التبول اللاإرادي يعني فقدان السيطرة على التبول، وهي حالة شائعة بين الأطفال، حيث يفقد الطفل السيطرة على المثانة ويحدث التبول بشكل غير إرادي أثناء النوم أو اليقظة. وتشير الدراسات الى أن 9.5% من الأطفال يعانون من التبول الليلي.
أما التنمر، فهو مشكلة خطيرة يمكن أن تؤثر على حياة الطفل بشكل كبير، بما في ذلك صحته الجسدية والنفسية. تسود الشائعات بأن التنمر هو السبب النفسي الرئيسي للتبول غير الارادي، لكن هل هذه حقيقة أم مجرد زعم لا أساس له؟
في هذه المقالة، سنتعرف على الأسباب الحقيقية للتبول اللاإرادي، مدعومة بدلائل علمية من كبرى الدراسات العالمية، تابعي القراءة.
قد يهمك أيضا: التبول اللاإرادي عند الأطفال ودور العلاج الطبيعي!
أسباب التبول اللاإرادي
تشير دراسة تركية نشرت في مجلة طب المسالك البولية للأطفال مستندة على مصدر واحد وهو دراسة نشرت من طرف الجمعية الأمريكية للطب النفسي، والتي تنص بامكانية حدوث التبول اللاارادي بسبب طلاق الوالدين أو الغيرة بسبب ولادة طفل جديد فيلجأ الطفل إلى لفت الإنتباه.
وفي المقابل أشارت دراسة نيوزيلندية تم نشرها على موقع PubMd مدتها 8 سنوات، الى العكس. وقالت أنه العلاقة بين التبول بشكل غير ارادي والعوامل النفسية والاجتماعية التي ذكرت في الدراسة السابقة ضئيلة، وتؤيد وجة النظر القائلة بأن السبب الرئيسي للتبول اللاارادي هو سبب بيولوجي أو وراثي.
ويقول Sean O’Regan، دكتوراه في الطب، أخصائي أمراض الكلى لدى الأطفال، أنه ومن خلال تعامله مع العديد من الأطفال الذين يعانون من التبول غير الارادي المرجح حدوثه بسبب عوامل نفسية، أن السبب الرئيسي لهذه الحالة عند الأطفال هو عدم استخدام الحمام والقيام بحبس البول بسبب قواعد المدرسة أو الخوف من التعرض للتنمر داخل الحمام وغيرها من الأمور.
ويستبعد الطبيب أوريغان السبب الطبي في حالة لم يكن الطفل يعاني من هذه الحالة وظهرت عليه حديثا، ويرجح بنسبة كبيرة اصابته بالامساك.
الآثار السلبية للتبول غير إرادي على الأطفال
لا يقتصر تأثير التبول اللاإرادي على الليالي المزعجة؛ فهو يمتد ليلقي بظلاله على الحياة المدرسية للطفل، محدثًا تداعيات سلبية على المستوى الاجتماعي والعاطفي، وبالتالي على تحصيله الدراسي.
- أولًا، يضر التبول اللاإرادي بثقة الطفل بنفسه ومزاجه العام. فقد يشعر بالقلق والحرج، أو يلوم نفسه ويظن أنه عاجز عن حل المشكلة، ما يزيد من توتره ويؤثر على استقراره العاطفي.
- ثانيًا، يعزل التبول اللاإرادي الطفل اجتماعيًا. يخشى الطفل من اكتشاف زملائه لسرّه، فيبتعد عن التفاعل ويتجنب الأنشطة الجماعية مثل الرحلات المدرسية والمبيتات عند الأصدقاء، خشيةً من التبول اللاإرادي. وبالطبع، قد يتعرض الطفل للسخر أو التنمر إذا اكتشف الآخرون الأمر.
- ثالثًا، يعيق التبول اللاإرادي التحصيل الدراسي. فقد يعاني الطفل من صعوبات التركيز بسبب قلة النوم الناتجة عن الاستيقاظ المتكرر ليلاً، كما يقلقه احتمال انكشاف سرّه أمام زملائه وبالتالي تعرضه للتنمر، ما يؤثر على انتباهه في الفصل وقدرته على التعلم.
تبلغ هذه الضغوط الاجتماعية والعاطفية ذروتها مع بداية العام الدراسي، حيث يتأقلم الطفل مع متطلبات وضغوطات سنة جديدة. كما يزيد التبول بشكل غير إرادي من عبء الوالدين في الصباحات المزدحمة، فالحاجة لتغيير المفروشات وغسل الملابس وإستحمام الطفل تضيف المزيد من التوتر على روتين الصباح وتقلقلهم بشأن تأثير هذه المشكلة على حياة ابنهم المدرسية.
كيفية مساعدة الأطفال الذين يعانون من التبول اللاإرادي
من المهم مساعدة الأطفال الذين يعانون من التبول اللاإرادي، وذلك من أجل تقليل آثاره السلبية على حياتهم. ويمكن للأهل والمدرسة القيام بدور مهم في مساعدتهم، وذلك من خلال:
- استشارة طبيب مختص للكشف ما اذا كانت هناك حالة تستلزم علاج طبي.
- عدم جعل الطفل يشعر بالخجل تجاه التبول اللاإرادي. فعليهم الإصغاء له ومحاولة فهم سبب هذه الحالة.
- مساعدة الطفل على إعادة بناء تقديره لذاته والإستعانة بمعالج نفسي عن طريق علاجات فردية أو جلسات جماعية مع أطفال تعاني من نفس المشكلة أو إستشارات عائلية. تستطيع أن توجهكم للتصرف الأكثر ملائمة لطفلكم، ولمساعدة طفلك على تحديد مشاعره والتعبير عنها وإدارتها. واكتساب مهارات جديدة مهمة للتغلب على تلك المشاعر، وإعادة بناء تقديرها لذاتها. لكن من المهم أن تكونوا شركاء لهذا العلاج والتغيير ومتابعته.
- تعاملوا مع مخاوف طفلكم وتجاربه وعواطفه بجدية تامة. لا تلجأوا للصمت أو التجاهل فالتوجه إلى إدارة المدرسة ومعرفة ما يعيشه طفلكم. وحتى أطفال اَخرون يستطيع أن يحد من ظاهرة التنمر عن طريق اًليات تتبعها المدرسة.
خاتمة
يبدو أن العوامل النفسية والإجتماعية تتوسط العلاقة بين التبول اللاإرادي وحالة الصحة النفسية، لهذا فإن زيادة الوعي بالقضايا النفسية والإجتماعية الرئيسية التي يمكن أن تؤثر على كل منهما قد تسهم في تحسين إدارة الحالة وكذلك تقليل عبء الحالة على الأفراد.
تذكروا أن لا تتجاهلوا سلوك وتصرفات أطفالكم، فحالات عديدة جسدية يمكنها أن تكون مؤشرًا على مشاكل تنمر في المدرسة وغيرها طبعا بعد التأكد أنها ليست مشكلة جسدية وإستشارة طبيب الأطفال.