يعانون من ضعف سمع شديد لشديد جدا إلى أشكال أخرى من اللغة مثل لغة الإشارة حتى لا يفقد القدرة على تعلم اللغة. وبرأيي الشخصي من الضروري الاستمرار في محاولة تعليم الطفل اللغة وعدم اللجوء إلى تعلم الإشارة من البداية أي جعلها الخيار الأخير.
هل التهاب الأذن الوسطى والسوائل خلف الطبلة تؤثر على السمع؟
بالتأكيد، عندما يصاب طفلكِ بالتهاب الأذن سيتشكل سائل في الأذن الوسطى بالتالي عمل الأذن والقطع الصغيرة المتواجدة داخل الأذن الوسطى ستتأثر حركتها عند امتلائها بالسائل وهذا يعني أن الصوت لن يصل للدماغ. تخيلي أنكِ تسبحين في مسبح وأنتِ تحت الماء ستسمعين صوت الموسيقى من الراديو لكن لن تفهمي ما يقال من كلمات وهذا بالضبط ما يحدث مع الأطفال عند امتلاء الأذن الوسطى بالسائل. عندما يصاب الطفل بالتهاب الأذن سيكون هناك سائل في الأذن وهو ملتهب ومع ذلك فإن المضادات الحيوية التي يصفها الطبيب ستزيل الالتهاب ولكن تترك السائل.
بعض الأطفال يكون لديهم سائل في آذانهم باستمرار حتى عندما لا يكونوا مريضين وهذا يسبب تأخير في تطور اللغة والكلام كما وصفت سابقا مع أطفال ضعف السمع البسيط وبالتالي على الأهل القيام بفحص الأذن باستمرار للتأكد من وجود سوائل خلف الطبلة.